غابت أجواء عيد الأضحى في يومه الأول عن الدانا بريف إدلب شمال غرب سورية، وخفتت فرحة الأطفال بهذه المناسبة، فالأوضاع المعيشية صعبة في الوقت الحالي، إضافة إلى أن الألعاب بعيدة عن المدينة ويصعب عليهم الوصول إليها والاستمتاع ببهجة العيد مع رفاقهم.
ومع التصعيد الذي بدأته قوات النظام السوري، من قصف مدفعي والغارات الجوية للطيران الحربي الروسي، تأثر الأطفال أيضا وباتوا يعيشون مخاوف يومية في الوقت الحالي، ومنهم الطفل أحمد غفري الذي قال لـ"العربي الجديد"، إن أجواء العيد اليوم ليست كالسابق، بسبب بعد الألعاب عنهم، وأيضا جراء الحرب والقذائف في كل الأماكن، ننام ونستيقظ مفزوعين".
من جهته، يقارن المواطن السوري أحمد صالحة بين أجواء العيد في السابق بمدينة حلب والظروف الحالية التي يعيشها بمدينة الدانا، موضحا خلال حديثه لـ"العربي الجديد": "في حلب كانت أجواء العيد تمتد لثمانية أيام، اليوم لا تتعدى ثلاثة أيام في أحسن الأحوال، الأهالي ظروفهم صعبة، الأقرباء مهجرون، أرهقنا الإيجار، ونقصت عيديات الأطفال".
الظروف المعيشية الصعبة خاصة بعد زلزال السادس من فبراير/شباط أرهقت السكان في المنطقة وسببت لهم تبعات نفسية واجتماعية واقتصادية، كما يشير ياسر المصري خلال حديثه لـ"العربي الجديد": "الأجواء غير مستقرة، وأحوال الناس تغيرت، بفعل الغلاء وقلة الدخل، تضرر الكبار والصغار، الذين افتقدوا أماكن للتسلية والترويح عن أنفسهم، عموما فإن عيد العام الماضي كان أفضل من وضع الجمود الحالي".
ومن العوامل التي ساهمت في غياب أجواء العيد تشتت العوائل كل واحد في بلد، كما أكد علي شمة لـ"العربي الجديد"، موضحا أن بُعد الأهالي عن بعضهم البعض أفقد العيد قيمته ومعانيه من خلال الاجتماع واللمة وصلة الرحم، مبينا أنه يعمل في السوق اليوم لإعالة أطفاله.
حسن أبو عبد الله وهو مهجر من حمص، قال لـ"العربي الجديد": "نشتاق للعودة ونرجو أن يعاد العيد علينا ونحن بين أحبابنا وأصحابنا، وأن تفرح قلوب الصغار، نفتقد أقرباءنا وأصدقاءنا، داخل كل بيت هناك مغترب أو شهيد، نسأل الله الرحمة للموتى، ولم الشمل لكل بعيد".
أما الطفلة زينة كنجو فإنها ترى العيد بمنظار تفاؤل وهي تبيع الذرة المسلوقة في مدينة الدانا، موضحة لـ"العربي الجديد" أن أجواء اليوم جيدة وأنها تعمل وتبيع الذرة لتساعد أهلها بالمصروف.