لا أقسى على الأمهات من رؤية أبنائهم مرضى وهنّ عاجزات عن بذل أي شيء لعلاجهم، هذه حال النازحة السورية داليا داوود، التي تقيم في مخيم بريف إدلب شمال غربي سورية، وهي أم لأربعة أطفال، اثنين منهم حالتهما الصحية صعبة وهما بحاجة لعملية زراعة شبكية قبل فقدانهما البصر.
تعيش داليا في دوامة من المعاناة اليومية، على أمل حصول ابنتيها مروة (13 عاماً) وقمر (15 عاماً) على العلاج، ولكن العجز يطوّقها، ولا تملك سوى الدعاء بحصول معجزة، وبالكاد تخفي عبراتها خلال حديثها لـ"العربي الجديد" وهي تصف الحياة الصعبة التي تعيشها في غرفة ضمن المخيم.
تقول داليا لـ"العربي الجديد": "استشهد زوجي قبل 5 أعوام، وابنتاي مصابتان بضمور في الدماغ وضعف شديد في النظر، مروة فقدت النظر بعينها اليمنى، وقمر كذلك، ليس هناك حل سوى عملية زرع الشبكية لهما لاستعادة بصرهما".
"أعاني كثيرا مع ابنتيّ، في النهار لا تتمكنان من الرؤية، وبعد المغرب لا أستطيع إخراجهما خارج الغرفة، منذ الولادة تعانيان من ضمور في الدماغ وبسببه ضعف نظرهما، حسب ما أخبرني الأطباء".
وتتابع: "أرجو الشفاء لابنتي وأن تعيشا كغيرهما من الأطفال، أفعل المستحيل لأجلهما، فهما ممنوعتان من الخروج من البيت ومشاركة الأطفال والذهاب إلى مدرسة. العلاج الوحيد الحالي المتاح لهما هما النظارة ومنشط الدماغ، في انتظار العملية، أمامهما وقت محدود قبل فقدان البصر نهائيا".
وتوضح الأم: "هما بحاجة لتبديل الشبكية، وليست لدي إمكانية لذلك. العملية مكلفة جدا، لا أستطيع أن آخذهما لطبيب خاص، نعيش على ما يقدمه أهل الخير. سابقا كنت أعمل في الخياطة، وفي ظل النزوح، لم أعد قادرة على ذلك، فأنا مجبرة على أن أجلس معهما وأرعاهما، أمنيتي الوحيدة أن يتحقق شفاؤهما".
وبكلمات بسيطة تحاول قمر أن تعبر عما يجول بذهنها، حيث تقول لـ"العربي الجديد" إنها تحلم بالذهاب إلى المدرسة وأن يكون لديها رفاق، كما تتمنى الشفاء من المرض.
قصة الطفلتين مروة وقمر واحدة من القصص المأساوية التي يعيشها الكثير من الأطفال السوريين، خاصة في مخيمات شمال غربي سورية، صغار من ذوي الاحتياجات الخاصة، منهم من ولد هكذا ومنهم من تسبب قصف النظام وروسيا بفقدانهم أطرافهم أو إصابتهم بإعاقات دائمة.