- تم تسليط الضوء على تحقيق مع موظفي أونروا وتعليق تمويل 16 دولة بسبب مزاعم إسرائيلية، مما يهدد استمرارية خدمات الوكالة للاجئين الفلسطينيين.
- سامح شكري شدد على ضرورة دعم أونروا وإزالة العوائق أمام المساعدات الإنسانية، مع استئناف أستراليا لدعمها المالي، مؤكدة على دور الوكالة الحيوي.
عقد المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني مؤتمراً صحافياً مشتركاً في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الاثنين، لاستعراض مستجدّات الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة المحاصر والمستهدف إسرائيلياً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى التحديات الكبيرة التي تواجه عمل المنظمة، وسبل تقديم المساعدة لها.
ونبه لازاريني، في كلمته، إلى شدة الأزمة في قطاع غزة وسط الحرب عليه، نظراً إلى عدد الضحايا الضخم من المدنيين الفلسطينيين في خلال خمسة أشهر من العدوان المتواصل عليهم، بما في ذلك عدد الأطفال الكبير الذي يتخطّى أعداد الأطفال الذين سقطوا في حروب أخرى.
وتحدّث المفوض العام لوكالة أونروا كذلك عن مقتل عدد كبير من الصحافيين وموظفي الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنّ مجاعة تلوح في الأفق في قطاع غزة، وقد تعالت الأصوات الدولية التي تؤكد ظهورها بالفعل.
وإذ حذّر لازاريني من أنّ أحداً لن ينجو من المجاعة في قطاع غزة، شدّد على أنّ الحؤول دون ذلك يتطلّب رفع مستوى الاستجابة الإنسانية للأزمة في القطاع. وأشار إلى أنّ محكمة العدل الدولية أصدرت أمراً تضمّن الدعوة إلى زيادة المساعدات الإنسانية، غير أنّ حجم المساعدات انخفض بنسبة 50% قبل أن يرتفع من جديد في شهر مارس/ آذار الجاري إلى المستوى الذي كان عليه في يناير/ كانون الثاني الماضي.
On the day new data is out on famine in #GAZA, the Israeli Authorities deny my entry to Gaza.
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) March 18, 2024
-Famine is imminent in the northern Gaza Strip, expected to arrive between now and May.
- Two million people= the entire population of Gaza is facing crisis levels of food insecurity…
وعن اتّهام 12 موظفاً في وكالة أونروا بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، قال لازاريني إنّ تحقيقاً يجرى الآن لمعرفة الحقيقة، إلا أنّ مخرجاته غير معروفة حتى هذه اللحظة، وسوف تُعلَن النتائج فور الانتهاء من التحقيق.
ولفت المفوض العام لوكالة أونروا إلى إجراء مراجعة كاملة لبحث قدرتها على مواجهة المخاطر، بما يتيح للجهات المانحة معاودة تمويلها في الفترة المقبلة.
يُذكر أنّ ذلك يأتي بعد تعليق 16 دولة تمويلها المخصّص لوكالة أونروا والذي يبلغ إجماليه 450 مليون دولار أميركي، علماً أنّ عدداً منها من الجهات المموّلة الأساسية، وذلك بعد مزاعم إسرائيلية بمشاركة موظفين في الوكالة بعملية طوفان الأقصى، الأمر الذي يهدّد عمل الوكالة واستمرارها في تقديم خدماتها إلى اللاجئين الفلسطينيين في أقاليم عملياتها الخمسة، أي في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأردن وسورية ولبنان.
ويكرّر مسؤولون في الأمم المتحدة أنّه من غير الممكن تعويض وكالة أونروا في قطاع غزة، كونها تمثّل العمود الفقري للمساعدات الإنسانية فيه.
وفي الإطار نفسه، حذّر لازاريني، اليوم، من خطورة تفكيك وكالة أونروا قبل التوصّل إلى حلّ دائم وعادل في المنطقة، موجّهاً الشكر إلى مصر لدعمها الوكالة، وتسهيل إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، في ظلّ المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون فيه.
من جهته، رأى وزير الخارجية المصري سامح شكري أنّه لا بدّ من تقديم الدعم الكامل لوكالة أونروا حتى تتمكّن من الاضطلاع بدورها في هذه الفترة الكارثية، مشدّداً على ضرورة أن يتشارك الجميع من دون استثناء المسؤولية المعنوية في هذا الإطار.
وأضاف شكري أنّ مصر حريصة على بذل كلّ الجهود الممكنة من أجل مساعدة وكالة أونروا، في سبيل أداء مهامها التي لا غنى عنها في تقديم المساعدات للفلسطينيين من أهالي قطاع غزة وكذلك لعموم الفلسطينيين. وأشار إلى أهمية إزالة العوائق التي تضعها إسرائيل أمام دخول المساعدات الإنسانية، ووقف سياسات التجويع والعقاب الجماعي في القطاع.
وتابع الوزير المصري أنّ قرارات تقييد تمويل وكالة أونروا استندت إلى اتهامات لا أساس لها من الصحة، فضلاً عن عدم توفّر أدلة كافية بشأنها، مضيفاً أنّه لا بدّ من عدم تشويه مصداقية 40 ألف موظف لدى الوكالة الأممية التي تدعم الفلسطينيين.
وجدّد شكري دعم بلاده لوكالة أونروا وجميع العاملين بها، محذّراً من تداعيات وقف تمويلها. وشدّد على وجوب المضي قدماً بتمويل الوكالة، ووجوب أن يدرك المجتمع الدولي خطورة اختفائها من الوجود.
تجدر الإشارة إلى أنّ أستراليا كانت الدولة الأخيرة التي استأنفت، قبل ثلاثة أيام، دعمها المالي لوكالة أونروا بعد تعليقه لنحو شهرَين، مشدّدة على أنّ الوكالة ليست إرهابية وقد قدّمت خدمات منقذة للحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1951.
وكان لازاريني قد حذّر، يوم الخميس الماضي، من أنّ وكالة أونروا قد وصلت إلى نقطة الانهيار، مع دعوات إسرائيل المتكرّرة لتفكيكها وتجميد تمويل المانحين، وذلك وسط الاحتياجات الإنسانية الملحّة في قطاع غزة، في رسالة وجهّها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرانسيس.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، يحرّض الاحتلال الإسرائيلي على وكالة أونروا، ويلطّخ سمعتها ويعطّل عملها، إذ يدّعي أنّ حركة حماس تستخدم مراكز الوكالة ومدارسها مرافق عسكرية لها وقواعد لإطلاق الصواريخ، بالإضافة إلى أنّ جهاز التعليم التابع للوكالة الأممية يحرّض ضد إسرائيل في مناهج التعليم ويشجّع على العنف.