لبنان: إحباط محاولة تهريب 125 لاجئاً سورياً عبر البحر

أحبط الجيش اللبناني، اليوم الخميس، محاولة تهريب لاجئين سوريين عبر البحر، في مشهدٍ بات يتكرّر في لبنان. يشار إلى أن لبنان شهد أخيراً محاولات هجرة غير شرعية من الشمال إلى قبرص، شملت أيضاً لبنانيين يعانون من جراء الأزمات الاقتصادية والمعيشية. 

وأعلنت قيادة الجيش ــ مديرية التوجيه، أنّه بتاريخ 20 مايو/ أيار الجاري، تمكنت دورية تابعة للقوات البحرية في الجيش من إحباط محاولة تهريب 125 لاجئاً سورياً عبر البحر بطريقة غير شرعية. وأشارت إلى أن الدورية اعترضت المركب على بعدِ أميالٍ من الشاطئ في عرض البحر في مقابل شواطئ العريضة ــ عكار (شمال لبنان)، وتم توقيفهم، وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختصّ.

وفي 9 مايو/ أيار، أوقفت وحدة من القوات البحرية في الجيش اللبناني مركباً رصدته الرادارات على مسافة 10 أميال بحرية قبالة شاطئ طرابلس، وذلك أثناء محاولة تهريب 60 شخصاً (59 من التابعية السورية بالإضافة إلى لبناني واحد) عبر المياه الإقليمية اللبنانية وسلم الموقوفون إلى المراجع المختصة.

وبتاريخ 25 إبريل/ نيسان الماضي، تمكنت قوّة من الجيش تؤازرها مجموعة من مديرية المخابرات من إحباط عملية تهريب أشخاص عبر البحر، وأوقفت في منطقة العريضة عند شاطئ الشيخ زناد – عكار 69 سورياً كانوا ينوون الانتقال بطريقة غير شرعية إلى قبرص عبر البحر.

وأوقف الجيش اللبناني المهرّب أ.خ، الذي تقاضى مبالغ مالية من الأشخاص المنوي تهريبهم، وتم التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص. وجرت محاولات عدّة في السابق لتهريب أشخاص سوريين ولبنانيين في البحر بوسائل غير شرعية، وخصوصاً عبر القوارب منها تم إحباطها وأخرى تمكّنت من العبور، لكن معظمها سجلت فيها حالات وفاة سواء غرقاً ولا سيما لمن رمى بنفسه في البحر بهدف البحث عن مساعدة أو جوعاً، أو أعيدوا إلى الأراضي اللبنانية.

وإزاء ارتفاع محاولات الهجرة غير الشرعية بحراً، ترأس الرئيس اللبناني ميشال عون في 24 سبتمبر/ أيلول الماضي اجتماعاً أمنياً في قصر بعبدا خُصّص لتقييم الوضع الأمني وحركة المراكب على الشاطئ اللبناني ومحاولة القيام بنقل أشخاص بطريقة غير شرعية عبر البحر، وتقرّر تكليف المديرية العامة للأمن العام التواصل مع السلطات القبرصية لوضع الإجراءات اللازمة لاسترداد المهاجرين وتكثيف العمل الاستخباراتي والاستقصائي لكشف الشبكات التي تعمل على تهريب الأشخاص بطريقة غير شرعية.

لجوء واغتراب

التحديثات الحية

هجرة اللبنانيين بحراً... الظاهرة تتفاقم بسبب الأزمات

وتقرّر أيضاً تكثيف الدوريات البحرية والتنسيق مع قيادة اليونيفيل لكشف ورصد الزوارق ووضع أطر للتعاون في هذا الصدد، وكلّفت قيادة الجيش العمل على إنشاء مركز خاص للبحث والإنقاذ.

ويقول الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين لـ"العربي الجديد" إن 5 حالات رصدت لمحاولات هجرة غير شرعية للبنانيين ما بين عامي 2018 و2020، وهذا عدد قليل على صعيد اللبنانيين باعتبار أنه يمكنهم السفر إلى تركيا من دون فيزا، ومن هناك يتجهون إلى أوروبا بشكل غير شرعي أو عن طريق التهريب.

بالإضافة إلى كون تركيا وجهة أساسية لهجرة اللبنانيين غير الشرعية، يقول شمس الدين إن هناك وجهة أخرى هي إندونيسيا التي يمكن للّبناني أن يدخلها أيضاً من دون فيزا، ومنها إلى أستراليا. فقبل ثلاث سنوات، غرقت عبّارة على متنها لبنانيّون.

ويقول مصدر  أمني لـ "العربي الجديد"، إن أكثر من 10 محاولات لتهريب سوريّين بحراً من لبنان وخصوصاً إلى قبرص قد أحبطت منذ عام 2020، بالإضافة إلى توقيف مهربين وشركائهم وغالبيتهم من الجنسيتين اللبنانية والسورية.

تمكنت قوة من الجيش تؤازرها مجموعة من مديرية المخابرات من إحباط عملية تهريب أشخاص وأوقفت عند شاطئ الشيخ زناد- عكار، ٦٩ سورياً كانوا ينوون الانتقال بطريقة غير شرعية الى قبرص عبر البحر، كما أوقفت المهرب (أ.خ) الذي تقاضى مبالغ مالية عن الأشخاص المنوي تهريبهم.https://t.co/pTy7YLyYH2

— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) April 25, 2021

وتقول الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، ليزا أبو خالد، لـ "العربي الجديد": "حتى 31 مارس/ آذار عام 2021، تم تسجيل 855,172 لاجئا سوريا لدى المفوضية في لبنان". وتشير إلى وجود 13،741 لاجئا في بيروت، و183،669 لاجئا في جبل لبنان، و126،064 في الشمال، و104،537 في عكار، و215،473 في البقاع، و119،195 في بعلبك الهرمل، و59،936 في الجنوب، و32،557 في النبطية.