أدّى المئات من الفلسطينيين صلاة الفجر، اليوم الجمعة، في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، تلبيةً لدعوات أداء الصلاة رداً على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة لتهويد ساحاته، فيما قررت مديرية الأوقاف والشؤون الدينية في الخليل، إغلاق المساجد وإقامة صلاة الجمعة، في الحرم الإبراهيمي.
وقال مدير الحرم الإبراهيمي، حفظي أبو سنينة، لـ"العربي الجديد": "إنّ أكثر من 500 مصلٍ أدوا صلاة فجر اليوم الجمعة، في أروقة الحرم الإبراهيمي"، متمنياً أن يتم الحشد لصلاة الجمعة أيضاً، مشيراً إلى أنّ "فجر يوم الجمعة تحديداً، عادة ما يكون عدد المصلّين أقل بكثير ممّا شهدناه اليوم".
وأضاف أبو سنينة، أنّ إدارة الحرم الإبراهيمي ومديرية الأوقاف في الخليل، دعتا لتكثيف التواجد للصلاة فجراً في الحرم، وكذلك لإغلاق المساجد القريبة من الحرم وعدم إقامة صلاة الجمعة فيها، لتتسنّى للمصلين تأدية صلاة الجمعة في الحرم الإبراهيمي؛ "كون الاعتداء أصبح واقعاً على الحرم".
واعتبر أبو سنينة، آخر الاعتداءات من إحضار آليات عسكرية وتجريف الساحات الخارجية بحجة إقامة ما يسمى مساراً سياحياً وإنشاء مصعد كهربائي؛ خطوة تؤكد على تهويد المنطقة بأكملها، وجعل المسجد تحت السيطرة الإسرائيلية، وهي ضمن خطوات تهدف للاستيلاء الكامل عليه، مؤكداً أنّ ذلك خط أحمر، وتغيير لمعالم الحرم الإبراهيمي.
وقد شهد محيط المسجد الإبراهيمي بعد صلاة الفجر مباشرة، إقامة زفة لعرسان مقبلين على الزواج. وتعتبرعائلات الخليل إقامة هذه الفعاليات، أحد أشكال إحياء البلدة القديمة ودعم الحرم الإبراهيمي الشريف، بحيث يسبق الزفة الإنشاد الديني، لحفل الزفاف الذي يُقام مساء اليوم.
وكانت سلطات الاحتلال بدأت الأسبوع الماضي، إقامة مصعد في الحرم الإبراهيمي لتسهيل وصول المستوطنين إليه، ويشمل المشروع إنشاء طريق وصول من ساحة انتظار السيارات إلى ساحة الحرم.
وشرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء الماضي، بتجريف أراضٍ في ساحات الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، وسط تحذيرات من أن يكون الهدف تنفيذ خطة استيطانية لتغيير معالم الحرم والبدء بتطبيق مسارٍ سياحي استيطاني وتركيب مصعد كهربائي.