أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بأنّ الوضع الإنساني في قطاع غزة "لا يوصَف" بعد أكثر من ثلاثة أشهر من القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع المحاصر.
وتوقّع أن يواجه توزيع المساعدات عقبات "يصعب تجاوزها تقريباً"، فيما أشار إلى إلغاء مهمّة لمنظمة الصحة العالمية كانت مقرّرة إلى شمالي غزة بسبب عدم توفير ضمانات أمنية لها، علماً أنّها المهمة السادسة التي تُلغى في الأسبوعَين الأخيرَين.
وقال غيبريسوس، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف يوم الأربعاء الموافق في اليوم السادس والتسعين من الحرب الإسرائيلية على غزة، إنّ "الناس ينتظرون لمدّة ساعات في طوابير حتى يحصلوا على كمية صغيرة من المياه التي قد تكون ملوّثة، أو الخبز الذي لا يُعَدّ مغذياً جداً إذا تناولوه وحده".
أضاف المسؤول الأممي أنّ في قطاع غزة كله "يعمل 15 مستشفى فقط بصورة جزئية"، مشيراً إلى أنّ "النقص في مياه الشرب والمرافق الصحية إلى جانب الظروف المعيشية المزرية أوجدت بيئة مثالية لانتشار الأمراض".
وفي هذا الإطار، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، إنّ عدد حالات الإسهال بين الأطفال دون الخامسة كان أعلى 20 مرّة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 مقارنة بمتوسط العام السابق.
وإذ عبّر بيبركورن عن أمله بأن تمضي قدماً مهمّة منظمة الصحة العالمية المزمعة إلى شمالي غزة غداً الخميس، لفت إلى أنّ نحو 16 أو 17 مهمّة تقريباً أُلغيت من أصل 21 مهمّة كانت تعتزم الأمم المتحدة تنفيذها منذ بداية شهر يناير/ كانون الثاني الجاري.
من جهته، قال المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية مايك رايان إنّ استعادة نظام الصحة العامة في قطاع غزة، حتى مع وقف إطلاق النار، سوف تكون مهمّة "هائلة".
تحديات كبرى لإدخال المساعدات إلى غزة
وكرّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوم، الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار أو أقلّه إنشاء ممرات إنسانية آمنة تتيح توزيع المساعدات على نطاق أوسع في مناطق قطاع غزة المختلفة التي تتعرّض إلى حرب بلا هوادة منذ السابع من أكتوبر/ شرين الأول 2023.
ولم تعد المناطق الشمالية التي تركّزت فيها المعارك في الأسابيع الأولى من الحرب التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مُتاحَة لبعثات منظمة الصحة العالمية منذ 26 ديسمبر/كانون الأول 2023. وبالتالي توجّب إلغاء ستّ مهمّات للمنظمة بسبب عدم توفّر ضمانات مرتبطة بسلامة المواكب.
وأوضح غيبريسوس أنّ "إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ما زال ينطوي على تحديات يصعب تبديدها، فالقيود المشدّدة على التحرّك بسبب القصف ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات تمنع منظمة الصحة العالمية وشركاءها من الوصول إلى محتاجي تلك المساعدات".
وتابع المسؤول الأممي: "نملك الإمدادات والفرق والخطط، لكنّ ما نفتقده هو القدرة على التصرّف بها"، داعياً إسرائيل إلى "إعطاء إذن لإيصال المساعدات الإنسانية".
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)