مستشفيات الأطفال في العيد... زيارات لإدخال الفرحة إلى قلوب الصغار في الجزائر
شهدت الجزائر، خلال أيام عيد الفطر، زيارات متتالية لعدد من الجمعيات المهتمة بالطفولة والمؤسسات الخيرية إلى المستشفيات وأقسام الأطفال على وجه التحديد، في مسعى لإدخال البهجة إلى قلوب الصغار والتخفيف من وطأة مرضهم.
وحرصت الجمعيات المنظمة لهذه الزيارات على تقديم ألعاب للصغار المرضى وتنظيم فقرات تنشيطية قصيرة بمشاركة منشطين، بهدف إدماجهم في أجواء العيد وجعلهم يشعرون بالدعم والمساندة، ومدّهم بشحنة إيجابية للتغلب على صعوبات المرض.
جمعية "رفاق الخير" واحدة من الجمعيات المشاركة في هذه الزيارات الإنسانية، وأوضح عضوها قهواجي زين الدين، لـ" العربي الجديد"، أن الجمعية فضلت أن تُخصّص زيارة هذا العام في العيد للأطفال مرضى السرطان في مستشفى مصطفى باشا، استمرارا لمجموع نشاطات تقوم بها على مدار العام.
وقال قهواجي: "أبدى الأطفال فرحتهم الكبيرة بهذه الزيارات التي تسعدهم كثيرا وتنسيهم معاناة المرض ولو لفترة قصيرة، خاصة أن ظروفهم الصحية فرضت عليهم قضاء العيد بعيدا عن الأهل واللعب مع أقرانهم".
ويجرى تنسيق هذه الزيارات بين الجمعيات الخيرية وإدارات المستشفيات التي تعتبر أن مثل هذه الخطوات مهمة لتقديم الدعم المعنوي للأطفال المرضى. وأكد نائب رئيس جمعية "رفاق الخير" حمزة عموري أنه جرى التحضير جيدا لهذه الزيارة الخاصة، حيث جُمعت المساعدات لشراء اللعب لصالح الأطفال، وقال لـ"العربي الجديد": "جهزنا ما استطعنا لهذه الزيارة الخاصة بفئة من الأطفال وفي يوم خاص أيضا، حاولنا إدخال السرور إلى قلوبهم، وسنواصل القيام بهذه المبادرات بفضل دعم المحسنين، ما دام الخير مستمرا والتضامن قائماً في الجزائر".
وقوبلت هذه المبادرات بتجاوب كبير من الأطفال، على غرار الطفلة نرجس البالغة من العمر ثماني سنوات، والتي فرضت عليها الظروف الصحية قضاء العيد في مستشفى مصطفى باشا وسط العاصمة الجزائرية، إذ أبدت سعادة بالغة برؤيتها البهلوان وحصولها على لعب.
واستحسنت عائلات الأطفال المرضى هذه الزيارات التي تسعد صغارهم وتوفر لهم أجواء العيد التي حرموا منها اضطراريا بسبب المرض، وقال لوكاري لياس، والد أحد الأطفال المرضى في مستشفى مصطفى باشا الجامعي وسط العاصمة الجزائرية، إنه قضى العيد رفقة ابنه المصاب بورم في المستشفى، وإن "هذه الجمعيات قامت بعمل رائع من خلال زيارتها هؤلاء الأطفال وتقديم هدايا لهم، جميل جدا أنهم لم يتركوهم وحدهم في العيد وتذكروهم، وهذا أمر طيب يدخل عليهم السرور والبهجة، وينسيهم بعض آلام المرض وعدم اللعب مثل باقي الأطفال".
ويعدّ المنشطون والفكاهيون والبهلوانيون ملح هذه الزيارات، بملابسهم التي تروق الأطفال وتجعلهم أكثر تقبلا وتفاعلا مع هؤلاء الزوار.
المنشط فارس المعروف باسم "مهرج سينو"، من فرقة "زيزو بهجة"، أكد أنه كان سعيدا بالدعوة التي تلقاها لتنظيم الزيارة، ولم يتردد في ذلك ما دام الأمر يخص الأطفال، وأضاف فارس لـ" العربي الجديد": "الغاية هي أن ندخل الفرحة والسرور إلى قلوب هؤلاء الأطفال، يمكننا فعل الخير بأقل ثمن وليس بالضرورة أن تتوفر أموال كبيرة لفعل ذلك، اللعب مع الأطفال هو أيضا خير، نتمنى أن تثمن السلطات هذه المبادرات وتساعدنا على القيام بأكثر منها ".
بدوره، قام فوج الهلال الأحمر الجزائري بولاية البليدة، قرب العاصمة الجزائرية، بزيارة للأطفال المرضى بمصلحة طب الأطفال بمستشفى "حسيبة بن بوعلي"، ونظم مختلف النشاطات البهلوانية والفقرات التنشيطية التي تجاوب معها الأطفال كثيرا، وقام بتوزيع الألعاب والهدايا، كما كان لأفراد الشرطة زيارة تضامنية لمصلحة طب الأطفال بالمستشفى، حيث قاسموا الفرحة مع من هم بعيدون عن الأجواء الأسرية في هذه المناسبة بسبب المرض.