مشاهدات من داخل المخيم الطلابي في جامعة برمنغهام نصرة لغزّة: أوقفوا تمويل الإبادة
- المشاركون يطالبون بشفافية حول تمويل الإبادة في غزة وينتقدون قمع الجامعة للاحتجاجات، مع تأكيد على أهمية القضية الفلسطينية والتضامن الدولي.
- دعم للحراك من داخل وخارج الجامعة، بمشاركة مدرسين وأفراد من المجتمع، واهتمام حكومي بتداعيات الاحتجاجات على معاداة السامية.
يعتصم طلاب في جامعة برمنغهام نصرة لقطاع غزة للأسبوع الثاني على التوالي في "المنطقة المحررة" كما أطلقوا عليها، عند المدخل الرئيسي للجامعة وأمام المكتبة، إذ يحضر بشكل يومي عشرات المؤيدين لفلسطين للمشاركة في نشاطات المخيم الطلابي.
تشمل نشاطات المخيم الطلابي، ورشات عمل، محاضرات، تظاهرات وأمسيات ثقافيّة على شكل مشابه لباقي المخيمات الاحتجاجيّة في جامعات المملكة المتحدة، التي قام "العربي الجديد" بتوثيق مجموعة منها خلال الأسبوع الأخير، والتي تمتد من شمال بريطانيا إلى جنوبها.
ينخرط في تنظيم مخيم نصرة غزة مجموعة من الطلاب النشطاء الذين يوزعون الأدوار بينهم ضمن لجان عمل مسؤولة عن مهام محددة، مع فتح باب التطوع لأي طالب للمشاركة والمساهمة، سعيًا لتوسيع حركة الاحتجاج الطلابي في الجامعة للضغط على إدارتها لتحقيق مطالبهم قبل انقضاء الفصل الدراسي الشهر القادم.
روبن، وهي طالبة بريطانية اختارت هذا الاسم الحركي لها، إذ يكون لكل طالب منخرط في النشاط داخل المخيم اسم حركي حفاظًا على سرية هوية الناشطين، تقول في حديثها لـ"العربي الجديد": "أحد مطالبنا بشكل خاص أن تقوم جامعة برمنغهام بفتح سجلاتها كي تتمكن نقابتا الطلاب والأساتذة من معرفة أين تذهب أموال أقساطنا الجامعية، لأننا نعرف أن الجامعة تمول الإبادة الجماعيّة في غزة، ونعتقد أن ذلك مروع .. لذلك نريد الشفافية من جامعتنا، وهذا مطلب مهم جدًا".
وأضافت "أيضًا الجامعة صارمة جدًا بشكل خاص في كيفية قمع الكثير من الاحتجاجات الطلابية. إنها تتمتع بسمعة غير جيدة لكونها غير داعمة لتظاهراتنا ومن السيئ أن يتم التعامل مع حقنا الديمقراطي في الاحتجاج، وهذا أمر نعمل هنا لتحقيقه ولن نرحل أو نصمت، ونحن هنا لمطالبة الجامعة بالشفافية".
أمّا الطالبة الدولية مريم، فقالت لـ"العربي الجديد" قبل ذهابها لورشة كتابة شعارات على اللافتات في المخيم: "وجدت أشخاصًا رائعين، لم أتوقع أن ألتقي بهم، إنهم يدعمون القضية الفلسطينية وبصفتي مسلمة ومتابعة للوضع الفلسطيني منذ صغري، فإنه لأمر رائع أن أرى أشخاصًا بريطانيين ومن الغرب وغير مسلمين، يناضلون لأجل القضية التي نناضل لأجلها. هذا يمدنا بالأمل، ويجعلنا أن نُرى كبشر خصوصًا مع تصاعد موجة كراهية المسلمين. هنا التعامل بطريقة جيدة جدًا".
وأضافت، "هناك تنوع كبير في خلفيات الطلاب الموجودين هنا بين يهود ومن مجتمع الميم، وناشطين من مختلف الديانات والثقافات، نجتمع كلنا على هدف واحد من أجل غزّة وهذا أمر رائع".
دعم الطلاب من خارج جامعة برمنغهام
يجد الحراك الطلابي صداه أيضا خارج الجامعة، حيث يتوافد خلال اليوم العديد من الأشخاص الذين يقدّمون المساعدة والدعم للمحتجين وأيضا منهم من يشارك في بعض الفعاليات من باب التشجيع. بوب وايتهيد، مدرّس بريطاني متقاعد كان حاضرًا خلال زيارة "العربي الجديد" للمخيم، وقال: إن "ما يحصل مشابه لما وقع قبل سنوات عديدة مع المظاهرات المناهضة لحرب فيتنام التي بدأت في الولايات المتحدة لكنها وصلت إلى المملكة المتحدة أيضًا. نحن بحاجة لهذا، إنه مهم جدًا خصوصًا في هذه الجامعة التي لديها تاريخ في استهداف الطلاب الذين يتظاهرون، وتاريخ من التأثير الصهيوني على الحراك الطلابي، لذلك أنا سعيد جدًا أن أرى الطلاب يتحركون ويجب علينا جميعًا دعمهم".
كما أن الدعم يأتي من داخل الجامعة نفسها عبر العديد من المحاضرين والعاملين، إذ أصدرت نقابة الأساتذة والعاملين في جامعة برمنغهام بيانًا وقّع عليه أكثر من 100 شخص عبّروا عن دعمهم للمخيم الطلابي ومطالبه.
التقينا البروفيسور الفلسطيني كامل حواش الذي كان حاضرًا يوم أمس الأربعاء في المخيم، وأخبرنا عن دعمه لهذا الحراك قائلًا: "أنا أؤيد ما يقومون به، وكما ترى هنا هذا مخيم سلمي، هم فقط يريدون أن يتوقف القتل في غزّة، وأيضًا المطالبة بسحب الاستثمارات ووقف التعامل مع الشركات الداعمة لإسرائيل".
ودعا رئيس الحكومة البريطاني ريشي سوناك الأسبوع الماضي، نواب رؤساء الجامعات البريطانية لاجتماع معه لبحث ما سماه "معاداة السامية في الحرم الجامعي وضمان سلامة الطلاب اليهود"، في أعقاب تمدد الاحتجاجات إلى الجامعات البريطانيّة ليصل عدد المخيمات الطلابية لأكثر من 25 جامعة.