- المحامي الحقوقي أسامة الجوهري ينتقد كيدية الاتهامات وغياب الأدلة المادية، مشيرًا إلى فقدان التواصل مع "مشاغب" وممارسة التدوير ضده بعد انتهاء عقوبته السابقة.
- "مشاغب" كان قد أدين بالسجن 7 سنوات في قضية "أحداث الدفاع الجوي"، وبعد انتهاء مدته، تم توريطه في قضية جديدة لضمان استمرار حبسه، ما يعكس تعامل السلطات مع المعارضين.
قررت النيابة العامة المصرية، الخميس، تجديد حبس رئيس رابطة مشجعي نادي الزمالك الرياضي السيد علي فهيم، الشهير بـ"سيد مشاغب"، مدة 15 يوما، على ذمة قضية جديدة تم "تدويره" فيها حملت الرقم 910 لسنة 2021، والمتهم فيها بنشر أخبار كاذبة.
وجاء قرار تجديد الحبس للمرة الرابعة، ورفضت طلبات دفاعه بإخلاء سبيله على ذمة القضية بأي ضمان تراه النيابة.
وقال المحامي الحقوقي أسامة الجوهري، رئيس هيئة الدفاع عن "مشاغب"، لـ"العربي الجديد"، إن الدفاع عن مشاغب وأفراد أسرته فقدوا التواصل معه في الآونة الأخيرة، ولم يتم التصريح لهم بالزيارة المقررة والتي عممت على كل السجناء والمحبوسين احتياطيا.
ودفع رئيس هيئة الدفاع خلال التحقيقات بكيدية الاتهامات وأنها مكتبية من قبل الجهات الأمنية بغرض الإبقاء على موكله داخل السجن.
وأضاف الدفاع أن التحريات الأمنية التي استندت إليها النيابة في توجيه اتهامات جديدة لموكله في قضية جديدة غير منطقية، ولم تقدم أي دليل مادي على ارتكابها، وأنها لا تخرج عن كونها تحريات مكتبية مرسلة لا يمكن الأخذ بها كقرينة أو دليل اتهام.
وكان دفاع "مشاغب" قد أكد في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنهم فوجئوا بقضية جديدة بحق موكلهم خلال اتخاذهم إجراءات إخلاء سبيله عقب انتهاء فترة عقوبته في قضية أحداث الدفاع الجوي، وهي القضية الوحيدة المحكوم عليه فيها بالسجن 7 سنوات وانتهت فترة العقوبة منذ شهرين.
وأضاف الجوهري أن موكله وهيئة الدفاع عنه لم يخطروا نهائيا بالقضية رغم أنها محررة منذ عامين، وكانت تضم نشطاء منهم ماهينور المصري وآخرون، وتم إخلاء سبيل أغلبهم على ذمة القضية.
وتابع الدفاع أن القضية غريبة وتتنافى مع المنطق، فموكلهم محبوس منذ عام 2015 فكيف له أن يرتكب جرائم نشر أخبار كاذبة خلال وجوده في الحبس.
مشاغب كان يستحق الإفراج قبل عدة أشهر، بعد تصحيح مدة حبسه التي قضى منها أكثر من ثماني سنوات بين سجني المنيا والعاشر من رمضان. وبدلًا من الإفراج عنه، تم ترحيله إلى سجن العاشر من رمضان.
وألقي القبض على سيد مشاغب، رئيس رابطة مشجعي نادي الزمالك الرياضي المصري "كابو ألتراس وايت نايتس"، وحكم عليه على ذمة القضية رقم 1107 لسنة 2015 مع آخرين، في اتهامهم بحرق استاد القاهرة وقاعة المؤتمرات بمدينة نصر واستاد الهدف بمدينة السادس من أكتوبر، والشروع في القتل، بينما واجه في القضية 3 متهمين آخرين اتهامًا بالتخريب لممتلكات عامة بلغت خسائرها نحو 6 ملايين و100 ألف جنيه.
وحكمت محكمة جنايات القاهرة، في سبتمبر/أيلول 2017، على سيد مشاغب و4 آخرين بالسجن المشدد 7 سنوات، كما حكمت على متهمين اثنين بالسجن المؤبد، و3 آخرين بالسجن 10 سنوات، و3 آخرين بالسجن 3 سنوات، ومتهم آخر بالسجن سنتين، فيما قضت ببراءة متهمين اثنين، وذلك في اتهامهم بالقضية المعروفة إعلاميًا بـ"أحداث الدفاع الجوي"، وتم تأييد الأحكام في النقض.
وتعود أحداث القضية إلى 8 فبراير/شباط 2015، قبل مباراة إنبي والزمالك باستاد الدفاع الجوي، حيث قتل 20 من مشجعي نادي الزمالك الرياضي، كانوا ضمن آلاف تم منعهم من دخول الملعب الذي جرت فيه المباراة.
وتعد هذه هي المذبحة الثانية الأشهر لمشجعي كرة القدم، فقبلها بثلاثة أعوام، تحديدا في أول فبراير/شباط 2012، وقعت مذبحة مشابهة في استاد بورسعيد، راح ضحيتها 73 من مشجعي النادي الأهلي أثناء مباراته مع النادي المصري.
وبعيدًا عن الهوية المباشرة لقاتل 20 مواطنًا، تم إعفاء وزارة الداخلية من المسؤولية عن سقوط هؤلاء الضحايا رغم كونها المسؤولة عن خطط تأمين المباريات والأماكن والمنشآت والشوارع بصفة عامة.
وفي مارس/آذار عام 2022، أطلقت السلطات المصرية سراح عمر شريف، وعدد محدود من شبان رابطة مشجعي نادي الزمالك المصري "أولتراس وايت نايتس" بعد قضاء سبع سنوات، وهي مدة العقوبة في القضية المقيدة برقم 4584 لسنة 2015 جنح أول مدينة نصر، وكان مشاغب يستحق الإفراج كغيره من المتهمين على ذمة القضية نفسها، لكن جرى تدويره على ذمة قضية جديدة ليظل محبوسًا أطول فترة ممكنة كما تفعل السلطات المصرية مع المعارضين.
يذكر أن التدوير مصطلح حقوقي يعني إدراج بعض المعارضين السياسيين على ذمة قضايا جديدة لضمان استمرار حبسهم أطول فترة ممكنة.