أعلن نقيب المحامين المصريين رجائي عطية أن وزارة الداخلية أوقفت ضابطاً اعتدى بالضرب على محام داخل قسم شرطة المنتزه أول في محافظة الإسكندرية، أمس الخميس، الأمر الذي تسبب في حدوث نزيف في المخ للمحامي، وهو يعاني في الأصل من سرطان المخ، وتم إجراء عملية جراحية له لإيقاف النزيف ونقله إلى وحدة العناية الفائقة لتلقي العلاج.
وقررت نيابة المنتزه أول، برئاسة المستشار أشرف المغربي، الجمعة، التحفظ على الضابط المتهم بالاعتداء على المحامي، عقب سؤاله عن ملابسات الواقعة، فيما أصدر مجلس نقابة المحامين في الإسكندرية بياناً يدين فيه الاعتداء على المحامي داخل قسم الشرطة، مشيراً إلى استماع النيابة لأقوال شقيقة المجني عليه، في حضور أعضاء مجلس النقابة، والانتقال لسماع أقوال المحامي المحتجز في مستشفى تابع للقوات المسلحة.
وقال مجلس نقابة المحامين بالإسكندرية، في بيان، إنّ وزارة الداخلية شكلت فريقاً من التفتيش الفني للتحقيق في واقعة الاعتداء، بعد تواصل نقيب المحامين مع مدير الأمن في الإسكندرية، مضيفاً أنّ مجلس النقابة (الفرعية) في حالة انعقاد دائم، إلى حين الانتهاء من تحقيقات النيابة العامة في الواقعة، وتقديم الضابط المتهم إلى محاكمة جنائية عادلة.
وبحسب نقيب المحامين في الإسكندرية عبد الحليم علام، فإنّ واقعة الاعتداء حدثت إثر توجه شقيقة المحامي، وجارة لها، إلى قسم شرطة المنتزه أول، لتحرير محاضر كل منهما ضد الأخرى بسبب مشاجرة كلامية، غير أنّ الضابط المتهم قرر احتجاز شقيقة المحامي بالقسم، من دون باقي أطراف المشاجرة، وهو ما رفضه المحامي، الذي دخل مع الضابط في مشادة كلامية تطورت إلى تشابك بالأيدي، ومن ثم أمسك الضابط بعصا كبيرة وضرب المحامي بها على رأسه.
ولطالما تعرض المحامون في مصر للاعتداء البدني بواسطة ضباط وأفراد الشرطة، ما دفع وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم إلى إصدار كتاب دوري في عام 2015، ينص على كفالة حق المحامين في التعامل الآمن مع عناصر الشرطة، وحسن استقبالهم، إلا أن هذا الكتاب لم يثن الضباط في وزارة الداخلية عن تكرار وقائع الاعتداء على المحامين.
وتعرضت المحامية المصرية آية عبد الرحمن للضرب المبرح قبل نحو عامين في محافظة الشرقية، إذ اعتدى عليها أحد أفراد الأمن وضربها بكعب سلاحه الميري على رأسها بوحشية، لمجرد أنها سألت قوات الشرطة عن وجود إذن من النيابة العامة لتفتيش منزل عمها، لتحتجز بعدها في العناية المركزة نتيجة إصابتها بارتجاج في المخ كاد أن يودي بحياتها.
كذلك قتل المحامي أحمد السيد نعمة الله برصاص الشرطة في عام 2018، أثناء وجوده مع اثنين من موكليه، بزعم أن الموكلين مطلوبان للعدالة، وقتل المحامي كريم حمدي تعذيباً في عام 2015، داخل قسم شرطة المطرية في القاهرة، بسبب دفاعه عن بعض المعتقلين السياسيين، ومحاولة إجباره على الاعتراف بتبعيته لجماعة "الإخوان" المعارضة.