حذّر الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان شباغان، من تفشّ خطر للأمراض بسورية، في أعقاب الزلزال المدمّر الذي وقع الأسبوع الماضي وضرب شمالي البلاد وكذلك جنوبي تركيا، في حال لم تُوفَّر مساكن دائمة لمئات آلاف النازحين في القريب العاجل، وذلك في حين يكافح السوريون لتلقّي المساعدات الإنسانية وسط الأزمة المتصاعدة.
وقال شباغان، في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، إنّ العائلات التي هجّرها الزلزال وتقيم في ملاجئ مؤقتة من دون تدفئة كافية في حاجة ماسة إلى مساكن دائمة. أضاف أنّهم "يعيشون حياة بدائية في غرف صفوف مدرسية شديدة البرودة. وإذا استمرّ الأمر لفترة طويلة من الزمن، فسوف تكون لذلك عواقب صحية وخيمة".
وأتى حديث شباغان بعد عودته من حلب، أكبر مدن سورية التي ظّلت لسنوات مسرحاً لبعض أسوأ المعارك في الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو 12 عاماً. يُذكر كذلك أنّ حلب عانت من تفشّي الكوليرا في أواخر عام 2022.
A crisis on top of a crisis.
— Jagan Chapagain (@jagan_chapagain) February 16, 2023
A long war, a devastating earthquake.
I visited Aleppo, Syria and directly saw the humanitarian action of the @SYRedCrescent.@IFRC will continue to support, for as long as it is needed. pic.twitter.com/eHkOeUOTNB
وأوضح شباغان أنّ تأثير الزلزال على الوصول إلى المسكن والمياه والوقود والبنى التحتية المختلفة يمكن أن يجعل تفشّي المرض مرّة أخرى "محتملاً"، مضيفاً أنّ الكارثة كانت لها آثارها المدمّرة كذلك على صحة السوريين النفسية. ويؤكد: "إذا كان الصراع أوهن عزيمتهم، فأعتقد أنّ هذا الزلزال حطّم معنوياتهم الآن".
وقد أدّى الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا، في السادس من فبراير/شباط الجاري، إلى تدمير أجزاء من البلد الذي مزّقته الحرب، سواء في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال الغربي من البلاد أو المناطق القريبة التي يسيطر عليها النظام السوري.
وأشار شباغان إلى خلوّ أحياء بأكملها في حلب، إذ فضّل سكان فيها الانتقال إلى المناطق الريفية بعد الزلزال. ونزح سوريون كثيرون للمرّة الثانية بعد الكارثة الطبيعية، بعدما كانوا قد هُجّروا من قبل هرباً من القصف.
وبحسب تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإنّ 5.3 ملايين سوري في كلّ المناطق التي ضربها الزلزال عرضة لأن يكونوا بلا مأوى إذا لم تؤمَّن لهم الملاجئ والمساعدات الضرورية.
وشدّد شباغان على ضرورة أن تشكّل إعادة بناء البنية التحتية لسورية، على الأمد الطويل، أولوية. لكنّ الحرب والأزمة الاقتصادية اللتَين تواجههما سورية قد تجعلان التعافي السريع بعد الزلزال أمراً أكثر تعقيداً، بحسب المتوقّع.
تجدر الإشارة إلى أنّ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تمكّن من جمع 200 مليون فرنك سويسري (216.8 مليون دولار أميركي) آملاً في دعم 2.4 مليون شخص في كلّ أنحاء البلاد خلال العامَين المقبلَين.
ولفت شباغان، خلال جولته في حلب، إلى أن المساعدات (من الجهات المختلفة) التي تقلّصت في الأعوام الماضية تصل الآن بكميات أكبر. لكنّه على الرغم من ذلك، ما زال نقص كبير يُسجَّل في السلع الأساسية. وتابع أنّ ثمّة "سيارات إسعاف تعاني من أجل الحصول على الوقود، وحتى بعض سياراتنا تكافح من أجل الحصول على الوقود".
(أسوشييتد برس)