يتأثر سكان مناطق شمال وشمال غرب سورية بمرتفع جوي غير مسبوق، مع تجاوز درجات الحرارة في ساعات الذروة 41 درجة، وتشتد الأزمة الناجمة عن الحرّ في المخيمات المنتشرة في المنطقة، حيث تغيب وسائل التخفيف من درجات الحرارة المرتفعة عند النازحين، الذين يعتمدون على المياه بشكل رئيس للتقليل من الحرّ.
وقال عبد الرزاق الشامي، من سكان ريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "درجات الحرارة ترتفع عاماً بعد عام وتقلبات المناخ تزداد سوءاً، فدرجات الحرارة في العام الماضي كانت تصل لنحو 38 درجة، لكن في العام الحالي هناك ارتفاع واضح في درجات الحرارة حيث تجاوزت 43 في بعض الفترات، وهذه درجات مرتفعة تتسبب بتضرر قطاع الزراعة ونفوق الحيوانات وهذا أثر أيضاً على السكان في المنطقة، وسكان المخيمات الذين يعيشون في الشوادر دون أدنى مقومات الحياة، ما يسبب حالات إسهال وأمراض للأطفال".
وتحدث النازح حمدو العلي، من ريف إدلب الشرقي، عن الوضع الحالي مع ارتفاع درجات الحرارة، لـ"العربي الجديد" واصفاً المعاناة بالقول: "في المخيم لدي مروحة تعمل على بطارية 12 فولت، لكنها عند الظهيرة تصبح بلا فائدة، وحيث أقيم قرب مدينة الدانا في المخيم هناك شبه تقنين لتوزيع المياه من قبل المنظمة الداعمة للماء في المخيم، الأوضاع صعبة من كافة مناحي الحياة".
ولفت فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان له، اليوم الخميس، إلى الواقع الذي يعيشه النازحون في المنطقة مع ارتفاع درجات الحرارة، مبيناً أنّ ارتفاع درجات الحرارة بات من العوامل المهددة للحياة خاصة بالنسبة للنساء والأطفال، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون نازح في أكثر من 1633 مخيماً، لا تتوفر فيها متطلبات التعامل مع العوامل الجوية المختلفة، إضافة "إلى قدم الخيم وانتهاء العمر الافتراضي لها، مما يزيد المخاوف من إصابة العديد من الأطفال وكبار السن في المخيمات بضربات الشمس وظهور الأمراض الجلدية بشكل كبير، إضافة إلى مخاوف من حدوث حالات وفاة بين النازحين نتيجة ارتفاع الحرارة وفي مقدمتهم الأطفال".
وبيّن الفريق أنّ كثيراً من النازحين لا يمكنهم العودة إلى مناطقهم الأصلية نتيجة تدمير منازلهم من قبل النظام السوري وروسيا، والبنية التحتية المدمرة أيضاً، داعياً المنظمات الإنسانية إلى "التحرك الفوري لتأمين متطلبات الحياة للنازحين خاصة المياه، وتوسيع عمليات الاستجابة الإنسانية بظل عجز النازحين عن توفير ما يحتاجون إليه".
وكان الفريق حذر، في 29 أغسطس/آب الماضي، من مرتفع جوي يؤثر على الشمال السوري، في الوقت الذي تزداد فيه الظروف الإنسانية صعوبة بمخيمات النازحين في محافظة إدلب شمال غربي سورية، موجّهاً العديد من التوصيات للسكان لتجنب الحرائق الناجمة عن أسلاك البطاريات، فضلاً عن طرق الحفاظ على أسطوانات الغاز بشكل آمن خوفاً من انفجارها.