نجاح بيئي خلال مونديال قطر: تدوير 80% من مخلفات ملاعب كأس العالم

27 ديسمبر 2022
جرى تدوير كميات كبيرة من نفايات الملاعب أو تحويلها إلى سماد عضوي (Getty)
+ الخط -

أعلنت "اللجنة العليا للمشاريع والإرث" في قطر، اليوم الثلاثاء، تدوير حوالي 80 بالمائة من مخلفات الملاعب التي استضافت بطولة كأس العالم "فيفا- قطر 2022".

وأوضحت اللجنة، في بيان لها، أن هذه الخطوة تندرج "ضمن جهودها للحدّ من النفايات، وإعادة تدوير المنتجات التي استُخدمت خلال البطولة".

ووفقاً للمصدر نفسه، فإن مباريات البطولة "شهدت أكثر من 2000 طن من النفايات، جرى تدويرها أو تحويلها إلى سماد عضوي".  

وقالت المهندسة بدور المير، المديرة التنفيذية لإدارة الاستدامة في اللجنة: "نفخر بالإعلان عن نجاحنا في تدوير حوالي 80 بالمائة من المخلفات الناتجة من استادات البطولة". وأضافت، وفق ما نقلت عنها وكالة الأنباء القطرية (قنا): "لا شك في أن هذا إنجاز تحقق بفضل التخطيط الجيد والالتزام القوي من جانب فرق العمل وشركاء اللجنة العليا، وخاصة شركة (أبيكس) القطرية لإدارة النفايات التي فصلت مخلفات كل استاد يدويا".

أكثر من 2000 طن من النفايات جرى تدويرها (Getty)

وأردفت المير أن الشركة "وزعت المخلفات على المصانع المحلية المتخصصة في إعادة تدوير النفايات البلاستيكية والكارتونية والمعدنية والزجاجية والإلكترونية".

من جهته، قال ناصر الخلف، الرئيس التنفيذي لشركة "أبيكس" لإدارة النفايات: "بصفتنا شركة قطرية، نفتخر بالمشاركة في صناعة إرث مونديال قطر 2022 لتستفيد منه الأجيال المقبلة. لقد نجحنا من خلال التعاون مع اللجنة العليا في فصل النفايات بالاستادات قبل نقلها للمصانع، وهو ما ساهم في زيادة معدلات إعادة التدوير الخاصة بهذا المشروع".

جهود متواصلة للحد من النفايات (Getty)

وتركز استراتيجية الاستدامة لبطولة كأس العالم "فيفا قطر- 2022" على الحد من النفايات، وزيادة معدلات إعادة التدوير، خاصة المخلفات البلاستيكية.

وشهدت البطولة تطبيق برنامج شامل تضمن عدداً من المبادرات في أيام المباريات، بينها استخدام مواد عضوية قابلة للتحلل في تغليف الأطعمة، وتشجيع الجمهور على إلقاء النفايات في الحاويات المخصصة، من أجل المساعدة في عملية إعادة التدوير، وتخصيص مواقع لفرز النفايات في ملاعب البطولة.

كما تعاون منظمو البطولة قبيل انطلاقها مع المشجعين، لحثهم على تبني ممارسات إعادة التدوير، بهدف تعزيز الوعي بضرورة المحافظة على البيئة، إلى جانب إطلاق العديد من الأنشطة العامة التي استهدفت المشجعين خلال البطولة، لحثهم على استخدام صناديق إعادة التدوير في الاستادات.

وسبق أن وجّه منظمو كأس العالم رسالة شكر إلى مشجعي منتخب اليابان على مبادرتهم بالمحافظة على نظافة الاستادات بعد انتهاء المباريات.

وقال رئيس برنامج "لكل ربيع زهرة"، سيف الحجري، في حديث سابق مع "العربي الجديد"، إن البيئة جزء لا يتجزأ من البطولات الرياضية العالمية الكبرى، وإن ركائز اللجنة الأولمبية الدولية في البطولات على المستوى الإقليمي والدولي كانت تضم الرياضة والثقافة، وفي عام 1992 أضيفت ركيزة البيئة.

وأشار الحجري إلى أن "دولة قطر عندما قدمت ملف استضافة البطولة عام 2010، تعهّدت بأن البيئة جزء لا يتجزأ من رؤيتها وخططها التنموية، وبيّنت كيفية التعامل مع المخلفات والنفايات الناجمة عن الاستضافة (..) وضعت قطر خطة متكاملة تبدأ بالتوعية للتقليل من المخلفات الشخصية، ثم تجميع كميات المخلفات في الملاعب، وفي أماكن الفعاليات وسكن المشجعين، ثم التخلص الآمن منها عبر برامج معمول بها في البلاد".

واستضافت قطر بطولة كأس العالم في 8 ملاعب أقامتها للغرض في الفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، والتي اختتمت بفوز الأرجنتين على فرنسا، وحصولها على الكأس.

يذكر أن وزارة البلدية القطرية أنشأت في عام 2011 أكبر مركز لمعالجة النفايات في المنطقة، والذي يعالج 2300 طن من النفايات المنزلية، وينتج 50 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، وخلال عام 2021 أنتج المركز أكثر من 36 ألف طن من السماد، و264 ألف ميغاواط/ ساعة من الكهرباء، و38 مليون متر مكعب من الغاز الحيوي، بالإضافة إلى منتجات أخرى من الحديد والبلاستيك وغيرها.

ويقدم المركز الحلول البيئية المستدامة لمعالجة النفايات، وهو يستلم النفايات المنزلية والخضراء والحيوانية من محطات ترحيل تتبع إدارة تدوير ومعالجة النفايات، وتتوزع في أنحاء الدولة، ويقوم بمعالجة هذه النفايات عبر إعادة تدويرها، وإنتاج الطاقة والسماد لاستخدامهما في الحدائق العامة، والشوارع والمتنزهات، ومشاريع التجميل، ويقوم بتوزيع السماد على المواطنين بالمجان، ما يساهم في إنجاز استراتيجية إدارة تدوير ومعالجة النفايات.

المساهمون