وجبات إفطار لدعم الأسر المحتاجة في مخيم عين الحلوة
- جمعية "زيتونة" تقدم دعماً حيوياً للأسر المحتاجة في مخيم عين الحلوة من خلال توفير وجبات إفطار ساخنة، معتمدة على التبرعات العينية والمادية لتخفيف العبء عن العائلات.
- الأوضاع الاقتصادية المتدهورة تزيد من تحديات اللاجئين في تأمين الضروريات مثل الغذاء والدواء، ولكن الدعم من المحسنين والجمعيات يساعد في توفير بعض الراحة خلال الشهر الفضيل.
لشهر رمضان طقوسه الخاصة التي تميزه عن بقية أشهر السنة، إذ تزداد خلاله حاجة الصائمين إلى المواد الغذائية التي تساعدهم على الصيام، ومن بينها الخضراوات واللحوم وغيرها من السلع الأساسية، التي بات من الصعب تأمينها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة وارتفاع الأسعار.
تنحدر السبعينية الفلسطينية أم أحمد من بلدة السميرية، وهي تقيم في مخيم عين الحلوة للاجئين في جنوب لبنان، وتقول: "أعيش مع ابني، وعنده أربعة أولاد، وهو يعمل سائقَ سيارة أجرة، وبالكاد يستطيع تحصيل قوت يومه، إضافة إلى تأمين أدويتي التي لا تتوفر لدى وكالة أونروا، ولم يعد باستطاعتنا تأمين ما نحتاجه لسفرة رمضان. قبل سنوات، كانت السفرة الرمضانية تمتلئ بأصناف متنوعة من الطعام، لكن اليوم بتنا نكتفي بالوجبة الرئيسة مع الشوربة أو الفتوش، والوجبة الرئيسة في معظم الأوقات تكون خالية من اللحوم والدجاج، وصرنا نعوض ذلك بمرق الدجاج المعلب".
أما أم خالد المتحدرة من بلدة عمقا، والمقيمة في مخيم عين الحلوة، فتقول: "وضعنا صعب، فزوجي لا يعمل، وأنا أحتاج لإجراء صورة رنين مغناطيسي، وقد دفعت لي أونروا نصف الثمن، لكني لم أستطع تأمين المبلغ المتبقي، كما أن صاحب المنزل يهددنا بالطرد لأننا لا نستطيع دفع الإيجار البالغ ثمانين دولاراً أميركياً، ونعيش على ما يقدمه لنا الناس من زكاة وصدقات خلال شهر رمضان".
وتنشط جمعية "زيتونة" الاجتماعية في مخيم عين الحلوة لتأمين وجبات إفطار ساخنة للأسر المحتاجة في شهر رمضان، وعن عمل الجمعية، تقول المسؤولة في الجمعية هنادي مصطفى، وهي لاجئة متحدرة من بلدة الزوق التحتاني الفلسطينية: "أعمل على الملف الاجتماعي، وأتواصل مع النساء، وأنسق معهن لتحديد الأيام التي نقيم فيها لقاءات ضمن برنامج (فشة خلق)، وخلال شهر رمضان، نعمل على تأمين وجبات للعائلات المتعففة المقيمة في مخيم عين الحلوة وفي صيدا، ويحصل ذلك من خلال تبرعات الخيرين، ونقوم قبل حلول الشهر الكريم بالإعلان عن حملة التبرعات لدعم الوجبات عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
تتابع: "بدأنا المشروع قبل سنوات، وما زلنا مستمرين فيه ما دام هناك من يمد يده للدعم، ونعمل على توزيع نحو 120 وجبة مكونة من طعام ساخن وسلطة ولبن، وتُختار العائلات الأكثر حاجة، وكوننا نعمل على الملف الاجتماعي، فلدينا كشف كامل بالأسماء، كما أن بعض الأشخاص يخبروننا عن أشخاص محتاجين، فنجري مسحاً لحالتهم، ثم نؤمن لهم الوجبات. أحد الأشخاص دلنا على عائلة كان إفطارها اليومي على البطاطا المسلوقة، وتواصلنا معها، وصرنا نوفر لها وجبات يومية. الأوضاع الاقتصادية الصعبة زادت من احتياجات الناس".
وتذكر مصطفى: "في السابق، كانت هناك عائلات أوضاعها الاقتصادية جيدة، لكنها اليوم باتت محتاجة، ونتواصل مع تلك العائلات، ونعمل على تسجيل الأسماء، وتوثيق المعلومات الخاصة بهم، وبعض العائلات نوفر لها الوجبات مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وبهذا يمكننا مساعدة عدد أكبر من العائلات، وحالياً نتولى أمور الطبخ والتوزيع، والوجبة الرئيسية عادة عبارة عن أرز وبازلاء".
تواصل: "نجد لذة في عملنا، خصوصاً عندما نقوم بطبخ الطعام، لأننا نساعد أناساً فقراء يحتاجون لهذه الوجبات، وكلما كان حجم الدعم والتبرعات أكبر، كان عدد الوجبات أكبر، وحينها نستهدف أكبر عدد ممكن من العائلات. البعض يتبرع بمواد عينية، والبعض الآخر يتبرع ماديّاً، وهناك من يتبرع بوجبات نيئة، وهي عبارة عن دجاج وأرز وخضار، ويمكن أن يكون التبرع بوجبات للسحور وليس الإفطار، وبدأ عدد من المتطوعين توزيع الملابس على العائلات المسجلة، بعد أن تبرع بعض أصحاب المحال التجارية بملابس جديدة، لكن حجم الحاجة كبير، فغالبية الناس بات وضعهم الاقتصادي متدهورا بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية منذ جائحة كورونا، وارتفاع سعر صرف الدولار، وكثيرين خسروا عملهم وباتوا من العاطلين".
تنحدر اللاجئة ليلى زيدان من بلدة الطيرة، وهي مقيمة في مخيم عين الحلوة، وتقول: "يعمل زوجي دهاناً، وفي فصل الشتاء يخف العمل، أو يصير معدوماً، وعندي ثلاثة أولاد منهم طفل رضيع بحاجة إلى الحليب، وبسبب عدم توفر العمل، فإننا في بعض الأيام نختصر الكثير من الضروريات، حتى إننا في بعض الأيام نعجز عن شراء ربطة خبز، ولولا أن يد المحسنين تمتد لتساعدنا لما تمكنا من الصمود، وهذه الوجبات الرمضانية التي نحصل عليها مرتين في الأسبوع تساعدنا على أن نأكل طعاماً جيداً، وتخفف الأعباء عنا".