وجبات الإفطار تشغل طلاب الجامعات التونسية في أول أيام رمضان
تشغل وجبة الإفطار الرمضاني طلاب الجامعات التونسية، بسبب ارتباك في خدمات المطاعم الجامعية في أول أيام شهر الصيام، ما سبّب حرمان بعضهم الحصول على وجبات ساخنة، فيما يفضّل آخرون التعويل على أنفسهم وخلق أجواء أسرية داخل غرف السكن الجامعي التي تتحوّل إلى مطابخ صغيرة يشترك فيها الطلاب في إعداد وجباتهم وتقاسم الأطباق.
وعادة توفر المطاعم الجامعية الحكومية، خلال شهر رمضان، وجبة الإفطار الساخنة ووجبة السحور، اللتين توزعان على الطلاب حسب نظام عمل المطعم وعدد الطلاب المسجلين فيه، غير أن نقصاً في الاعتمادات التي تصرفها وزارة التعليم العالي لفائدة المطاعم وظروف كورونا باتا يؤثران بنظام توزيع الوجبات على طلبة الجامعات.
وفي أول أيام شهر رمضان، فوجئ طلاب في أحد المطاعم الجامعية بالعاصمة تونس بنفاد كميات الطعام الموزعة، ما سبّب حرمانهم الإفطار وأثار موجة غضب في صفوفهم، فيما وعدت وزيرة التعليم العالي ألفة بن عودة، بالتدارك السريع لحالة الارتباك الحاصلة أمس، والعمل على توفير وجبات كافية لكل الطلاب.
فوجئ طلاب في إحدى المطاعم الجامعية بالعاصمة تونس بنفاذ كميات الطعام الموزعة، ما تسبب في حرمانهم من الإفطار
وينشر الطلاب على صفحات ومجموعات خاصة بهم، تجاربهم مع المطاعم الجامعية في رمضان، مؤكدين وجود فوارق كبيرة بين هذه المطاعم، حيث يجتهد الطهاة في بعض أحياء السكن الجامعي في تقديم أطباق محترمة ومتنوعة للطلاب يقع توزيعها داخل المطاعم أو حملها وفق اختيار الطالب.
ويقول الطلاب إنّ مطاعم أخرى تقدّم الحد الأدنى من الخدمات دون مراعاة للجانب الصحي وجودة الوجبات التي يحتاجها الصائم، ما يدفع العديد من الطلبة إلى التعويل على إمكاناتهم لتوفير وجبات إفطار يُعدّونها داخل سكنهم الجامعي بعد تقاسم كلفة اقتناء اللحوم والخضر.
ويحاول طلبة الجامعات تعويض البعد عن عائلاتهم في شهر رمضان بخلق أجواء رمضانية داخل غرف أحياء السكن الجامعي أو السكن المشترك الذي يتقاسمونه، غير أن الظروف المادية الصعبة للعديد منهم وتأثير الجائحة الصحية بمداخيل آلاف من الأسر التونسية يجعل أبناءهم مجبَرين على قبول ظروف المطاعم الجامعية وما تقدمه من وجبات، حتى وإن كانت لا تكفي لسد جوع طالب صائم.
وللحصول على وجبة طعام من المطعم الجامعي، يدفع الطلاب مبلغاً رمزياً بقيمة 200 مليماً مقابل طبق واحد، فيما تقول وزارة التعليم العالي إن كلفة طبق جامعي تراوح ما بين 5 و7 دنانير (نحو دولارين ونصف دولار) ترصد مخصصاتها من ميزانية الوزارة.
كذلك تكشف البيانات الرسمية لوزارة التعليم العالي، أن المطاعم الجامعية توفر ما يزيد على 70 ألف أكلة يومياً، تُعدّها المطاعم الجامعية التي يشرف عليها مسيرون يختارون الوجبات بالاتفاق مع الطهاة وتقني في التغذية يسهر على مراقبة الجودة الصحية للغذاء الذي يحصل عليه الطلاب.
وبسبب تذمر الطلاب من تراجع نوعية الأكلات الجامعية، قالت وزارة التعليم العالي إنها بصدد إعداد برنامج شراكة مع برنامج الغذاء العالمي لرفع جودة منظومة المطاعم الجامعية.