نفت وزارة الداخلية التركية ووزارة الشؤون الاجتماعية والأسرة أنباءً متداولة عن خطف أطفال ناجين من تحت الأنقاض في الولايات المنكوبة بالزلازل بعد نقلهم إلى ولايات أخرى، وأكدتا عدم ورود أيّ بلاغات في هذا الإطار.
وأصدرت الداخلية التركية بياناً توضيحياً في الموضوع، بعد انتشار شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن حوادث خطف أطفال من إسطنبول وولايات أخرى أُنقذوا من الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوبيّ تركيا في السادس من فبراير/ شباط الماضي.
وأفادت وزارة الداخلية في بيانها بأنّ الجهات الرسمية لم تتلقَّ "أيّ بلاغ أو إخبار يتعلقان بادّعاءات خطف أطفال، كذلك فإنّ القوى الأمنية المعنية لم تسجّل في خلال بحثها أيّ حالة من هذا القبيل". وأوضحت أنّ "المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي التي تشير إلى وقوع حالات خطف للأطفال بعد زلزال السادس من فبراير الماضي، لا أساس لها من الصحة".
وطالبت الوزارة الناس بـ"عدم الاكتراث" بالشائعات، بل العودة إلى المعلومات التي تصدر عن الجهات الرسمية فقط، لافتة إلى أنّه "سيُصار إلى ملاحقة الجهات التي تطرح هذه القضايا التي لا أساس لها من الصحة".
تجدر الإشارة إلى أنّ الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا خلّف أضراراً في 11 ولاية منها، فيما قُتل ما يقارب 50 ألف شخص وشُرّد الملايين. وقد وجد أطفال كثيرون أنفسهم، بعد هذه الكارثة، من دون عائلاتهم، وبالتالي نقلتهم السلطات التركية إلى العاصمة أنقرة.
من جهتها، أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية والأسرة دريا يانق، أخيراً، عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر، أنّ فرق الإنقاذ تمكّنت من إنقاذ 1901 طفل منذ وقوع الزلزال، ووضعتهم في حماية الدولة، وأضافت أنّه فيما سُلّم 1465 طفلاً لذويهم، فإنّ 83 آخرين يُعَدّون مجهولي الهوية. وأوضحت أنّ "أيّ طفل أُخرج من تحت الأنقاض لم يُسلَّم لأيّ طرف آخر".
وفي تصريحات صحافية لها أمس الأربعاء، في هذا الموضوع، قالت يانق: "نسجّل كلّ الادعاءات الواردة والبلاغات، ونسجّل قيود الأطفال الموجودين أيضاً لدى الجهات الصحية، ونعدّ مسحاً لكلّ المعلومات المتوافرة عنهم. فثمّة أطفال ما زالوا يتلقّون العلاج في المستشفيات، وثمّة أطفال آخرون لقوا حتفهم من دون التمكّن من التثبّت من هوياتهم، والعمل جارٍ في هذا السياق".
وتابعت يانق: "نتابع علاج الأطفال (...) وتمضي جهود التأكد من هوياتهم، بالتالي لا يمكننا الحديث عن حالات أطفال مفقودين بما أنه لم تنتهِ عملية التثبّت من هويات هؤلاء. وحين الانتهاء من كلّ ذلك، سيصبح الأطفال بعهدة الوزارة، للاهتمام بهم وحمايتهم وعلاجهم".
وأوضحت يانق أنّ "ثمّة أحاديث وادّعاءات تُنشَر هنا وهناك (حول خطف أطفال)، لكنّ أيّ بلاغ في هذا السياق لم يصل إلى قوى الأمن والوزارة". ولفتت إلى أنّ "ثمّة أطرافاً تسعى لاستثمار الأمر سياسياً في البلاد، بحسب ما نلاحظ"، مشدّدة على أنّ "الوزارة تعلن الأرقام بكلّ شفافية، وليس لديها ما تخفيه منذ اليوم الأوّل وبصورة مستمرة".