رغم منع قيادة المرأة للسيارة في السعودية، لا تكف الفتيات والنساء السعوديات عن محاولة خرق قانون المنع، وقيادة مركباتهن بأنفسهن بين الحين والآخر.
وزاد الأمر في السنوات الأخيرة مع عودة كثير من المبتعثات للدراسة في الخارج، بعد أن تدربن على القيادة في بلدان الابتعاث، إضافة إلى سفر بعض السعوديات للبلدان الخليجية المجاورة للتدرب ونيل رخصة القيادة، وكذلك محاولة بعض السعوديين تدريب قريباتهن على القيادة أثناء خروج الأسر للتنزه في البر.
وفي المقابل لا يفتر جهاز المرور السعودي عن عمليات الضبط وتسليم المرأة أو الفتاة التي تضبط أثناء القيادة إلى ولي أمرها بعد أن يؤخذ عليها التعهد بعدم معاودة الأمر من جديد.
وفي الرياض، قضت مؤخراً فتاة عشرينية إثر ارتطام المركبة التي كانت تقودها في ساعات الفجر الأولى بسور نادي رياضي للشباب نتيجة السرعة الزائدة واشتعال النار في المركبة، فقد ماتت الفتاة من فورها متأثرة بحروق خطرة، ولم يتم التعرف على هويتها بعد.
ومن المفارقات أن عدداً من نساء القرى النائية وبعض نساء البادية في السعودية يقدن السيارة منذ عشرات السنين ليقضين حاجاتهن أو يوصلن أبناءهن للمدارس البعيدة دون أن يفطن لهن أحد، فقبل أعوام قليلة ضُبطت ثمانينية أكدت أنها تقود مركبتها منذ خمسة عقود.
ومع الأيام تحصد قضية قيادة المرأة تأييداً أكبر، ويحتل موضوع قيادة المرأة للسيارة في السعودية مساحات جدل واسعة بين السعوديين، ولا يفوت السعوديون غالبا الفرصة لتوجيه هذا السؤال إلى العديد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية في كل مناسبة يحضرونها والذين تتفاوت إجاباتهم.
ووجه السؤال مؤخرا من قبل أحد الطلاب الجامعيين لوزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله والذي تحفظ على ذكر رأيه في قيادة المرأة للسيارة داخل المملكة، وذلك خلال حضوره مؤتمر "الاقتصاد الوطني.. التحديات والطموح" في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
بدوره، أكد أمير منطقة جازان محمد بن ناصر أنه لا يوجد نظام يمنع أو يسمح بقيادة المرأة للسيارة داخل المملكة، موضحا أن هناك قوانين يصعب تغييرها أو قصرها على المرأة دون الرجل.
وعلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أكد الناقد الدكتور عبد الله الغذامي أن قيادة المرأة للسيارة في المملكة ستصبح واقعا لا محالة، فهي آتية يوماً ما.
وكان الغذامي يرد على متابع لصفحته يؤيد منع قيادة المرأة للسيارة بدعوى خصوصية البيئة السعودية والثقافة السائدة في المجتمع، فرد عليه الغذامي بالقول: "سترى قيادة المرأة يوما، وستقول يا رباه، كيف كنا ضدها، كما كان سلف لنا ضد تعليم البنات".