عند إحدى الزوايا، حيث وقف فيها بائع حلوى "غزل البنات"، كانت الصغيرة تالا حداد البالغة من العمر سبعة أعوام تنتظر دورها للحصول على حصّة من تلك الحلوى. وحين فعلت، راحت تلتهمها بسعادة واضحة وهي تتمشّى مع أفراد عائلتها وسط الشارع الذي تملأه زينة عيد الميلاد وتتوسطه شجرة ضخمة أضيئت باللون الأزرق.
الفرحة الواضحة على ملامح الطفلة التي جاءت مع عائلتها لحضور احتفال بعيد الميلاد نُظّم في وسط عمّان الجديد في بوليفارد العبدلي، كانت تُنبئ بأمنيات وأحلام طفولية كثيرة تأمل تالا بتحقيقها. لكن عند سؤالها عن أحلامها الخاصة بالعيد، تظهر المفاجأة. "ما عندي أمنيات"، تقول الفتاة قبل أن تضيف: "لا أريد هدايا ولا أي شيء. عندي كلّ شيء". أمنيتها الوحيدة: "أريد أن يساعد الله الفقراء".
يبدو أنّ تالا متأثرة بوالدتها التي تعمل لصالح منظمة إغاثة تُعنى بمساعدة اللاجئين السوريين والمعوزين من الأردنيين. تقول الوالدة بسعادة: "أشعر بالفخر لأنّ ابنتي تهتم بمعاناة اللاجئين والفقراء وتتذكرهم خلال موسم الأعياد، في وقت يحلم أكثر الأطفال بتحقيق أحلامهم وأمنياتهم الخاصة وينتظرون الهدايا التي يحبّونها".
تالا التي تتنازل عن أمنياتها الخاصة لصالح الفقراء، ليست الوحيدة التي تشعر بآلام هؤلاء. عديدون هم الأطفال الذين يعبّرون عن ذلك، حتى في أكثر لحظاتهم سعادة بالعيد. فيولا منصور التي تبلغ من العمر ثمانية أعوام، وبعدما التُقِطت لها صورة مع بابا نويل الذي كان يطوف في الشارع ويرنّ بجرسه ويوزع السكاكر على الصغار، تقول: "في العيد سوف أقدم مساعدات للناس الفقراء. كثيرون هم الأطفال في مثل سنّي الذين لن يحتفلوا بالعيد لأنهم لا يملكون المال". وتذكر المهجّرين المسيحيين من الموصل (شمال العراق)، "أعلم أن هناك أناساً في الكنائس، لا يملكون بيوتاً حتى يحتفلوا بالعيد فيها. أنا أحبّ أن أزورهم في العيد وأقدّم لهم هدايا، حتى يفرحوا مثلنا".
على الرغم من ذلك الحسّ الإنسانيّ الذي تعبّر عنه فيولا، تبقى طفلة تبهجها الأعياد تماماً كأقرانها. وبحماسة تقول: "نظمت وقتي وأنهيت دراستي حتى أتمكّن من الاحتفال بالعيد كما أريد". هي ساعدت والدتها في ترتيب البيت وتزيينه، وتنتظر على نار هديتها التي ترغب فيها. تخبر: "أرغب في أن تكون هديتي ساعة. أنا أحب الساعات كثيراً". وفيولا التي تؤكد أنها شاهدت بابا نويل في أحد الأعياد الماضية وهو يضع لها هديتها في مكانها، تنوي انتظاره في هذا العام. "لن أنام ليلة العيد، حتى أرى بابا نويل عندما يأتي. رأيته مرّة واحدة منذ زمن طويل، ولذلك عليّ أن أبقى مستيقظة ولا تطبق عيني ولا للحظة واحدة، لأنه قد يأتي في أي وقت".
جورج حنانيا يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، ويصرّ على ركوب مجسّم زلاجة بابا نويل التي تجرها الغزلان وتحيط بها لافتات "ممنوع الاقتراب". هو طلب من بابا نويل "كرة لونها أصفر". أما شقيقته روزيت البالغة من العمر عشرة أعوام، فهي ترغب في أن يهديها بابا نويل في هذا العيد بيانو. "أنا أحب الموسيقى، وأحب أن أغني وأنشد تراتيل العيد". وترجو روزيت ألا يحدث خطأ عند توزيع الهدايا، "مثل العيد الماضي. أنا لم أحصل على الهدية اللي كنت قد طلبتها. بابا نويل خربط (أخطأ) عند توزيعه الهدايا". هي أيضاً ساعدت والدتها في ترتيب البيت استعداداً للعيد، وساهمت في تزيين الشجرة، "وعلقت على أغصانها نجمات صغيرة". وبعدما دعت روزيت أن يساعد الله الفقراء والمحتاجين، قالت: "آمل أن أنجح في المدرسة وأكون الأولى في صفي".
غالباً ما يقول الأهل "العيد للأطفال"، ويحاولون بذل كلّ ما في وسعهم من أجل إسعاد صغارهم وتحقيق أحلامهم في أيام العيد. لكنّ وَسط كلّ ما هو حاصل في المنطقة اليوم، يبدو أن الأطفال أنفسهم تورّطوا بهموم من حولهم، لدرجة أنّ القضايا الكبيرة تكاد تغطّي على أحلامهم الصغيرة.
اقرأ أيضاً: شرق المسيح حزينٌ.. يئنّ في عيده
الفرحة الواضحة على ملامح الطفلة التي جاءت مع عائلتها لحضور احتفال بعيد الميلاد نُظّم في وسط عمّان الجديد في بوليفارد العبدلي، كانت تُنبئ بأمنيات وأحلام طفولية كثيرة تأمل تالا بتحقيقها. لكن عند سؤالها عن أحلامها الخاصة بالعيد، تظهر المفاجأة. "ما عندي أمنيات"، تقول الفتاة قبل أن تضيف: "لا أريد هدايا ولا أي شيء. عندي كلّ شيء". أمنيتها الوحيدة: "أريد أن يساعد الله الفقراء".
يبدو أنّ تالا متأثرة بوالدتها التي تعمل لصالح منظمة إغاثة تُعنى بمساعدة اللاجئين السوريين والمعوزين من الأردنيين. تقول الوالدة بسعادة: "أشعر بالفخر لأنّ ابنتي تهتم بمعاناة اللاجئين والفقراء وتتذكرهم خلال موسم الأعياد، في وقت يحلم أكثر الأطفال بتحقيق أحلامهم وأمنياتهم الخاصة وينتظرون الهدايا التي يحبّونها".
تالا التي تتنازل عن أمنياتها الخاصة لصالح الفقراء، ليست الوحيدة التي تشعر بآلام هؤلاء. عديدون هم الأطفال الذين يعبّرون عن ذلك، حتى في أكثر لحظاتهم سعادة بالعيد. فيولا منصور التي تبلغ من العمر ثمانية أعوام، وبعدما التُقِطت لها صورة مع بابا نويل الذي كان يطوف في الشارع ويرنّ بجرسه ويوزع السكاكر على الصغار، تقول: "في العيد سوف أقدم مساعدات للناس الفقراء. كثيرون هم الأطفال في مثل سنّي الذين لن يحتفلوا بالعيد لأنهم لا يملكون المال". وتذكر المهجّرين المسيحيين من الموصل (شمال العراق)، "أعلم أن هناك أناساً في الكنائس، لا يملكون بيوتاً حتى يحتفلوا بالعيد فيها. أنا أحبّ أن أزورهم في العيد وأقدّم لهم هدايا، حتى يفرحوا مثلنا".
على الرغم من ذلك الحسّ الإنسانيّ الذي تعبّر عنه فيولا، تبقى طفلة تبهجها الأعياد تماماً كأقرانها. وبحماسة تقول: "نظمت وقتي وأنهيت دراستي حتى أتمكّن من الاحتفال بالعيد كما أريد". هي ساعدت والدتها في ترتيب البيت وتزيينه، وتنتظر على نار هديتها التي ترغب فيها. تخبر: "أرغب في أن تكون هديتي ساعة. أنا أحب الساعات كثيراً". وفيولا التي تؤكد أنها شاهدت بابا نويل في أحد الأعياد الماضية وهو يضع لها هديتها في مكانها، تنوي انتظاره في هذا العام. "لن أنام ليلة العيد، حتى أرى بابا نويل عندما يأتي. رأيته مرّة واحدة منذ زمن طويل، ولذلك عليّ أن أبقى مستيقظة ولا تطبق عيني ولا للحظة واحدة، لأنه قد يأتي في أي وقت".
جورج حنانيا يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، ويصرّ على ركوب مجسّم زلاجة بابا نويل التي تجرها الغزلان وتحيط بها لافتات "ممنوع الاقتراب". هو طلب من بابا نويل "كرة لونها أصفر". أما شقيقته روزيت البالغة من العمر عشرة أعوام، فهي ترغب في أن يهديها بابا نويل في هذا العيد بيانو. "أنا أحب الموسيقى، وأحب أن أغني وأنشد تراتيل العيد". وترجو روزيت ألا يحدث خطأ عند توزيع الهدايا، "مثل العيد الماضي. أنا لم أحصل على الهدية اللي كنت قد طلبتها. بابا نويل خربط (أخطأ) عند توزيعه الهدايا". هي أيضاً ساعدت والدتها في ترتيب البيت استعداداً للعيد، وساهمت في تزيين الشجرة، "وعلقت على أغصانها نجمات صغيرة". وبعدما دعت روزيت أن يساعد الله الفقراء والمحتاجين، قالت: "آمل أن أنجح في المدرسة وأكون الأولى في صفي".
غالباً ما يقول الأهل "العيد للأطفال"، ويحاولون بذل كلّ ما في وسعهم من أجل إسعاد صغارهم وتحقيق أحلامهم في أيام العيد. لكنّ وَسط كلّ ما هو حاصل في المنطقة اليوم، يبدو أن الأطفال أنفسهم تورّطوا بهموم من حولهم، لدرجة أنّ القضايا الكبيرة تكاد تغطّي على أحلامهم الصغيرة.
اقرأ أيضاً: شرق المسيح حزينٌ.. يئنّ في عيده