نشرت صفحة "إسراء الطويل فين"، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رسالة جديدة منها، أمس الأربعاء.
وكتبت إسراء في رسالتها بعنوان "سجن القناطر... مقبرة الأحياء"، المذيّلة بتاريخ 28 يوليو/ تموز الماضي:
"اليوم الثامن والخمسين على اختطافي، والثاني وأربعين ليّا في سجن القناطر، لغاية الوأتي ومع إنه عدّى شهرين على اختطافي إلا إني بقدرش استوعب اللي بيحصل. لغاية الوأتي لما بصحى من النوم أو حد بيصحيني بتفزع وأحكي أنا فين، وأعيط وأقول عايزة أروح البيت. لما كنت في أمن الدولة كنت بحس إني مت خلاص، وكنت حاسه إن الوقت وقف خلاص. خمستاشر يوم متغمية فيهم وكنت حاسه إني في القبر لدرجة اني كنت بدعي لنفسي يا رب احييني من تاني زي ما هتبعث الموتى من القبور".
وتتابع رسالتها: "للأسف مقدرتش أصلي ولا اركع طول الأيام دي، لأن اليوم الي اتخطفت فيه كان آخر يوم حيض عندي، ومقدرتش اغتسل لحد اليوم السبعتاشر، لما أهلي عرفوا اني في سجن القناطر وجابولي هدوم في النيابة. في يوم من الأيام هحكي كل اللي حصل معايا في أمن الدولة. امبارح كان عندي عرض في نيابة أمن الدولة العليا واتجدد حبسي للمرة الرابعة 15 يوم، طلبت من المحامي يقول لأختي اني عايزة آكل من ماكدونالدز لكن ضابط المأمورية رفض، بينقلوني في عربية ترحيلات كبيرة قدامها بوكس ووراها بوكس. والله العظيم بيضيعوا وقتهم ووقتنا ومغلبين نفسهم عالفاضي. أنا بكره السجن، قبل كدا كنت بفكر إني مفيش أي حاجة بتخوفني غير السجن، بس خلاص أنا مبقيتش أخاف من السجن، فهمت ماهينور لما كانت بتقول احنا مبنحبش السجون بس مبنخافش منها".
وتكمل إسراء الكتابة: "النهارده ودّوني عند دكتور اسمه محمود عاشور في السجن عشان يكشف عليا عشان مشكلة رجلي وقاللي انتي عندك عاهة مستديمة. قولتله قصة إصابتي كلها واني بتحسن مع استمرار العلاج الطبيعي، لكنه صمم على رأيه وقالي مبحبش الجدال يلا على عنبرك!! أنا بحتاج طول الوقت حد يجي معايا الحمام لأني بقدرش أتحرك لوحدي".
اقرأ أيضاً: "إسراء الطويل" تواجه مخاطر الشلل في السجن
وتكتب أيضاً: "أنا في زنزانة 3× 5 تقريباً كلها صراصير وحشرات، والأكل اللي معانا كله في الزنزانة وحبل الغسيل كإن الواحد عايش جوه مطبخ في حمام في سرير. الأيام هنا كلها شبه بعضها، نسخة من بعض فعلاً. ساعات بفكر طب أنا ليه باكل؟! ايه اللي يخليني أ Survive وعشان ايه؟ بدأت أحس ان الحياة بتموت جوايا... مع إن وأنا في أمن الدولة كان أقصى أمانيَّ اني أشوف مامتي تاني وعيلتي وكل يوم وأنا هناك يقولولي هتروحي البيت خلاص احنا عارفين ملكيش في حاجة وإن عمر واحد هلاس وانتو الاتنين هتخرجوا... وكل يوم بيبقوا كدابين ومبروحش البيت".
" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وعن سجنها، تقول: "السجن رخم أوي، ممنوع يدخلي أي كتب، ممنوع الراديو، حتى مجلات ميكي ممنوع. والتفتيش الحيوان اللي بتفتشه لينا كوثر وأم يحيى وسيد وعامر، والمسؤول عن ان مفيش حاجة تدخلي هو رئيس المباحث. حتى صوري منع إنها تدخللي. الوقت الوحيد اللي بحس فيه بحته من حياتي هو وقت الزيارة، نص ساعة في الأسبوع، الزيارة اللي فاتت غصب عني عيطت لماما وقولتلها ماتسيبينيش، مكنتش عايزة أوجع قلبها بس مقدرتش وكنت زعلانة أوي. نفسي أشوف أصحابي أوي ونفسي أشوف وودي قطتي جداً، خلاص هي على وش ولادة".
اقرأ أيضاً: تجديد حبس إسراء الطويل "مفجرة ثورة شم النسيم"
وتعدد زميلاتها في الزنزانة "معايا هنا أسماء (غمازات) ميلادها سنة 95، وصفاء (صافي) سنة 96، وخدوا حكم 3 سنين وبقالهم سنة ونص في السجن!! وأسماء مختار (مخ) 94 وأخدت سنتين، ومسّ رشا منير الجميلة أنا بحبها جداً، روحها طفولية أوي وهيا اللي بتلاعبنا وتهتم بينا ومبتسيبش حد من الصغيرين مننا يبقى زعلان. ممكن تكونوا سمعتوا عنها هيا اللي جوزها توفى في طابور الزيارة وهو شايل بناته الاتنين، ومنعوا مس رشا تحضر عزاه ولا حتى تشوفو بعد وفاته وهو على باب السجن... وحماتها مانعة عنها الأطفال! ليه قضاء مصر يحكم على أم جميلة زي مس رشا بـ25 سنة؟! مع الاتهامات الخزعبلية الموجهة ليها. مسّ رشا بتاخدنا معاها الجنينة (سريرها في الدور التالت وبتطلعنا عندها)، ونشرب نسكويك وناكل شيبسي وشوكولاته معانا من الزيارات، ونغني "يا بنات يا بنات يا بنات اللي مخلفش بنات مشبعش من الحرية ومراحش المعتقلات... حلوة الأيام في عينيّه علشان خلفت بنيّة... اتفصلت من الكلية ولا دخلت امتحانات... صوّتوا والطموا يا بنات... السجن ملوهشي معاد... حبستها لما اتنشرت اتكتبت في مجلات".
وتستكمل إسراء رسالتها "بنقعد مستنيين الفضائيين يجوا ينقذونا بس مبيجوش، السجن وحش أوي والحياة بتفقد معناها، يعني مفيش حياة. زي الأموات كل واحد بيخرج بس ساعة الزيارة وخلاص. المياه في السجن سيئة جداً وبتسبب التهابات في الجسم وريحتها مجاري فبنضطر نجيب أزايز ميّة معدنية، الواحدة مننا بتحتاج على الأقل 6 أزايز مياه كبيره معدنية عشان الشرب والاستخدام الشخصي زي المضمضة وغسيل الوش، مبيسمحوش لأهالينا يجيبولنا مياه من بره عشان لازم نشتري من السجن. كرتونة المياه بتبقى بـ50 جنيه ومش بيرضوا يدونا كرتونة، والواحد مبياخدش أكتر من إزازه في اليوم!
وتتابع: "بالمناسبة همّا قاسمين السياسي في السجن وفيه فرق في المعاملة. في الزيارة ممنوع ليا اني آخد جوابات أو أبعت، وبيقعّدوا معانا مخابرات في وسطنا يسمعوا الي بنحكيه مع أهالينا كإنهم مراقبيننا 24 ساعة! أنا بكره السجن محتاجة ارجع لحياتي، كفاية كدا خلاص. والكهربا بتقطع بالتلات وأربع ساعات متواصلة عن زنزانتنا في الحر ده، والسجن كله فيه مولّدات كهرباء بتشتغل إلا زنزانتنا وبنموت من الحر ومفيش هوا خالص من غير مراوح، والحشرات صراصير ونمل ودود بينتشروا وبيملوا المكان وبيزيدوا جداً بسبب ان الأكل بيبقى معانا جوّه في الزنزانة ومفيش تلاجة لينا، مع ان الأهالي اشتروا 3 تلاجات للزنزانة لكن إدارة السجن بقالها شهور مش عايزين يدخلوا التلاجات مع ان إجراءات دخولها خلصت!!".
وعن التحرش في السجن تكتب: "في السجن القذر دا كمان بيحصل ان الجنائيات قليلين الأدب بيعملوا حاجات مش كويسة وبيتحرشوا بينا وفيهم ناس فجأة تلاقيها في الحمام تلاقيها شالت هدومها قدام الناس، وقذرين جداً مع بعض وفيهم ناس بتتحرش بينا كمان وإدارة السجن ساكتة على دا... أنا بطلب انهم يخلوا سبيلي مع استمرار التحقيق، ولو صعب، يبقى على الأقل إقامة جبرية في البيت لغاية مالتحقيق في التهم الباطلة الموجهة ليا يخلص".
وتتابع: "أسماء وصفاء عايزين يحكوا كمان، صفاء حسن، أسماء سيد، المهندسة سلوى عبدالمنعم... معتقلين منذ 8/1/2014... يعني 566 يوم: هل من الممكن جعل السجن جنة؟! من يدعي ذلك؟ كاذب أولاً وأخيراً. سلبوا منا حريتنا، احنا عايشين في مقبرة، الأكل بمعاد والشرب بمعاد حتى دخول الحمام بمعاد. الحاجة الوحيدة الي بترد لينا روحنا الزيارة اللي كل 15 يوم وبتكون نصف ساعة، وأصعب حاجة لما بشوف العجز في عيني أبويا وأمي وهمّا مش عارفين يعملولي حاجة".
وتقول: "نفسي أوي أقعد مع أهلي من غير ما حد يقول يله وقت الزياره خلص، عملنا إيه نستاهل عليه كل ده؟ ليه يحرمونا من حضن أمهاتنا؟ إحنا ولا قتلنا ولا سرقنا مع إن الناس اللي بيجوا سرقة وقتل بياخدوا براءة وإدارة السجن بتعاملهم أحسن مننا! إحنا بالنسبة لهم خوارج. شوفنا القهر والموت ومحدش حاسس بينا، إحنا بنتعامل معاملة سيئة جداً من الإدارة ومن المساجين. مش هأطول، الكلام كثير والوجع أكثر".
الجزء الثاني من رسالة إسراء الطويل الذي نشر يوم 27 يوليو/ تموز 2015 كتبت فيه: "كان عرض النيابة ليا في نيابة أمن الدولة العليا، واتعرضت على وكيل نيابة غير الي بتعرض عنده كل مرة. المرادي كنت رايحة وحاسة انه مشوار فسحه من السجن، أنا بكره السجن ومن أسوأ الحاجات فيه ان كله ستات للأسف، وأنا أصلاً معظم أصحابي القريبين رجالة، متخيلين مأساتي D؟ وأنا خارجة من النيابة بعد قرار تجديد حبسي 15 يوم شوفت نهلة وسارة وعائشة وعبد الحميد وعلي ومامتي ودعاء وآلاء ونوران. فرحت ثانية لما شفتهم، ونهلة كانت بتقولي متعيطيش، كان نفسي أسلّم عليهم وأحضنهم أوي، حتى ممنوع أسلم على أصحابي... بس يوم الاتنين كان جميل عشان شوفتهم... كنت بفكر همَّ أصحابي نسيوني خلاص؟! دا عدّى شهرين. هو ليه أصلاً أنا أبقى جوا نيابة وليه أصحابي واخواتي وماما بيني وبينهم سور ومعرفش اسلّم عليهم ويركّبوني عربية الترحيلات دي واروح السجن؟! إيه الجنان دا فعلاً؟ يا رب كل الحاجات الوحشه دي تخلص. بس أنا فرحت أوي لما شوفت أصحابي بردو، صحيح ضابط المأمورية اللي اسمه أحمد شوفي منعني أسلّم عليهم ومع إني كنت جعانة وطلبت أكل منع إني آخد الأكل بردو... بس فرحت بأصحابي".
اقرأ أيضاً: الإهمال الطبي ينذر بكارثة إنسانية في سجون مصر