تسعى الفلسطينية ناديا السيد أحمد، إلى الخروج عن المألوف في الضفة الغربية المحتلة، بعيداً عمّا تفرضه العادات والتقاليد من قيود لا تتقبل المرأة في بعض الأعمال، ومن ضمنها قيادة المركبات العمومية.
وبدأت ناديا في التفكير بتأسيس مكتب للمركبات العمومية "للنساء فقط"، بعد نجاحها في قيادة مركبة عمومية منذ سنوات، كأول سيدة فلسطينية تعمل في هذا المجال، وتقل في مركبتها سيدات فلسطينيات لا يرغبن عادة في مخالطة الرجال، ويشعرن بالراحة أكثر عندما تكون السائقة امرأة.
وتقول ناديا السيد أحمد (47 عاماً)، من بلدة دورا غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، لـ"العربي الجديد"، إن فكرة العمل على مركبة عمومية راودتها، بعد أن عملت منذ عام 2008 على قيادة سيارتها الخاصة في نقل النساء من صديقاتها وأقاربها إلى أماكن في مدينة الخليل.
وتشير إلى أنها لقيت تشجيعاً كبيراً من الرجال والنساء، وكل من يركب معها في مركبتها الخاصة، لتقوم بعد ذلك باستصدار رخصة لقيادة المركبة العمومية، والعمل على الطلبات الخاصة للنساء، حسب الاتصالات التي تتلقاها. وأوضحت أن أغلب الراكبات من النساء المحافظات، وطالبات الجامعات، والنساء اللواتي يتوجهن إلى صالونات تصفيف الشعر.
اقرأ أيضاً: سميرة الغزيّة التي تدرّب على القيادة
في البداية، واجهت ناديا بعض العراقيل، كتقبل المجتمع لها، وتعليقات سائقي المركبات العمومية، والكثير من نظرات الاستغراب من الناس في الشارع، فيما أشارت إلى التشجيع الكبير الذي لاقته من النساء والرجال، على حد سواء، في مدينة الخليل، فالمجتمع محافظ وقيادتها للمركبة حقق نوعاً من الطمأنينة لدى الرجال، كون نسائهم يستقلون مركبة تقودها سيدة.
ويوجد في مدينة الخليل نحو خمس نساء فلسطينيات يحملن رخص قيادة للمركبات العمومية، لكنهن لا يعملن في هذا المجال. وتحتاج السيد أحمد إلى المزيد من الدعم والشراكة من أجل تحقيق طموحها وافتتاح مكتب لمركبات النساء، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه في الوقت الحالي.
وبينت أن قيادة المركبات العمومية من قبل النساء في فلسطين، شيء غير تقليدي وغير مألوف، والمرأة التي تريد أن تلتحق بهذا المجال، عليها أولاً أن تتمتع بالجرأة الكافية لمواجهة أي عقبة تواجهها، إضافة إلى الوعي والثقافة الكافية، إلى جانب الاحترام، فهو مطلب أساسي.
اقرأ أيضاً: هل يؤيّد الجزائريّون عمل المرأة سائقة عموميّة؟