هل تخطّط للسفر؟ في حال كنت تفعل، فلتعلم أنّ شروطاً جديدة تُضاف قريباً إلى تلك التي تُطلب من كلّ راغب في التنقّل جوّاً، سواء بهدف العمل أو الاستجمام أو لأيّ سبب آخر.
تلك الشروط لا ترتبط بضمانات تُثبت أنّك سوف تعود إلى بلادك، لا سيّما بعد موجات الهجرة واللجوء الأخيرة. سبق أن اتُّخِذت التدابير اللازمة في هذا الشأن. كذلك، لا ترتبط تلك الشروط بالحرص على عدم حمل أدوات حادة أو مواد سائلة وغيرها، لما قد تمثّله من تهديد محتمل على متن الطائرة. سبق أن بُتّ هذا الأمر، تفادياً لأيّ عمل إرهابيّ.
المسألة هنا مرتبطة بالسلامة.. السلامة الخاصة بحوادث تحطّم الطائرات التي تتكرّر في الآونة الأخيرة. تُضاف إلى ذلك أسباب اقتصاديّة خاصة بتوفير في الوقود.
أمر منطقيّ. لا بدّ من اتّخاذ كلّ التدابير اللازمة للحؤول دون تعريض حياة الركّاب وأفراد الطاقم أو حتى تعريض الطائرة بحدّ ذاتها كوسيلة نقل، لأيّ مخاطر. حياة الناس غالية، كذلك الأمر بالنسبة إلى الأضرار المترتّبة من جرّاء تحطّم وسيلة نقل كهذه.
إلى جواز السفر وتأشيرة الدخول وبطاقة السفر والكشف المصرفيّ وما إليها من مستندات، لا بدّ من إضافة معلومات حول وزنك. بتعبير أدقّ، لا بدّ من قياس وزنك، تماماً كما يُقاس وزن الحقائب التي تحملها معك. تجدر الإشارة إلى أنّ لوزن الحقائب سقفاً محدّداً.
وكانت وزارة النقل في الولايات المتّحدة الأميركيّة قد وافقت قبل أيام على منح شركة طيران أميركيّة الحقّ في قياس أوزان ركّابها، لتتمكّن من تحديد كيفيّة توفير الوقود في رحلاتها، إذ إنّ وزن الحمولة الزائد يؤدّي إلى استهلاك أكبر للمحروقات. كذلك، كان مسؤولون في النقل الجوّي قد بيّنوا أنّ توزيعاً أفضل للوزن في الطائرة يجنّبها حوادث التحطّم.
يبدو أنّ أصحاب الأوزان الثقيلة، لم يعودوا يشكّلون "خدشاً" لأنظار الناس فحسب، بل كذلك "خطراً" على حياة هؤلاء. كأنّما أصحاب الأوزان الثقيلة في حاجة إلى مزيد من التمييز ضدهم. كأنّما لا تكفيهم الإعلانات التي تروّج لمستحضرات دوائيّة وأخرى تجميليّة وغيرها حتى يتلاءموا مع المجتمع. هذا المجتمع الحريص على معايير دقيقة من شأنها حفظ سلامتهم ليس إلا.
الكلّ حريص على سلامة هؤلاء. القيّمون على النقل الجويّ الأميركيّ حريصون على هؤلاء، غير أنّهم عبّروا كذلك عن حرصهم على سلامة سواهم. كأنّما لا يكفي أصحاب الأوزان الثقيلة أنّ مقاعد الطائرات لا تراعي الركّاب من ذوي اﻷحجام الضخمة، وأنّ المسافة بين صفّ وآخر بالكاد تتّسع لأرجل أصحاب الأوزان المتوسّطة، فكيف الأمر بالنسبة إلى من يحمل بعض الكيلوغرامات الإضافيّة.
بحسب مجلّة "ذي إيكونوميست" الأميركيّة، منذ أقلّ من شهر، تلقّت وزارة النقل ستّ شكاوى من أشخاص قيست أوزانهم قبل صعودهم إلى الطائرة. هؤلاء اتّهموا شركة الطيران بالتمييز في حقهم.