حذّر خبراء الطقس وأطباء من أن درجة الحرارة في منطقة الخليج ستتجاوز، خلال الأسبوع المقبل، الذي يصادف عيد الفطر المبارك، الخمسين درجة مئوية في الظل، في الوقت الذي سجلت فيه الكويت، أمس الاثنين، أعلى درجة حرارة هذا الصيف، إذ بلغت، حسب ناشطين، 60 درجة مئوية داخل السيارات.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية في السعودية، في تقريرها الأسبوعي، طقساً شديد الحرارة على معظم مناطق المملكة والخليج، لتبلغ ذروتها يومي الأربعاء والخميس على الأجزاء الواقعة شرق الخفجي والجبيل والدمام.
وكانت درجة الحرارة لامست الخمسين درجة في المنطقة الشرقية، وسُجلت أقصاها في القيصومة والأحساء، وهي الأعلى على مستوى السعودية.
وبحسب الفلكي عبدالله الشمري، ترتفع درجة الحرارة بالتدريج، بالتزامن مع دخول موسم الجوزاء، المعروف بأنه موسم الحرّ اللاهب، حيث تصل فيه الحرارة في الظل إلى أكثر من خمسين درجة في جنوب العراق والكويت. ويقول الشمري "يستمر موسم الجوزاء الحار 26 يوماً، وفيه يزيد طول ساعات النهار وتقصر ساعات الليل"، مشيراً إلى أن بدايات الصيف تتميز بشدة حرارة الشمس وارتفاع درجة حرارة سطح الأرض وبداية ارتفاع الرطوبة في منطقة الخليج، التي تتزامن مع رياح السموم الحارة التي تثير الغبار".
من جهته، أكد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الدكتور خالد الزعاق، أن درجات الحرارة هذا الأسبوع تصل إلى مستويات قياسية على العراق والكويت وبعض مناطق السعودية، وتكون الأكثر ارتفاعاً على مستوى العالم.
وأضاف: "يستحسن للمسافرين عبر البر تجنب السفر وقت الظهيرة، لارتفاع درجة حرارة الزفت إلى معدلات تؤثر على الإطارات، كما يجب الحذر من وضع عبوات الغاز المحمولة والمبيدات والعطورات داخل السيارات، لارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات لا تناسبها، ما قد يؤدي إلى انفجارها".
في السياق ذاته، حذّر أستاذ المناخ المشارك في جامعة القصيم، الدكتور عبدالله المسند، من ترك الأجهزة الإلكترونية في السيارات المتوقفة تحت أشعة الشمس، خشية انفجارها أو احتراقها، وقال: "في هذه الأجواء الحارة لا تضعْ في سيارتك المتوقفة تحت أشعة الشمس أي نوع من الطعام أو الشراب المعلب، أو علب السبراي، أو الولاعات، أو أجهزة إلكترونية تحمل بطاريات جافة كالجوال والكمبيوتر، لارتفاع مخاطر الانفجار والحريق، وأيضاً فساد الطعام، فعندما تكون درجة الحرارة الخارجية 32 درجة فقط، تكون داخل السيارة المتوقفة تحت أشعة الشمس ومحكمة الإغلاق 60 درجة".
من جانبه، حذّر استشاري أمراض القلب، الدكتور حمد القميزي، من خطورة درجات الحرارة العالية المتوقعة على مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم، وقال لـ"العربي الجديد": "تسبب الحرارة العالية جفاف الجسم، وهذا يؤدي إلى أضرار بالجميع، وبمرضى القلب خاصة، وكذلك المصابين بمرض ضغط الدم المنخفض. ففي حالة ارتفاع نسب الرطوبة يكون الإنسان معرضاً لهبوط في دورته الدموية نتيجة اتساع الشرايين بفعل الحرارة".
وأكد الدكتور القميزي، أن أعراض التأثر من الحرارة العالية تتمثل في الصداع واضطراب ضربات القلب والشعور بالإجهاد العام، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم. وقد يؤدي كل هذا إلى مشاكل في الكلى، خاصة لدى المرضى الذين لديهم استعداد للإصابة، وهم المصابون بارتفاع في إفراز مادة الأدرينالين في الدم، وهو أمر يؤدي إلى اتساع في الشرايين.
وأضاف: "لتجنّب كل هذه الأضرار، يجب الابتعاد عن الأماكن ذات الرطوبة العالية، وغسل الجسم بشكل متكرر، حتى يستطيع الجسم التعامل مع حرارة الجو، والأهم تجنب الجلوس في الشمس، والإكثار من شرب السوائل، خاصة الماء، لتعويض ما فقده الجسم من سوائل".