يستفيد آلاف الأطفال المغاربة من مختلف مناطق البلاد من خدمات المخيمات الصيفية التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة المغربية، تحت شعار "عطلة للجميع"، وتدخل في إطار برنامج حكومي وطني تربوي وتثقيفي وترفيهي واجتماعي مخصص لفئة الأطفال واليافعين.
وتمثل هذه المخيمات الصيفية التي تنظمها الوزارة كل سنة لفائدة الأطفال، أهم الأهداف والمهام المنوطة بها في مجال التنشيط والترفيه والتثقيف والتكوين، كما أنها واحدة من أهم أنشطة القرب التي تتوخى تعميم الاستفادة من العطلة على الأطفال والشباب المغاربة باختلاف مستواهم الاجتماعي.
وتروم المخيماتُ الصيفية، وفق وزارة الشباب والرياضة المغربية، استثمارَ وقت الأطفال والشباب داخل المخيم بعيداً عن جو الأسرة والمدرسة، والاستفادة من الأنشطة الجماعية ذات البعد التربوي والتكويني والفني، وتمكين الأطفال والشباب من التمتع بعطلة مفيدة وهادئة، فضلاً عن اكتشاف شساعة المحيط واحترام البيئة.
ويقول عبد الرحمن شرف، طفل في الرابعة عشر من عمره، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنه شارك في المراحل الأولى من مخيم صيفي خلال هذا الفصل القائظ، بإحدى مدن شمال المملكة، مبرزاً أنه "استفاد من تنوع الأنشطة المقدمة للأطفال، التي تجمع بين السباحة والأناشيد وورشات تربوية".
وتابع الطفل ذاته، بأن اليوم في المخيم الصيفي يمر عبر مراحل وفترات، يبدأ من أولى ساعات النهار بالإفطار، وترديد النشيد الوطني، وممارسة بعض الحركات الرياضية، ثم الذهاب إلى السباحة، والعودة إلى مقر المخيم لتناول وجبة الغداء، ثم القيلولة، التي تليها أنشطة تربوية وترفيهية، وبعد ذلك أنشطة حرة.
وترى الباحثة الاجتماعية ابتسام العوفير، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأن المخيم الصيفي يفيد شخصية الطفل اجتماعياً بشكل كبير، حيث إنه يعلم الطفل أو اليافع الاعتماد على نفسه، بعيداً عن أسرته، من خلال جمع أغراض غرفته وملابسه، وتكوين شخصيته بالاحتكاك مع أشخاص آخرين طيلة أسبوعين وأحياناً أكثر.
واعتبرت العوفير بأن المخيم الصيفي في العادة يتمحور حول أنشطة عديدة، أغلبها ينصب على السباحة والتسلية، مضيفة أنها تتمنى لو تم توسيع أنشطة المخيمات الصيفية لتشمل القراءة والكتابة والرسم ومختلف ورشات الإبداع، بهدف تفتق شخصية الأطفال واكتشاف المواهب التي قد تكون مخبأة تحت روتين الدراسة طيلة السنة.
وعلى صعيد ذي صلة، تعاني مخيمات صيفية تنظم بمختلف مناطق المغرب من مشكلة التأطير أو التنشيط التربوي، حيث إن هذا التنشيط في الغالب يقوم به متطوعون من جمعيات لديها شراكات مع الوزارة الوصية، دون أن تكون لديهم حماية قانونية رغم طول مدة مرافقتهم للأطفال بشكل لصيق طيلة فترة التخييم.
ومن المشاكل الأخرى داخل المخيمات الصيفية، ما يشتكي منه العديد من المنشطين بشأن ضعف أو غياب مجموعة من المعدات والآليات التي تسهل عمل مرافقي الأطفال في المخيمات، من قبيل سيارات الربط التي تستعمل للطوارئ داخل وخارج هذه المخيمات.