يلجأ عدد كبير من العراقيّين إلى الزواج من أجنبيّات علّهم يسافرون إلى بلدانهن ويحصلون على جنسيات هذه الدول. هذه وسيلة هؤلاء للهرب من واقعهم "المأزوم". يقول نبيل عبد الكريم إنّ صديقه كان قد وعده بتزويجه من دنماركيّة، ولم يعد يفكّر إلا في هذا "الحلم"، خصوصاً أن صديقه نفسه كان قد تزوج من دنماركية بعد تعارف استمر أربعة أعوام.
ويوضح عبد الكريم (28 عاماً)، أن صديقه زاهر ارتبط بعلاقة عاطفية مع فتاة دنماركية وقرّرا الزواج، مضيفاً أنّ "الفتاة الدنماركية أرسلت كلّ شيء إلى زاهر، ابتداء من تذكرة السفر. وفي الوقت الحالي، يعيش حياة مستقرة وهادئة". ويشير إلى أن زاهر كان قد وعده بأن يصطحبه إلى الدنمارك ويعرفه إلى فتاة دنماركية، مضيفاً: "أنا واثق من أنه سيفعلها. الحياة في العراق باتت لا تطاق، والأزمات تطوقنا من كل مكان، ولا أرى أي مستقبل. أبحث عن فرصة أخرى خارج بلادي".
في المقابل، لم ينجح صائب النداوي في إقناع صديقته الأسترالية جوليانا بالزواج بعد علاقة صداقة استمرت نحو ستة أشهر.
في البداية، حاول النداوي، الذي تخرّج قبل عامين من كلية الإدارة والاقتصاد، إقناع جوليانا التي تعرّف إليها من خلال مجموعة فنية على موقع "فيسبوك"، بإيجاد عمل له في أستراليا. يقول لـ"العربي الجديد"، إن صديقته أمنت له وظيفة جيدة في شركة لتصنيع معدات كهربائية، لكن كان عليه الحصول على تأشيرة السفر والذهاب إلى هناك والحصول على إقامة ثم الجنسية الأسترالية. يضيف: "هذه الشروط صعبة، ولم يكن من خيار أمامي غير الزواج من جوليانا، وهذا ما كنت أطمح إليه. حين عرضت عليها الزواج رفضت، لكنني ما زلت أحاول". أسباب صائب النداوي للزواج من أجنبية، هي نفسها التي يتذرع بها عدد كبير من الشباب، ويقول لـ"العربي الجديد": "لا يمكن للشاب بناء حياته ومستقبله في العراق. المشاكل التي تحيط بنا كثيرة، والأمان مفقود. البيئة ملوثة، وقد تراجع قطاع التعليم والخدمات. هذا يعني أنّه عليّ أن أعيش وسط كل هذا السوء وأتزوج وأكوّن أسرة". وفي حال أنجب أطفالاً، يشعر أنه سيظلم أولاده كثيراً، إذ سيدرسون في مدارس مكتظة بسبب قلتها. وربّما يجلسون على الأرض، حالهم حال الكثير من التلاميذ الصغار. وفي حال مرضوا، قد يموتون، بسبب الأدوية المغشوشة والفساد المستشري في القطاع الصحي.
وحل العراق بالمرتبة الثامنة في قائمة الدول العشر الأكثر فساداً على مستوى العالم، وفق تقرير مؤشر مدركات الفساد لعام 2016، الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية في 25 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي.
اقــرأ أيضاً
وليست البلدان الأجنبية فقط مطمع الشباب الراغبين في الحصول على جنسية أخرى، بل ينسحب الأمر على دول عربية. يقول أحمد إن شقيقه علي الزوبعي لم يكن يرغب في الخروج من التقاليد والعادات العربية والإسلامية، فارتبط بفتاة تونسية. يضيف أن شقيقه يحاول إقناعه بالزواج من فتاة غير عراقية، علها تساعده على بناء مستقبل جيد في مكان آخر، "شقيقي علي تعرف على زوجته التونسية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ثم التقيا في بيروت واتفقا على الزواج، ولم يتردد في الموافقة على شرطها السكن في بلدها، وها هو سيحصل على الجنسية التونسية". صحيح أنّ راتبه في تونس ليس أفضل من العراق، إلا أنه يشعر "بالأمان الذي نفتقده في بلادنا". ويرى أحمد أن "جواز السفر التونسي أفضل بكثير من العراقي، كما أنه قد يسهّل عليه الحصول على تأشيرة للسفر إلى دول أوروبية مختلفة، خصوصاً أن علي نحات، ويحلم في إقامة معارض في عواصم أوروبية مثل روما وباريس ومدريد وبروكسل وستوكهولم".
يتابع أحمد: "قرر علي زيارة بغداد برفقة زوجته ليعرفها على أهله ومدينته وحيه، لكن بعض الأحداث تسببت في إلغاء السفر"، موضحاً أن أحد أقاربه خطف من قبل مليشيات مسلحة، وأفرج عنه بعد عشرة أيام في مقابل فدية بلغت 30 ألف دولار، "تلا ذلك تفجير في منطقة الكرادة، الحي الذي نسكنه، وراح ضحيته عدد كبير من المدنيين. حوادث أرعبت زوجة شقيقي، فألغت السفر إلى بغداد".
وللعام الثاني على التوالي، صنّفت العاصمة العراقية بغداد كأسوأ مدينة للعيش في العالم، في مارس/ آذار الماضي، بحسب إحدى أكبر الشركات الاستشارية في العالم "ميرسير". يشار إلى أن التقرير بحث في 450 مدينة حول العالم، واعتمد على مجموعة من العوامل، منها البيئة السياسية، أي "الاستقرار السياسي والجريمة وغياب القانون"، والبيئة الاقتصادية، أي "أنظمة صرف العملات والخدمات المصرفية"، إضافة إلى البيئة الاجتماعية والثقافية.
اقــرأ أيضاً
ويوضح عبد الكريم (28 عاماً)، أن صديقه زاهر ارتبط بعلاقة عاطفية مع فتاة دنماركية وقرّرا الزواج، مضيفاً أنّ "الفتاة الدنماركية أرسلت كلّ شيء إلى زاهر، ابتداء من تذكرة السفر. وفي الوقت الحالي، يعيش حياة مستقرة وهادئة". ويشير إلى أن زاهر كان قد وعده بأن يصطحبه إلى الدنمارك ويعرفه إلى فتاة دنماركية، مضيفاً: "أنا واثق من أنه سيفعلها. الحياة في العراق باتت لا تطاق، والأزمات تطوقنا من كل مكان، ولا أرى أي مستقبل. أبحث عن فرصة أخرى خارج بلادي".
في المقابل، لم ينجح صائب النداوي في إقناع صديقته الأسترالية جوليانا بالزواج بعد علاقة صداقة استمرت نحو ستة أشهر.
في البداية، حاول النداوي، الذي تخرّج قبل عامين من كلية الإدارة والاقتصاد، إقناع جوليانا التي تعرّف إليها من خلال مجموعة فنية على موقع "فيسبوك"، بإيجاد عمل له في أستراليا. يقول لـ"العربي الجديد"، إن صديقته أمنت له وظيفة جيدة في شركة لتصنيع معدات كهربائية، لكن كان عليه الحصول على تأشيرة السفر والذهاب إلى هناك والحصول على إقامة ثم الجنسية الأسترالية. يضيف: "هذه الشروط صعبة، ولم يكن من خيار أمامي غير الزواج من جوليانا، وهذا ما كنت أطمح إليه. حين عرضت عليها الزواج رفضت، لكنني ما زلت أحاول". أسباب صائب النداوي للزواج من أجنبية، هي نفسها التي يتذرع بها عدد كبير من الشباب، ويقول لـ"العربي الجديد": "لا يمكن للشاب بناء حياته ومستقبله في العراق. المشاكل التي تحيط بنا كثيرة، والأمان مفقود. البيئة ملوثة، وقد تراجع قطاع التعليم والخدمات. هذا يعني أنّه عليّ أن أعيش وسط كل هذا السوء وأتزوج وأكوّن أسرة". وفي حال أنجب أطفالاً، يشعر أنه سيظلم أولاده كثيراً، إذ سيدرسون في مدارس مكتظة بسبب قلتها. وربّما يجلسون على الأرض، حالهم حال الكثير من التلاميذ الصغار. وفي حال مرضوا، قد يموتون، بسبب الأدوية المغشوشة والفساد المستشري في القطاع الصحي.
وحل العراق بالمرتبة الثامنة في قائمة الدول العشر الأكثر فساداً على مستوى العالم، وفق تقرير مؤشر مدركات الفساد لعام 2016، الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية في 25 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي.
وليست البلدان الأجنبية فقط مطمع الشباب الراغبين في الحصول على جنسية أخرى، بل ينسحب الأمر على دول عربية. يقول أحمد إن شقيقه علي الزوبعي لم يكن يرغب في الخروج من التقاليد والعادات العربية والإسلامية، فارتبط بفتاة تونسية. يضيف أن شقيقه يحاول إقناعه بالزواج من فتاة غير عراقية، علها تساعده على بناء مستقبل جيد في مكان آخر، "شقيقي علي تعرف على زوجته التونسية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ثم التقيا في بيروت واتفقا على الزواج، ولم يتردد في الموافقة على شرطها السكن في بلدها، وها هو سيحصل على الجنسية التونسية". صحيح أنّ راتبه في تونس ليس أفضل من العراق، إلا أنه يشعر "بالأمان الذي نفتقده في بلادنا". ويرى أحمد أن "جواز السفر التونسي أفضل بكثير من العراقي، كما أنه قد يسهّل عليه الحصول على تأشيرة للسفر إلى دول أوروبية مختلفة، خصوصاً أن علي نحات، ويحلم في إقامة معارض في عواصم أوروبية مثل روما وباريس ومدريد وبروكسل وستوكهولم".
يتابع أحمد: "قرر علي زيارة بغداد برفقة زوجته ليعرفها على أهله ومدينته وحيه، لكن بعض الأحداث تسببت في إلغاء السفر"، موضحاً أن أحد أقاربه خطف من قبل مليشيات مسلحة، وأفرج عنه بعد عشرة أيام في مقابل فدية بلغت 30 ألف دولار، "تلا ذلك تفجير في منطقة الكرادة، الحي الذي نسكنه، وراح ضحيته عدد كبير من المدنيين. حوادث أرعبت زوجة شقيقي، فألغت السفر إلى بغداد".
وللعام الثاني على التوالي، صنّفت العاصمة العراقية بغداد كأسوأ مدينة للعيش في العالم، في مارس/ آذار الماضي، بحسب إحدى أكبر الشركات الاستشارية في العالم "ميرسير". يشار إلى أن التقرير بحث في 450 مدينة حول العالم، واعتمد على مجموعة من العوامل، منها البيئة السياسية، أي "الاستقرار السياسي والجريمة وغياب القانون"، والبيئة الاقتصادية، أي "أنظمة صرف العملات والخدمات المصرفية"، إضافة إلى البيئة الاجتماعية والثقافية.