حذر جيولوجيون وخبراء زلازل في إيران وتركيا من وقوع زلازل تعادل شدتها الزلزال الذي ضرب الحدود العراقية الإيرانية أمس الأحد، وأن تتأثر بها مناطق أو مدن مزدحمة، محذرين من خطورة عدم اتباع العمارة في تلك المدن لقواعد هندسة الزلازل، والتي يمكن أن تؤدي إلى كوارث بشرية.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن قوة الزلزال الذي ضرب الحدود العراقية الإيرانية، بلغت 7.3 درجات، في حين أكد مسؤول في الأرصاد الجوية العراقية أن قوة الزلزال بلغت 6.5 درجات، وأن مركزه كان في بنجوين بمحافظة السليمانية، قرب المعبر الحدودي الرئيسي مع إيران، بينما سجل مركز رصد الزلازل الإيراني 118 هزة ضمن توابع الزلزال، وتوقع المزيد.
وحسب المرصد الجيولوجي الأميركي، فقد وقع الزلزال على بعد 32 كيلومتراً جنوب غرب مدينة حلبجة في العراق، بعمق 33.9 كيلومتراً في منطقة جبلية محاذية لإيران، ولهذا شعرت كلّ المناطق الممتدة من شمال غرب إيران إلى جنوب غربها بالزلزال.
وقال عضو الهيئة العلمية في مركز دراسات الزلازل الإيراني، فريبرز ناطقي، لـ"العربي الجديد"، إن الصور القادمة من منطقة كرمانشاه، وهي أكثر المناطق المتضررة من الزلزال، تدل على أن معظم المباني هناك إسمنتية، أو استخدم القرميد في بنائها، ما يجعلها ضعيفة في مواجهة زلزال قوته خمس درجات أو أكثر.
وأضاف أن "هناك مبان مرتفعة تضررت بشدة، وهناك مبان أقل ارتفاعا انهارت كذلك، وكل هذا يعود لعدم مراعاة المعايير المطلوبة في هندسة البناء في المناطق الزلزالية. بعض الأبراج السكنية التي لم تتأثر بالزلزال زينت واجهاتها بمواد إسمنتية، وهذه الواجهات سقطت على المارة".
وأوضح ناطقي أن "إيران تقع جغرافيا فوق تصدعات زلزالية، ويجب تشييد المباني اعتمادا على هندسة الزلازل. هذا يجعل الأضرار أقل. العاصمة طهران تقبع فوق ستة تصدعات زلزالية رئيسية وستين تصدعا فرعيا، ما يجعل المدينة تتعرض لزلزال مدمر مرة كل 180 عاما تقريبا"، مشيرا إلى أن "الدمار الناتج عن الزلزال في كرمانشاه لا يعني أن التصدع الغربي يرتبط بتصدعات طهران، لكنه يدق ناقوس الخطر للتقليل من الأضرار المتوقعة في حال شهدت العاصمة زلزالا".
وتسبب الزلزال القوي أيضا في أضرار للسد الذي يعترض نهر ديالى في العراق، وعرض مدير السد، رحمن هاني، الأضرار التي لحقت بالسد بالقرب من مدينة دربندخان في محافظة السليمانية العراقية.
وقال هاني إن السد، الذي اكتمل في عام 1961، هو "الأقوى الذي بني في آخر مائة عام"، ولكن هناك الآن "ضررا واضحا على قمة السد. هناك شقوق أفقية ورأسية على الطريق وفي جسم السد، وأجزاء من السد هبطت".
وأثار الزلزال المخاوف التركية من إمكانية وقوع زلازل مشابهة، وخاصة أن البلاد بمجملها تقع على خط صدع زلزالي كبير، أدى إلى كوارث عديدة كان آخرها الزلزال الذي ضرب مدينة وان (شرق البلاد)، وأدى إلى تهديم أجزاء واسعة منها.
وحذر أستاذ الهندسة الجيولوجية التركي، جلال شينغور، من أن الزلزال الذي ضرب السليمانية يوحي باحتمال أن تشهد مدينة إسطنبول بدورها زلزالا بالقوة نفسها، وأضاف "هناك صدع زلزالي يمر بجنوب تركيا، وهذا الصدع يمتد من السعودية باتجاه تركيا ويؤدي إلى زلازل ركوبية، بسبب ركوب صفائح الأناضول على صفائح المنطقة العربية، حيث إن المنطقة الواقعة شرق هذين الخطين هي منطقة رخوة وفيها وقع زلزال مدينة وان".
وأوضح أن "صدع الأناضول الشمالي شهد عددا من الانكسارات التي أدت إلى زلازل، وهناك المنطقة الرخوة الموجودة جنوب مدينة إرزنجان، ومن الممكن أن نشهد انكسارات في أي من نقاط الخط الذي شهد كثيرا من الزلازل سابقا، لذلك نتوقع أن يكون الزلزال المقبل في منطقة إسطنبول، وتشير توقعاتنا إلى أن شدة الزلزال قد تزيد عن 7 درجات على مقياس ريختر".
ويشير شينغور إلى أن "مناطق شرق تركيا الموجودة على الصدع الزلزالي هي مناطق قليلة الكثافة السكانية، ولكن وقوع الزلزال بمنطقة إسطنبول قد تنتج عنه كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".
وشهدت تركيا العام الحالي 6 زلازل، تركزت في منطقة بحر إيجة، خمسة منها وقعت في شهر فبراير/شباط، والأخير في يوليو/تموز الماضي.