نميمة: وشاية. صوت الكتابة. الصوت الخفيّ من حركة الأشياء أو الريح.
لم أجد مصطلحاً آخر غير النميمة والقيل والقال. حتى النميمة البيضاء ليس لها وجود. مجرّد تستّر على المغزى الحقيقي من أجل إتمام هذه العادة "السيّئة". أمّا باللهجة العاميّة، فقد وجدت كلمة لتلتة وهي ألطف بقليل من النميمة، لفظاً ومضموناً، ولها تفسير في قاموس المعاني. لتلتة: كلام لا طائل تحته. خروج عن الموضوع الأساسيّ.
حسناً، إنّها عادة من العادات القديمة عند الكائنات البشرية، ولا يتعدّى لاعبوها الأربعة أنفار. واذا تعدّوا ذلك الرقم، فإنّ الأمر سوف ينتشر كخبر تذيعه وسائل الإعلام، أو كمنشور على صفحة من صفحات "فيسبوك"، يعبّر بعض الناس عن إعجابهم به وآخرون عن عدم إعجابهم، ناهيك عن التعليقات الجديّة والساخرة على حدّ سواء. وانتشار الخبر مثل عدوى الإنفلونزا، لتختلف "النميمة" أو "اللتلتة" بحسب تغيّر الطقس.
لتلتة الصيف. من الأفضل أن تمارس الرياضة أو التنزّه أو قراءة الكتب. أقول ذلك انطلاقاً من تجربة شخصية، إذ إنّ "الإخباريات" تكون مليئة بالطاقة السلبية، ومن الممكن أن تنتج عنها عداوة أو كره لأشخاص غير موجودين حول طاولة "اللتلتة". في معظم الأحيان، تكون الجلسة مختصرة على سيرة كائن واحد، مع مشروبات باردة ومقرمشات، من دون مواجهة الكائن المعنيّ أو علمه بالأمر. إلى ذلك، من الممكن أن تُبنى عليها شائعات مغرضة، وأمور كثيرة غير مستحبّة. وهذه الجلسات لا تستمر لفترات طويلة، بسبب حرارة الجوّ المرتفعة والطاقة السلبية الناتجة عنها.
لتلتة الشتاء أو المناخات الباردة، خصوصاً إذا كانت ريفية وبتوقيت مسائي مع الأشخاص أنفسهم الذين سبق وشاركوا في اللتلتة الصيفية. يكون الوضع مختلفاً، أقول ذلك انطلاقاً من تجربة شخصية. فاللتلتة تطول حول كائنات خارج الغرفة الدافئة التي تتوسطها صوبية (مدفأة تعمل على المازوت أو الحطب منتشرة في بلاد الشام) وُضِع عليها إبريق شاي، أمّا على أطرافها فخبز محمّص وفي داخلها طبق من اللحم أو الخضر أو البطاطا الحلوة أو الكستناء. وإذا بدأ المجتمعون باستجلاب سير الناس، فإنّ الحديث يُستهَلّ غالباً بعبارة "لو كان فلان معنا"... وينبشون تاريخه وتاريخ أسلافه من دون أيّ أذى يُذكر. وفي بعض الأحيان، يُصار إلى الاتصال بفلان "نجم السهرة" للاستفسار عن معلومة أو حادثة، نظراً إلى تضارب الروايات حول الصوبية. وتمتدّ هذه الجلسات لساعات الصباح الأولى.
أضحك على الكائنات التي تقول: "أنا ما بحكي على حدا". مذ بدأ الإنسان بالنطق، كانت "اللتلتة" و"النميمة" ولو عن حسن نيّة.
اقــرأ أيضاً
لم أجد مصطلحاً آخر غير النميمة والقيل والقال. حتى النميمة البيضاء ليس لها وجود. مجرّد تستّر على المغزى الحقيقي من أجل إتمام هذه العادة "السيّئة". أمّا باللهجة العاميّة، فقد وجدت كلمة لتلتة وهي ألطف بقليل من النميمة، لفظاً ومضموناً، ولها تفسير في قاموس المعاني. لتلتة: كلام لا طائل تحته. خروج عن الموضوع الأساسيّ.
حسناً، إنّها عادة من العادات القديمة عند الكائنات البشرية، ولا يتعدّى لاعبوها الأربعة أنفار. واذا تعدّوا ذلك الرقم، فإنّ الأمر سوف ينتشر كخبر تذيعه وسائل الإعلام، أو كمنشور على صفحة من صفحات "فيسبوك"، يعبّر بعض الناس عن إعجابهم به وآخرون عن عدم إعجابهم، ناهيك عن التعليقات الجديّة والساخرة على حدّ سواء. وانتشار الخبر مثل عدوى الإنفلونزا، لتختلف "النميمة" أو "اللتلتة" بحسب تغيّر الطقس.
لتلتة الصيف. من الأفضل أن تمارس الرياضة أو التنزّه أو قراءة الكتب. أقول ذلك انطلاقاً من تجربة شخصية، إذ إنّ "الإخباريات" تكون مليئة بالطاقة السلبية، ومن الممكن أن تنتج عنها عداوة أو كره لأشخاص غير موجودين حول طاولة "اللتلتة". في معظم الأحيان، تكون الجلسة مختصرة على سيرة كائن واحد، مع مشروبات باردة ومقرمشات، من دون مواجهة الكائن المعنيّ أو علمه بالأمر. إلى ذلك، من الممكن أن تُبنى عليها شائعات مغرضة، وأمور كثيرة غير مستحبّة. وهذه الجلسات لا تستمر لفترات طويلة، بسبب حرارة الجوّ المرتفعة والطاقة السلبية الناتجة عنها.
لتلتة الشتاء أو المناخات الباردة، خصوصاً إذا كانت ريفية وبتوقيت مسائي مع الأشخاص أنفسهم الذين سبق وشاركوا في اللتلتة الصيفية. يكون الوضع مختلفاً، أقول ذلك انطلاقاً من تجربة شخصية. فاللتلتة تطول حول كائنات خارج الغرفة الدافئة التي تتوسطها صوبية (مدفأة تعمل على المازوت أو الحطب منتشرة في بلاد الشام) وُضِع عليها إبريق شاي، أمّا على أطرافها فخبز محمّص وفي داخلها طبق من اللحم أو الخضر أو البطاطا الحلوة أو الكستناء. وإذا بدأ المجتمعون باستجلاب سير الناس، فإنّ الحديث يُستهَلّ غالباً بعبارة "لو كان فلان معنا"... وينبشون تاريخه وتاريخ أسلافه من دون أيّ أذى يُذكر. وفي بعض الأحيان، يُصار إلى الاتصال بفلان "نجم السهرة" للاستفسار عن معلومة أو حادثة، نظراً إلى تضارب الروايات حول الصوبية. وتمتدّ هذه الجلسات لساعات الصباح الأولى.
أضحك على الكائنات التي تقول: "أنا ما بحكي على حدا". مذ بدأ الإنسان بالنطق، كانت "اللتلتة" و"النميمة" ولو عن حسن نيّة.