تُقبل العراقيات على عمليّات التجميل. وترى نساء أنّ التقنيات الحديثة تساعد بشكل كبير في تحقيق الجمال المنشود. إلّا أن النتيجة لا تكون إيجابية دائماً، إذ أن بعض النساء يتعرضن لتشوّهات في الوجه لأسباب عدة، منها المواد المستخدمة، والتي قد تكون غير صحية، وغيرها.
قبل أربعة أعوام، بدأت المدرّسة شيماء نصيف، وهي في العقد الثالث من العمر، في حقن مناطق في وجهها بمادة "البوتوكس". تقول إنها سعيدة جداً لأن هذه المادة تحافظ على نضارة بشرتها وتزيدها جمالاً. وتؤكّد لـ "العربي الجديد" أنّها لا تواجه أية مشاكل بسببها، لافتة إلى أن بعض النساء يلجأن إلى أشخاص قليلي الخبرة، ما يؤدي إلى حدوث مشاكل. تضيف: "أراجع طبيبة متخصّصة باستمرار، وأضع جدولاً واضحاً للحقن، وألتزم بنصائحها حرفيّاً".
على عكس شيماء، تلوم عبير سعد (41 عاماً) نفسها، إذ تقول إنّها وثقت بمراكز التجميل التي تدعي الخبرة، وبات لديها أورام صغيرة تحت العينين والفم. وتوضح أن المركز تكفّل بنفقات علاجها، بعد تهديده من قبل زوجها. تضيف أنها على مدى عامين، كانت تقصد مركزاً للتجميل فتح أبوابه في الحي الذي تسكن فيه (شرق العاصمة بغداد)، إلا أنها كانت تعاني باستمرار من آلام تستمر لفترة طويلة بعد الحقن. وكان المتخصّص في المركز يطمئنها بعدم وجود تأثيرات سلبية لهذه الحقن، وأن ما تشعر به أمر طبيعي بسبب حساسية بشرتها.
تتابع: "بعد عامين، بدأت تظهر الأورام على وجهي"، لافتة إلى أنها قصدت طبيباً متخصصاً، وأكد لها أنّ السبب هو الحقن بمواد غير جيدة. "بعدها، داهم زوجي ومجموعة من أصدقائه المركز وهدّدوا المعالجين، فتكفّل المركز بنفقات علاجي. وبعد علاج دام أكثر من ثلاثة أشهر، على يد طبيب متخصص في مدينة أربيل (في إقليم كردستان)، تحسنت حالتي الصحية".
وفي ظل إقبال نساء على عمليات "الفيلر"، اختار كثيرون العمل في هذا المجال، حتّى داخل صالونات التزيين الخاصة بالمرأة، من دون الاستعانة بمتخصصين. وتكتفي المسؤولة عن المحل أو الموظّفة بتعلم الحقن، وشراء المواد، ليعلن المحل عن تقديم هذه الخدمة.
اقــرأ أيضاً
في حي الكرادة، وسط بغداد، أغلق أحد صالونات التجميل أبوابه، وغادرت صاحبته العاصمة متجهة إلى مدينة السليمانية في إقليم كردستان "للعمل والعيش بأمان"، بحسب منى الجيزاني التي كانت تعمل في المحل. تقول لـ "العربي الجديد" إنّ مديرة صالون التجميل الذي كانت تعمل فيه، نجحت في جذب عدد كبير من الزبونات الراغبات في إجراء عمليات حقن لوجوههن، وتجاوز عددهن المائة خلال أربعة أشهر. وتوضح أنّ مديرتها لم تكن تملك الخبرة في هذا المجال، لكنّها نجحت في إقناع زبوناتها بأنها تملك الخبرة الكافية، وذلك بعد مشاركتها في إحدى الدورات. وتوضح أن "كلّ شيء كان يسير على ما يرام، إلى أن بدأت تظهر مشاكل على وجوه ثلاث من زبوناتها، وقد قلن إنهن حقنّ بمادة غير جيدة".
تضيف أن أهالي النساء الثلاث هددوا بحرق المحل والتبليغ عنها لاستخدامها مواد مغشوشة، عدا عن كونها لا تملك شهادة علمية، ما قد يؤدي إلى سجنها. لاحقاً، اتفق على التعويض المادي، ولم يكن من المديرة إلا أن باعت المحل وسافرت إلى السليمانية للعيش والعمل هناك. وترى أن مديرتها ظُلمت، وأن المادة التي كانت تستخدمها جيدة، متّهمة النساء الثلاث بتدبير مكيدة لها للحصول على المال.
وخشية حدوث مشاكل، ترفض العديد من محال التزيين خوض هذا المجال. وتؤكد نوال العزواي، التي تدير محلاً لتزيين النساء في حي السيدية في بغداد، لـ "العربي الجديد"، أن "عمليات حقن الفيلر سهلة، ويمكن تعلّمها. لكن للأسف، نعيش في زمن تغلب عليه العشائرية والمليشيات على القانون". تضيف أن بعض عناصر هذه المليشيات تدير صالونات التجميل. هذه الصالونات تنتشر في أرجاء مختلفة من البلاد، وتعتمد عمليات الحقن بكل أشكالها. وفي حال حصول أي خطأ يؤدي إلى تشويه وجه الزبونة، ستردع المليشيا الداعمة لهذا الصالون أهالي الزبونة في حال تطاولوا على المحل وصاحبته".
وفي وقت تجمع نساء تحدثنّ لـ "العربي الجديد" على أن الحصول على وجه جميل ونضر وخال من التجاعيد وجذّاب هو ما يبحثن عنه، إلا أن أحمد النداوي، وهو طبيب متخصص بالأمراض الجلدية، لا يشجع هذه التقنيات الحديثة. ويقول لـ "العربي الجديد" إن "الرياضة والفاكهة والخضار الطازجة تبقى الطريقة الأفضل لضمان نضارة البشرة". يضيف أن "الحقن ليس سهلا مطلقاً. ورغم اعتراضي عليه، إلا أنه يجب توخي الحذر. على سبيل المثال، لا يجب حقن بعض الأماكن، وهو ما يعرفه الطبيب المتخصص".
ويشير إلى أن بعض الأجسام لا تحتمل وجود مثل هذه المواد في أنسجتها، ما قد يؤدي إلى حساسية جلديّة، وترهل، وأمراض خطيرة في بعض الأحيان. يضيف: "رغم معرفتي الجيدة بوسائل تعبئة الجلد (اليفلر)، إلا أنني أرفض الأمر بسبب احتمال حدوث مشاكل في عمليات لا تعد ضرورية. ولا أوافق على إجرائها إلا في حال كانت ضرورية".
اقــرأ أيضاً
قبل أربعة أعوام، بدأت المدرّسة شيماء نصيف، وهي في العقد الثالث من العمر، في حقن مناطق في وجهها بمادة "البوتوكس". تقول إنها سعيدة جداً لأن هذه المادة تحافظ على نضارة بشرتها وتزيدها جمالاً. وتؤكّد لـ "العربي الجديد" أنّها لا تواجه أية مشاكل بسببها، لافتة إلى أن بعض النساء يلجأن إلى أشخاص قليلي الخبرة، ما يؤدي إلى حدوث مشاكل. تضيف: "أراجع طبيبة متخصّصة باستمرار، وأضع جدولاً واضحاً للحقن، وألتزم بنصائحها حرفيّاً".
على عكس شيماء، تلوم عبير سعد (41 عاماً) نفسها، إذ تقول إنّها وثقت بمراكز التجميل التي تدعي الخبرة، وبات لديها أورام صغيرة تحت العينين والفم. وتوضح أن المركز تكفّل بنفقات علاجها، بعد تهديده من قبل زوجها. تضيف أنها على مدى عامين، كانت تقصد مركزاً للتجميل فتح أبوابه في الحي الذي تسكن فيه (شرق العاصمة بغداد)، إلا أنها كانت تعاني باستمرار من آلام تستمر لفترة طويلة بعد الحقن. وكان المتخصّص في المركز يطمئنها بعدم وجود تأثيرات سلبية لهذه الحقن، وأن ما تشعر به أمر طبيعي بسبب حساسية بشرتها.
تتابع: "بعد عامين، بدأت تظهر الأورام على وجهي"، لافتة إلى أنها قصدت طبيباً متخصصاً، وأكد لها أنّ السبب هو الحقن بمواد غير جيدة. "بعدها، داهم زوجي ومجموعة من أصدقائه المركز وهدّدوا المعالجين، فتكفّل المركز بنفقات علاجي. وبعد علاج دام أكثر من ثلاثة أشهر، على يد طبيب متخصص في مدينة أربيل (في إقليم كردستان)، تحسنت حالتي الصحية".
وفي ظل إقبال نساء على عمليات "الفيلر"، اختار كثيرون العمل في هذا المجال، حتّى داخل صالونات التزيين الخاصة بالمرأة، من دون الاستعانة بمتخصصين. وتكتفي المسؤولة عن المحل أو الموظّفة بتعلم الحقن، وشراء المواد، ليعلن المحل عن تقديم هذه الخدمة.
في حي الكرادة، وسط بغداد، أغلق أحد صالونات التجميل أبوابه، وغادرت صاحبته العاصمة متجهة إلى مدينة السليمانية في إقليم كردستان "للعمل والعيش بأمان"، بحسب منى الجيزاني التي كانت تعمل في المحل. تقول لـ "العربي الجديد" إنّ مديرة صالون التجميل الذي كانت تعمل فيه، نجحت في جذب عدد كبير من الزبونات الراغبات في إجراء عمليات حقن لوجوههن، وتجاوز عددهن المائة خلال أربعة أشهر. وتوضح أنّ مديرتها لم تكن تملك الخبرة في هذا المجال، لكنّها نجحت في إقناع زبوناتها بأنها تملك الخبرة الكافية، وذلك بعد مشاركتها في إحدى الدورات. وتوضح أن "كلّ شيء كان يسير على ما يرام، إلى أن بدأت تظهر مشاكل على وجوه ثلاث من زبوناتها، وقد قلن إنهن حقنّ بمادة غير جيدة".
تضيف أن أهالي النساء الثلاث هددوا بحرق المحل والتبليغ عنها لاستخدامها مواد مغشوشة، عدا عن كونها لا تملك شهادة علمية، ما قد يؤدي إلى سجنها. لاحقاً، اتفق على التعويض المادي، ولم يكن من المديرة إلا أن باعت المحل وسافرت إلى السليمانية للعيش والعمل هناك. وترى أن مديرتها ظُلمت، وأن المادة التي كانت تستخدمها جيدة، متّهمة النساء الثلاث بتدبير مكيدة لها للحصول على المال.
وخشية حدوث مشاكل، ترفض العديد من محال التزيين خوض هذا المجال. وتؤكد نوال العزواي، التي تدير محلاً لتزيين النساء في حي السيدية في بغداد، لـ "العربي الجديد"، أن "عمليات حقن الفيلر سهلة، ويمكن تعلّمها. لكن للأسف، نعيش في زمن تغلب عليه العشائرية والمليشيات على القانون". تضيف أن بعض عناصر هذه المليشيات تدير صالونات التجميل. هذه الصالونات تنتشر في أرجاء مختلفة من البلاد، وتعتمد عمليات الحقن بكل أشكالها. وفي حال حصول أي خطأ يؤدي إلى تشويه وجه الزبونة، ستردع المليشيا الداعمة لهذا الصالون أهالي الزبونة في حال تطاولوا على المحل وصاحبته".
وفي وقت تجمع نساء تحدثنّ لـ "العربي الجديد" على أن الحصول على وجه جميل ونضر وخال من التجاعيد وجذّاب هو ما يبحثن عنه، إلا أن أحمد النداوي، وهو طبيب متخصص بالأمراض الجلدية، لا يشجع هذه التقنيات الحديثة. ويقول لـ "العربي الجديد" إن "الرياضة والفاكهة والخضار الطازجة تبقى الطريقة الأفضل لضمان نضارة البشرة". يضيف أن "الحقن ليس سهلا مطلقاً. ورغم اعتراضي عليه، إلا أنه يجب توخي الحذر. على سبيل المثال، لا يجب حقن بعض الأماكن، وهو ما يعرفه الطبيب المتخصص".
ويشير إلى أن بعض الأجسام لا تحتمل وجود مثل هذه المواد في أنسجتها، ما قد يؤدي إلى حساسية جلديّة، وترهل، وأمراض خطيرة في بعض الأحيان. يضيف: "رغم معرفتي الجيدة بوسائل تعبئة الجلد (اليفلر)، إلا أنني أرفض الأمر بسبب احتمال حدوث مشاكل في عمليات لا تعد ضرورية. ولا أوافق على إجرائها إلا في حال كانت ضرورية".