تستعد النّساء في فرنسا لجعل يوم المرأة العالمي الموافق لـ 8 مارس/آذار المقبل، مناسبة للإضراب عن العمل احتجاجاً على عدم المساواة في الأجور.
ومثلما أضربت الفرنسيات عن العمل يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لعدم مساواتهنّ بالأجور مع الفرنسيين الرجال، إذ تتقاضى النساء أجوراً أقل بنحو 26 في المائة مقابل الوظائف والأعمال ذاتها التي يؤديها الرجال في الرتب الوظيفية المماثلة. إلا أن يوم 8 مارس لن يكون إضراباً ليوم كامل وإنما تغادر الفرنسيات مقار أعمالهن عند الرابعة إلا ثلثاً بعد الظهر.
لماذا اختارت النساء هذا التوقيت بالتحديد؟ يوضح موقع "Marie claire" اليوم الثلاثاء بأن عمل النساء الفرنسيات بعد الساعة الرابعة إلا ثلثاً يصبح مجانياً إذا ما قورن برواتب وأجور العاملين والموظفين الذكور. ووفقاً لدراسة أصدرتها وزارة العمل الفرنسية عام 2012 فإن الفجوة في الرواتب بين الرجال والنساء في البلاد بلغت نسبتها 25.7 في المائة، أي ما يعادل ثلث ساعات العمل اليومي. وتبعاً للمدة الزمنية التي يستغرقها الدوام الوظيفي اليومي، فإن النساء الفرنسيات يعملن بعد الساعة الرابعة إلا ثلثاً "طوعاً".
— Les effronté-e-s (@efFRONTees) February 27, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وانتشر الخميس الماضي فيديو بعنوان "لنتحرك من أجل المساواة" تخبر فيه مجموعة من الموظفات زملاء لهن في العمل عن أسباب مغادرتهن المكتب عند الرابعة إلا ثلثاً، ومنها تقاضيهن أجراً أقل عن ذات ساعات العمل بنسبة 26 في المائة، كما يشرن إلى مسؤولياتهن المضاعفة خارج الدوام. هذا الأمر يلقى استغراب الزملاء الرجال واعتراضهم. وينتهي بأن يسأل أحدهم "في هذه الحالة ألن يبدأ دوامكن في وقت باكر لتعويض ذلك".
طرح سريع مدته دقيقة واحدة، يظهر الفارق في النظرة بين الجنسين لقيمة العمل، وكيفية اعتبار مسألة الفوارق في الأجور كأنها أمر بديهي. فلم تكن قضية التمييز في الأجر مثار استغراب بل على العكس كان المسعى إلى تقريب تقليص الفوارق، وسد الفجوة التي تعترف بها الحكومة هي التي سببت امتعاضاً وعدم اقتناع لدى الزميل الرجل.
حركة Les effronté تسعى إلى توسيع المشاركة في إضراب 8 مارس، وناشدت ثلاث نقابات و28 جمعية وأربع منظمات غير حكومية، على أمل أن تنتشر المشاركة في بلدان أخرى.
(العربي الجديد)