أعلنت ألمانيا وتونس، اليوم الجمعة، عن توقيع اتفاق جديد حول الهجرة خلال زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى تونس بعد أسابيع على التوتر، الذي خلفته قضية أنيس العامري المنفذ المفترض لاعتداء سوق الميلاد في برلين في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، خلال مؤتمر صحافي مع ميركل، إن هذا الاتفاق الذي وقعه البلدان، أمس الخميس، "من شأنه أن يرضي الطرفين". وأضاف أن الاتفاق "لا يمس بسيادة تونس أو دولة أخرى".
وقال الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، خلال مؤتمر صحافي مع ميركل، إن هذا الاتفاق الذي وقعه البلدان، أمس الخميس، "من شأنه أن يرضي الطرفين". وأضاف أن الاتفاق "لا يمس بسيادة تونس أو دولة أخرى".
وأوضح أن الاتفاق "يشمل حوالى 1500 تونسي" رفضت ألمانيا طلبات إقامتهم، و"سيتم اتخاذ إجراءات في القنصليات التونسية في ألمانيا للمساعدة في تحديد هوياتهم".
وقالت ميركل إن الاتفاق الجديد ينص على أن "تتم الإجابة عن طلبات برلين التعرف على هويات تونسيين ترفض طلبات لجوئهم خلال 30 يوما. هذه المسألة في صلب الجدل حول ملف أنيس العامري".
واتهمت برلين تونس بتعطيل ترحيل العامري خلال عام 2016، لكن السلطات التونسية ردت بأن إجراءات التحقق من الهويات تستغرق بعض الوقت.
واتهمت برلين تونس بتعطيل ترحيل العامري خلال عام 2016، لكن السلطات التونسية ردت بأن إجراءات التحقق من الهويات تستغرق بعض الوقت.
ومن شأن الاتفاق أن يتيح لبرلين وتونس طي صفحة توتر دفع بعض المسؤولين الألمان إلى اقتراح فرض عقوبات على الدول التي لا تتعاون بشكل كاف حول الهجرة، ومن بينها تونس.
وفي ألمانيا، تكتسب مسألة الهجرة أهمية كبرى، ومن المتوقع أن تطغى على حملة الانتخابات التشريعية المقررة في 24 سبتمبر/أيلول، والتي تعتزم ميركل الترشح خلالها لولاية رابعة.
وتعتبر تونس من أكثر الدول تأثرا بأزمة الجهاديين، وتعتبر مسألة عودة آلاف التونسيين الذين التحقوا بمجموعات جهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في غاية الحساسية.
ولتقريب وجهات النظر، زار رئيس الوزراء التونسي، يوسف الشاهد، ألمانيا، وأتاحت زيارته "تهدئة الأمور"، وفق مصدر رسمي تونسي طلب عدم ذكر اسمه.
وقبل زيارة ميركل، رفضت تونس فكرة إقامة مخيمات على أراضيها للمهاجرين الذين يتم إنقاذهم بعد محاولتهم عبور المتوسط انطلاقا من ليبيا.
وتعول تونس بشكل كبير على زيارة ميركل لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، فألمانيا تحظى بمكانة جيدة في البلد الصغير الذي يعاني شريكاه الأوروبيان التقليديان، فرنسا وإيطاليا، من صعوبات اقتصادية.
وبعد ست سنوات على إطاحة نظام زين العابدين بن علي، لا يزال التحدي كبيرا في تونس التي تواجه صعوبة في النهوض باقتصادها مما يمكن أن يهدد الإنجازات على صعيد الديموقراطية.
وتقول برلين إن قيمة مشاريع التعاون الجاري تنفيذها في تونس بفضل قروض ميسرة في معظمها، تقارب مليار يورو في مجالات الزراعة والطاقة المتجددة. وأعلنت ميركل التي يرافقها وفد من رجال الاعمال الجمعة، تخصيص 250 مليون يورو لاستحداث وظائف للشباب بشكل خاص.
وبحثت ميركل في القاهرة، أمس، مسائل محددة تتعلق بحماية الحدود، وتحدثت عن ليبيا الواقعة بين مصر وتونس، والغارقة في الفوضى منذ 2011 والتي تنطلق منها مراكب المهاجرين نحو أوروبا. وطرح الموضوع أيضا خلال المحادثات في تونس.
(فرانس برس)