يعرض المغربي على الرصيف ما تجود به نفوس أهل حارته وبلدته من ملابس وأدوات كهربائية وأدوات منزلية، وحتى بعضاً من قطع الأثاث، لعائلات متعففة يأتي أفرادها ليلاً حين تخلو الحارة من مرتاديها ليأخذوا حاجتهم مما يعرض على الرصيف، في مقابل أفراد من عائلات ميسورة يأتون أيضا ًفي ساعات الليل المتأخرة ليضعوا ما لا يحتاجونه من أشياء، عساها أن تسعف المحتاجين.
بدأ تنفيذ الفكرة حسب ما يقول الشيخ المغربي لـ"العربي الجديد"، قبل ثلاث سنوات، "إنها واحدة من مبادرات رائدة تعتبر متنفساً للناس الذين يعانون من الفقر، إذ توجد عائلات متعففة، تحتاج ما يقدمه الميسورون تبرعاً".
اختار المغربي أن يعلق لافتة على جدران البناية القديمة حيث يقيم، وكتب على اللافتة "خذ ما تحتاج إليه وضع ما لا تحتاج إليه"، وهو توجه لافت كي يقبل الناس على فعل الخير ويقدموا لغيرهم يد العون والمساعدة، لينالوا الأجر العظيم.
يقول المغربي: "التجاوب كبير من قبل المواطنين من جميع الفئات، سواء أكانوا متبرعين أم محتاجين. كثير من الناس لا يمدون أيديهم طلباً للمساعدة، لكنهم يأتون ليلاً ليأخذوا ما يحتاجونه، هؤلاء متعففون وعزيزو نفس، لذا يحرصون ألا يراهم أحد من سكان الحارة أو البلدة القديمة".
ويشير إلى أن بين المتبرعين من قرّر الاستغناء عن أثاث منزله أو أدوات كهربائية مثل الثلاجة والغسالة وأفران الغاز، وحتى غرف النوم والصالون، وبعضهم يبادر للاتصال معلناً تبرعه، "تتولّى صفحتنا على موقع (فيسبوك) الإعلان عن وصول هذه التبرعات، وغالباً ما نتواصل مع محتاجيها سراً، فالناس هنا بالبلدة القديمة تعتز بكرامتها وكبريائها..".
يضيف: "أقول لكل مواطن في البلدة القديمة: المزيد المزيد من فعل الخير. ما لا تحتاجونه أو استغنيتم عنه هناك كثير من العائلات تحتاجه، وهي بحاجة ماسة إليه. ونقول لكل مواطن: أجر الشيء ولا هجره، وبهذا يعمّ الخير على المحتاج، وعلى المتبرع الذي ينال الأجر".
وعلى الرغم من الصبغة الإنسانية للمبادرة، فإن الشيخ المغربي لم يسلم من ملاحقات بلدية الاحتلال التي فرضت عليه غرامات مالية أكثر من مرة، بذريعة عرض بضائعه على الرصيف خلافاً للمسموح به.
يقول المغربي: "كثير من المرات تحضر طواقم البلدية لتحرر لنا مخالفات ونضطر لدفعها، لكن هذا لن يمنعنا من فعل الخير، ومساعدة من يحتاجون العون والمساعدة".
ويلقى المغربي دعماً كبيراً من قبل سكان حارته "حارة السعدية"، ويحظى المغربي باحترام لدى كل صغير وكبير في الحارة على ما يقوم به من فعل الخير.
ويقول أحد سكان الحارة إن "هذه ليست المرة الأولى التي يبادر فيها المغربي إلى فعل الخير، فقد سبق أن حفّز فتية الحارة على تنظيف شوارعها مقابل نصف ساعة مجانية على الإنترنت لكل متطوع. بل إنه يقدّم ساعة مجانية لمن يتوجه إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه. وهو يفعل ذلك احتساباً لوجه الله وأملاً في أن يعمّ الخير أهل مدينته المقدسة والحارة التي تظهر في كل مناسبة حضوراً قوياً في الدفاع عن الأقصى ويواجه شبابها وفتيتها تغوّل المستوطنين في عقاراتها وتمكنهم من الاستيلاء على عدد منها".