وأرسلت الوزارة بحسب بيان لها، اليوم الثلاثاء لجان تحقيق تربوية وطبية من أجل تحديد الأماكن وعدد المصابين على مستوى المؤسسات التربوية في هذه الولايات التي انتشر فيها القمل، والحد من انتشارها إلى بؤر أخرى.
وحددت الوزارة انتشار القمل في تلك المؤسسات عبر كل من ولايات: "الجزائر العاصمة وتيبازة والمدية، والأغواط ومستغانم وجيجل وتبسة"، مرجعة انتشار العدوى إلى "انعدام النظافة وافتقار بعض المؤسسات التربوية للصحة المدرسية، مضيفة في بيان لها عن عزمها تنظيم أيام دراسية للتنبيه إلى الظاهرة التي يمكن أن تشكل أزمة صحية في أوساط التلاميذ في المدارس الابتدائية على وجه خاص.
ووضعت وزارة التربية مكتب أزمة بالتنسيق مع وزارة الصحة من أجل التحقيق في القضية وإيجاد حلول استعجالية للظاهرة قبل انتشارها في مؤسسات أخرى.
من جهتها حذرت جمعية أولياء التلاميذ، من انتشار العدوى بالنظر إلى ارتفاع أعداد الطلاب في المدارس الابتدائية، وعدم توفر الكشف الصحي الدوري عبر كل المؤسسات، مما سيعيق القضاء على الظاهرة والحد من العدوى.
كما كشفت الجمعية في لقاء عاجل تناول القضية، بأن أسباب الظاهرة تتمثل أولا في عدم توفر المياه الصالحة للشرب في العديد من المناطق، فضلا عن سبب اجتماعي بحت يتعلق بإصابة التلاميذ ممن يعيشون "الإهمال من طرف الأولياء بسبب اشتغال الأم خارج البيت"، وعليه ، طلبت من وزارة التربية توفير هيكل طبي للمتابعة الطبية والصحية الدورية لفحص التلاميذ.
ودقت الأخصائية الطبية رشيدة ساحل ناقوس الخطر بظهور القمل، كحشرة تنتشر وتنتقل من تلميذ إلى آخر، معلنة في تصريح إلى "العربي الجديد"، أن انتشار القمل في الأوساط التربوية أزمة حقيقية يجب مكافحتها بسرعة، لافتة إلى أن الأمر يتعلق بعودة ما يعرف بأمراض وأوبئة الفقر مجددا، وهي مرتبطة بالأوساخ.
وأضافت "أن علاج هذا الخطر يحتاج إلى مخطط وقائي عبر مختلف المدارس التربوية عبر جميع الولايات، والحد من انتشارها من منطقة إلى أخرى قبل أن تصبح "حالة وبائية ".
وفي سياق ذي صلة، اقترح المستشار التربوي عبد الي سعدي في تصريح إلى "العربي الجديد" ضرورة تنظيم حملات تحسيسية في المدارس، مع حملة تنظيف تخص كل المدارس دون استثناء، فضلا عن توفير العلاج الخاص بالقضاء على القمل، أهمها "غسول" خاص بالقضاء على القمل.