"ودعتها قبل عشر سنوات، لكن كلما سمحت الفرصة أحن إليها وأعود مرة في الشهر أو حتى مرة في الأسبوع، أو كلما غلبتني رغبة معانقة بيتنا القديم في أعالي القصبة، الحنين إليها يشبه الحنين إلى الحب الأول الذي لا يمكن نسيانه"، هكذا يروي محمد أوقاسي (52 سنة) لـ"العربي الجديد"، حنينه إلى أزقة القصبة العتيقة بالعاصمة الجزائرية.
ويضيف أوقاسي: "كثيرون يحنون إلى القصبة التي غادروها لكن الذكريات تعيدهم إليها كلما كانت الفرصة مواتية، ففيها تأسست علاقات اجتماعية قوية بين الجيران من سكان الأزقة الضيقة، فيها فرحنا وبكينا وفيها تزوجنا وأنجبنا. القصبة حي لا ينسى".
ولا يختلف اثنان في الجزائر عند الحديث عن القصبة التي تربعت على عرش هضبة عالية بمنطقة باب الوادي، الحي الشعبي الأكبر في البلاد، والذي لا يمكن إغفال تميزه المجتمعي والعلاقات بين العائلات التي سكنته قبل أكثر من قرن من الزمن. تفرق الجيران بعدما صارت المدينة العتيقة تئن بسبب انهيار منازلها رغم عمليات الترميم المتكررة التي تشهدها.
يتذكر محمد أوقاسي، الماضي في القصبة العتيقة قائلا: "هنا بين تلك الأزقة كنا نلعب ونسهر، كانت الحفلات، وخصوصا الأعراس، يتشارك فيها جميع أبناء الحي وتتخللها أغان شعبية يحفظها جميع سكان الحي العتيق، كان شكلا تضامنيا بين سكان الحي".
ما زالت القصبة تضم عشرات العائلات الجزائرية رغم أنهم يتحدثون عن عمليات ترحيل لسكانها نحو سكنات أفضل بعدما هددتهم جدران البيوت القديمة بالموت المحقق، تقول السيدة مسعودة لـ"العربي الجديد"، "الجميع هنا يبحث عن سكن لائق، حيث ضاقت البيوت القديمة على ساكنيها، لكن في المقابل، كثيرون يرفضون ترك المكان الذي يعتبر الحياة كلها بالنسبة لهم".
وتوضح أنها قضت عمرها كله (71 سنة كاملة) في الحي: "لا يمكنني ترك القصبة إلا إلى القبر، برغم المعاناة في الشتاء من مياه الأمطار التي تتسرب إلى بيتي القديم الذي تصدعت جدرانه، إلا أنني أرى فيه ذكريات طفولة وزواج وأولاد أنجبتهم هنا، لا يمكنني العيش دون تلك الذكريات التي لا يمكن لبيت جديد أن يهبها لي، ولو سكنت قصرا".
وتضم قصبة الجزائر العاصمة 615 منزلا بنيت بنفس الطراز، حيث تتميز المنازل بنوافذ صغيرة مزينة بقضبان حديدية جميلة، وتتميز أيضا بالتقارب الشديد بينها، واستفاد 200 منزل من الترميم، فضلا عن المحلات التجارية التي تمارس فيها الحرف التقليدية كصناعة النحاس وحياكة الملابس التقليدية.
ويضيف أوقاسي: "كثيرون يحنون إلى القصبة التي غادروها لكن الذكريات تعيدهم إليها كلما كانت الفرصة مواتية، ففيها تأسست علاقات اجتماعية قوية بين الجيران من سكان الأزقة الضيقة، فيها فرحنا وبكينا وفيها تزوجنا وأنجبنا. القصبة حي لا ينسى".
ولا يختلف اثنان في الجزائر عند الحديث عن القصبة التي تربعت على عرش هضبة عالية بمنطقة باب الوادي، الحي الشعبي الأكبر في البلاد، والذي لا يمكن إغفال تميزه المجتمعي والعلاقات بين العائلات التي سكنته قبل أكثر من قرن من الزمن. تفرق الجيران بعدما صارت المدينة العتيقة تئن بسبب انهيار منازلها رغم عمليات الترميم المتكررة التي تشهدها.
يتذكر محمد أوقاسي، الماضي في القصبة العتيقة قائلا: "هنا بين تلك الأزقة كنا نلعب ونسهر، كانت الحفلات، وخصوصا الأعراس، يتشارك فيها جميع أبناء الحي وتتخللها أغان شعبية يحفظها جميع سكان الحي العتيق، كان شكلا تضامنيا بين سكان الحي".
ما زالت القصبة تضم عشرات العائلات الجزائرية رغم أنهم يتحدثون عن عمليات ترحيل لسكانها نحو سكنات أفضل بعدما هددتهم جدران البيوت القديمة بالموت المحقق، تقول السيدة مسعودة لـ"العربي الجديد"، "الجميع هنا يبحث عن سكن لائق، حيث ضاقت البيوت القديمة على ساكنيها، لكن في المقابل، كثيرون يرفضون ترك المكان الذي يعتبر الحياة كلها بالنسبة لهم".
وتوضح أنها قضت عمرها كله (71 سنة كاملة) في الحي: "لا يمكنني ترك القصبة إلا إلى القبر، برغم المعاناة في الشتاء من مياه الأمطار التي تتسرب إلى بيتي القديم الذي تصدعت جدرانه، إلا أنني أرى فيه ذكريات طفولة وزواج وأولاد أنجبتهم هنا، لا يمكنني العيش دون تلك الذكريات التي لا يمكن لبيت جديد أن يهبها لي، ولو سكنت قصرا".
وتضم قصبة الجزائر العاصمة 615 منزلا بنيت بنفس الطراز، حيث تتميز المنازل بنوافذ صغيرة مزينة بقضبان حديدية جميلة، وتتميز أيضا بالتقارب الشديد بينها، واستفاد 200 منزل من الترميم، فضلا عن المحلات التجارية التي تمارس فيها الحرف التقليدية كصناعة النحاس وحياكة الملابس التقليدية.
ويقول السيد بوعلام أومدور، أحد باعة الملابس التقليدية، لـ"العربي الجديد"، إن "القصبة أهم مكان يزوره الجزائري القادم من ولايات داخلية، وحتى السياح، لما تمتلكه من عبق التاريخ، خصوصا أنها شهدت العديد من المعارك إبان ثورة التحرير، حيث يتطلع زائر المكان الذي شهد مقاومة المجاهدين للاحتلال، وارتبط باسم الشهيد علي لابوانت، والمجاهدة جميلة بوحيرد، وغيرهم".
وكانت القصبة التي صنفت ضمن التراث الثقافي العالمي عام 1992، مقر السلطان في العهد العثماني، وبنيت على الجبل المطل على البحر المتوسط لتكون قاعدة عسكرية مهمتها الدفاع عن الجزائر كلها، وكانت القصبة عبارة عن حصن يغلق ليلا وله عدة أبواب في جهاتها الأربعة، هي باب الجديد في الجهة العليا، وباب الجزيرة (دزيرة) من جهة البحر، وباب الوادي من الغرب، وباب عزون من جهة الشرق.
وتحتفظ القصبة اليوم ببعض القصور، أهمها "قصر الداي" أو كما يعرف بـ"دار السلطان"، و"قصر الرياس" و"قصر خداوج العمياء" و"دار عزيزة"، علاوة على مساجد عديدة بينها مسجد سيدي محمد الشريف، ومسجد سيدي عبد الله، ومسجد سيدي بن علي، بالإضافة إلى ضريحها سيدي عبد الرحمن الثعالبي الشهير، والذي يمثل مزارا كبيرا، فضلا عن الجامع الكبير والجامع الجديد وجامع "كتشاوة".