أفواه جائعة... حكايات مأساوية عن يمنيين يموتون مائة مرة يوميًا

صنعاء

كمال البنا

avata
كمال البنا
06 أكتوبر 2018
15EBAEA0-4E7E-497B-AC42-569A472C55E9
+ الخط -
آلاف القصص المأساوية تُروى عن الموت والقصف والجوع والفقر وتغيّر الأحوال في العديد من المحافظات اليمينة، حتى بات المواطن اليمني يموت في اليوم مائة مرة، من جراء عجزه عن توفير القوت له ولأبنائه، بل باتت مئات الأسر تحصل بالكاد على وجبة غذاء واحدة يوميا، ليظل مصيرهم مجهولا في اليوم التالي.

"جاءت الحرب قرابة الخمس سنوات الماضية، لتحول مأساة اليمن الفقير بين بلدان المنطقة إلى كارثة إنسانية وصور شتى من الانتهاكات يتصدرها الجوع الذي يفتك بالأطفال والنساء"، يقول المواطن اليمني عبادي أحمد المطري، الذي يسكن في حارة الشوكاني بصنعاء، موضحا أن جميع سكانها يعتمدون على وجبة غذاء واحدة يوميا.

المطيري، لم يتوقع أن تستمر الحرب كل هذه المدة لتصل المجاعة والفقر إلى صنعاء، إذ بات يحمل هما كبيرا في توفير قوت يومه للأسرته، قائلا: "إنّ الجوع أصبح مع الأسف يفتك بالصغير قبل الكبير، ونحن نقف عاجزين لا نملك ما نفعل، ولا من أين نستخرج القوت لنسد الأفواه الجائعة".

ومع الأزمة الاقتصادية الخانقة، يقول المطيري، إن انعدام المشتقات البترولية وإيقاف الرواتب وارتفاع السلع الغذائية وإغلاق المنافذ الجوية والبحرية، سيحول اليمنيين إلى هياكل عظمية تتنفس ليس في محافظات أو مناطق محددة بل في اليمن كله.

ويتابع بمرارة: "هناك عشرات من الأطفال والنساء والشيوخ يتزاحمون في غرف ضيقة جدا أو يسكنون مثلنا في عشش متهالكة، بعد أن كانوا ميسوري الحال، لكنها اليوم لم تعد تبحث سوى عن قوت يومها في لحظة قاسية من الزمن تأبى أن تنتهي.

وفي حارة المذبح العالي، التقت "العربي الجديد"، بأسرة اليمني أحمد إسماعيل علي، الذي يقول "لدي أربعة أطفال ونسكن في غرفتين صغيرتين جدا، أدبر لهم وجبة غذاء يوميا بصعوبة بالغة، إضافة إلى تسريح الأطفال للحصول على الماء الذي لم يعد يصل إلى البيت، إلا من خلال التوجه إلى مراكز معينة لملء الفوارغ من الأوعية".

وبحرقة الأمّ العاجزة، تقول زوجة أحمد، "إنها ترى وزن فلذات أكبادها ينزل يوميا بسبب الجوع وعدم تقديم وجبات متكاملة، متخوفة من فقدانهم، ومن اضطرارهم إلى التهام أوراق الشجر للاستمرار في الحياة، بعد حرمانهم من أبسط حقوقها، ومغادرتهم مقاعد الدراسة بسبب العجز عن تغطية مصاريف تمدرسهم.

يذكر أنّ منظمة "أنقذوا الأطفال"، كانت قد حذرت في تقرير لها من أن 36 ألف طفل أعمارهم دون الخمس سنوات قد يموتون في اليمن بسبب الجوع، مشيرة إلى أن انخفاض سعر الريال اليمني بنسبة 180 في المائة وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 86 في المائة، وعدم استلام معظم الموظفين رواتبهم، يجعل من الصعب شراء المواد الغذائية حتى عند توفرها في الأسواق.

ذات صلة

الصورة
الحرب تضرب موسم الزراعة في إسرئيل، 19 يونيو 2024(ديفيد سيلفر/Getty)

اقتصاد

من المتوقع أن تستفحل أزمة الغذاء في إسرائيل بسبب توسع الحرب ومحدودية الوصول إلى الأراضي الزراعية ونقص العمال، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي.
الصورة
نشاط بدني للأطفال في صيدا (العربي الجديد)

مجتمع

تساعد أنشطة التفريغ النفسي للأطفال النازحين إلى مدارس في مدينة صيدا، جنوب لبنان، على التعبير عن أنفسهم ومخاوفهم، هم الذين اختبروا القصف والخوف والهرب.
الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
يشاركون في أحد النشاطات (حسين بيضون)

مجتمع

يساهم الدعم النفسي والأنشطة الترفيهية التي تقيمها جمعيات للأطفال النازحين في جنوب لبنان في تخفيف الضغوط، رغم اشتياقهم إلى بيوتهم وقراهم.