في أول اختبارات موسم الشتاء، فشلت المحافظات المصرية في مواجهة الأمطار التي هطلت في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، ما بين متوسطة إلى غزيرة، أدت إلى غرق عدد من الأنفاق وشلل في الحركة المرورية، كما تسببت في احتجاز عدد من الأشخاص والمركبات، بعد فشل سيارات الشفط في سحب المياه.
وتسبب الطقس السيئ وسقوط الأمطار في انقطاع الكهرباء في عدد كبير من قرى المحافظات، تحسبا لأي حالات طارئة، وتخوفاً من تقلبات الطقس المفاجئة خلال الساعات القادمة.
من جهتها، حذرت اﻹدارة العامة للمرور من القيادة بسرعة كبيرة بسبب هطول الأمطار، لمنع وقوع الحوادث المرورية التي تؤدي إلى انقلاب السيارات، مع عدم التحكم في عجلة القيادة.
وأعاقت المياه والأمطار بالعاصمة القاهرة، حركة السير والتنقل لدى المواطنين والسيارات، وخلت الشوارع من المارة، وظهرت حالة من الارتباك المروري والتكدس في محطات مترو الأنفاق، وغرقت العديد من الشوارع والطرق، مع تحذيرات خبراء هيئة الأرصاد الجوية من استمرار البرودة الشديدة.
وشهدت الشوارع الرئيسية بمدن الدلتا والإسكندرية حالة من الارتباك، نتيجة انخفاض درجة الحرارة واستمرار الأمطار الغزيرة، التي تسببت في حدوث برك وتجمعات ضخمة للمياه خاصة تحت الكباري والطرق المنخفضة، وشهد طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي والصحراوي والساحلي الدولي والطرق المؤدية لمحافظة اﻹسكندرية والبحيرة والقاهرة والسويس، هطول أمطار غزيرة، وأدت التساقطات إلى غرق الإسكندرية وشوارعها وإغلاق المحلات التجارية.
وشهدت الإسكندرية نهاية عام 2015 سيولا، وأمر رئيس الجمهورية حينها بصرف ملياري جنيه لإغاثتها هي ومحافظة البحيرة من مياه الأمطار، وكان من المفترض أن توجه هذه الأموال لتلافي ما حدث، لكنها صرفت كتعويضات للفلاحين ووزارة الري، ثم قرر رئيس الوزراء شريف إسماعيل صرف 75 مليون جنيه بصفة عاجلة لعلاج القصور الناتج من غرق الإسكندرية، وجهت للصرف الصحي لصيانة المعدات وشراء ما يلزم لها، لكنها لم تكف لصيانة محطة من محطات الصرف، وفي نهاية عام 2016 أعلن محافظ الإسكندرية الأسبق، رضا فرحات، صرف مليونين و500 ألف جنيه لعمل 433 "شنيشة"، لصرف مياه الأمطار بمختلف أنحاء الإسكندرية.
وأعلنت وزارة الري هذا العام، استعدادها للأمطار في الإسكندرية بتطوير 3 محطات رئيسية، ورغم ذلك جاءت الأمطار لتضرب الإسكندرية من جديد، وتكشف قصور الاستعداد للشتاء بعدد من أحياء المدينة، بعكس ما أعلنه مسؤولو المحافظة، وشركة الصرف الصحي من الاستعداد للشتاء بشكل تام، وعدم غرق الشوارع وتجمعات المياه فيها.
وضربت موجة الطقس السيئ، محافظة القليوبية التي شهدت سقوط أمطار، الأمر الذي أدى إلى إعاقة الحركة المرورية خاصة في القرى التي تحولت إلى برك طين بسبب تراكم المياه بها، الأمر الذي منع السكان من الخروج والتحرك بحرية.
وأدى سوء الأحوال الجوية إلى إغلاق بوغاز رشيد بمحافظة البحيرة أمام حركة الصيد، وميناء المعدية بمركز إدكو، بسبب ارتفاع حركة الأمواج عن معدلاتها، ووجّه اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة برفع درجة الاستعداد بجميع الأجهزة التنفيذية لمواجهة آثار الأمطار الغزيرة.
وفي محافظة الدقهلية أصيبت الحركة المرورية في معظم الشوارع الرئيسية بالشلل، بعد تحولها إلى برك ومستنقعات، وفي البحر الأحمر أغلقت هيئة الموانئ ميناء الغردقة البحري أمام الحركة الملاحية، وفي دمياط، استمر هطول الأمطار لأكثر من 8 ساعات من بعد منتصف ليلة أمس فارتفع منسوب المياه فى بعض الشوارع والميادين لحوالي نصف متر، وتأثرت الحركة التجارية في الأسواق، وتعرضت بورسعيد لرياح شديدة بدأت بعد الثانية صباحاً، تلاها سقوط أمطار غزيرة متواصلة تسببت فى إغراق العديد من شوارع المدينة، فيما ناشد محافظ السويس، المواطنين بسرعة شفط وكسح المياه المتراكمة فوق أسطح المنازل وداخل الوحدات السكنية تحسبًا لحدوث أي انهيارات.
وكانت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر، قد حذرت من توقعات بحدوث أمطار رعدية وسيول بداية من اليوم الجمعة على بعض المدن والمحافظات في فصل الشتاء، وتتمثل حالات عدم الاستقرار في تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة والرعدية أحيانا، والتي يصاحبها غالبا سقوط للأمطار الغزيرة والرعدية التي تصل أحيانا إلى حد السيول على بعض المدن والمحافظات، نظرا لطبيعتها الجغرافية، ومن أكثر المدن والمحافظات تعرضا لهذه الظاهرة شمال وجنوب سيناء والمدن المطلة على سلاسل جبال البحر الأحمر ومحافظات الصعيد.