يستمر القائمون على مبادرة "تعايش" الشبابية اليمنية في تنفيذ حملتهم التوعوية بمخاطر سرطان الثدي، وضرورة الكشف المبكر تحت شعار "سأنتصر على السرطان".
وقالت رئيسة مبادرة "تعايش" عبير الأمير: "الحملة التي بدأت شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، تستهدف أكثر من ألف امرأة"، مشيرة إلى أن الفكرة جاءت "إيماناً من القائمين على المبادرة بالمسؤولية تجاه النساء اليمنيات وتوعيتهن بمخاطر المرض وأهمية الفحص المبكر".
وأضافت الأمير لـ"العربي الجديد": "المبادرة تعمل على تشجيع النساء من أجل إجراء فحص سرطان الثدي الذي قد يصيب كثيرا منهن دون معرفتهن به إلا في وقت متأخر، ما يقلل من فرص العلاج"، لافتة إلى أن الحملة تخاطب النساء والفتيات في المعاهد والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة "للفتيات والنساء في الشوارع ووسائل المواصلات العامة عبر توزيع البروشورات التوعوية، إضافة إلى الإعلانات الخاصة بالحملة في المحافظات اليمنية التي لم تشملها الزيارات".
وأكدت أن المتطوعين في الحملة "يعملون على تعزيز الوعي لدى النساء بمؤشرات السرطان، والإهتمام بالكشف المبكر عن المرض وعدم الهروب والخوف منه والعمل على مقاومته، لاسيما وأن الفحص المبكر يساعد في العلاج إلى درجة كبيرة".
وأشارت إلى أن الحملة لم تستهدف النساء وحسب، لكنها خاطبت الرجال كونهم السند والمشجع والداعم للزوجة والأخت والأم والابنة. وقالت: "أغلب النساء يخفن من إجراء الفحص المبكر وبحاجة إلى من يشجعهن على القيام بذلك".
وذكرت الأمير أن "مرض سرطان الثدي يحتل الرقم الأعلى بين الأمراض التي أصابت الناس خلال سنوات الحرب في اليمن، لذا وجبت التوعية بأعراضه".
وتواجه الحملة كثير من المعوقات بحسب الأمير، "منها أننا لا نستطيع الوصول لكل المحافظات لاسيما المناطق النائية، كما أن المؤسسات التي تجري الفحوصات للسيدات لا تستطيع استقبال عدد كبير منهن"، لافتة إلى أن أكثر من 500 امرأة استجبن للحملة منذ بدايتها.
رنا عبد الرحمن، وهي إحدى المستفيدات من المبادرة، أكدت أن الحملة دفعتها لزيارة مركز الفحص المبكر لسرطان الثدي بعد حصولها على بروشورات توعوية، من قبل أعضاء فريق الحملة الذي زار المؤسسة التي تعمل فيها.
وأكدت عبد الرحمن لـ" العربي الجديد" أنها حاولت "كسر حاجز الخوف بعد زيارة مركز الفحص المجاني وإجراء الفحص، وكانت النتيجة إيجابية، رغم أنها سابقاً كانت تخاف زيارة المركز". تضيف: "أصبحت الآن على يقين بأن الفحص المبكر مهم جداً للحد من الإصابة بالمرض وأهميته في العلاج المبكر في حالة الإصابة".
أما الطالبة الجامعية إبتهال السماوي، فلا تزال تنتظر دورها في أحد المراكز الصحية المخصصة لاجراء الفحوصات الخاصة بالمرض. وقالت لـ"العربي الجديد": "أدرك خطورة المرض، لكن كلما ذهبت لاجراء الفحوصات وجدت المركز ممتلئا".
وطالبت السماوي الحكومة بالعمل على زيادة المراكز المخصصة لفحص سرطان الثدي المبكر والمجاني، "فهذا سيدفع كثيرا من النساء للخضوع للفحوصات".
وبحسب إحصائية صادرة عن مركز الأورام باليمن في عام 2017، فإن نسبة المصابات بسرطان الثدي بلغت 23 في المائة تقريباً من إجمالي المصابين بأورام.