لقيت الفتاتان رحمة السعيدي وسرور الهيشري، وهما من مواليد عام 2002، حتفهما، إثر اندلاع حريق في مبيت للفتيات فجر اليوم الثلاثاء، في مدينة تالة التونسية في محافظة القصرين، ونقل عدد من المصابات بحالات اختناق إلى المستشفى المحلي في المنطقة.
وأكّد المسؤول بالدفاع المدني، معز الدبابي، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن التلميذتين توفيتا نتيجة تعرض إحداهما للاختناق والحروق التي أصابتها، أما الثانية فأصيبت بحروق من الدرجة الثالثة في الحريق الذي اندلع في سكن الطالبات التابع للمعهد الإعدادي 25 جويلية في تالة.
وأشار الدبابي إلى تسجيل ست إصابات بحروق متفاوتة الخطورة بعضها من الدرجة الثانية وأخرى من الدرجة الثالثة، موضحاً أن فرق الدفاع المدني أسعفت مجموعة من التلميذات يتراوح عددهن بين 12 و13 فتاة عانين من صعوبات في التنفس ونقل بعضهن إلى المستشفى المحلي.
وبيّن الدبابي أن الحريق تطلّب تدخّل وحدات الدفاع المدني التي أجلت التلميذات، لافتاً إلى تسجيل حالات إغماء لدى عدد من الفتيات، لكن لم تكن حالتهن خطيرة.
وأضاف أن أعوان الدفاع المدني تمكّنوا، بمساعدة بعض العاملين في المبيت والسكان المحيطين به، من إخماد الحريق والسيطرة عليه، حتى إن بعضهم ساهم في عملية إجلاء التلاميذ إلى مساكن قريبة، قبل نقلهن إلى منازلهن.
وأكّد مدير المستشفى الجهوي بالقصرين، عادل السعيدي، وفاة التلميذتين بعد نقلهما إلى قسم الإنعاش في المستشفى، مضيفاً في تصريح إعلامي أنّ أسباب الوفاة تعود إلى تعرّض إحداهما إلى الاختناق فيما توفيت التلميذة الأخرى تأثراً بحروق بليغة.
يُذكر أنّ الدروس توقفت صباح اليوم في المدرسة الإعدادية بسبب الحريق الذي رجّحت الأبحاث الأولية أنه يعود إلى تماس كهربائي، ولا تزال التحريات بخصوصه متواصلة.
ودعت الجامعة العامة للتعليم الثانوي إلى تنفيذ وقفة احتجاجية غداً الأربعاء، تنديداً بتهاون وزارة التربية وتخلّيها عن واجباتها إزاء المدارس العمومية.
ونعت الجامعة والأسرة التربوية التلميذتين رحمة السعيدي وسرور الهيشري، ضحيتي الحريق، محملة وزارة التربية الجهوية والمركزية المسؤولية عن الحادثة، نظراً إلى تهاونهما في تدارك وضعية المدرسة المذكورة وما آلت إليها من تدهور في البنية التحتية. ولفت البيان إلى أن دعوات الهياكل النقابية التي احتجت في عديد من المناسبات، دفاعاً عن مصالح التلاميذ والمؤسسات التربوية، لم تؤخذ بالجدية المطلوبة.
واعتبرت الجامعة النقابية أن هذا الحادث مجرد عينة لما يمكن أن يحصل نتيجة تخلي الدولة عن مسؤوليتها في الصيانة. وطالبت كافة الهياكل النقابية والمؤسسات بالمشاركة في الوقفة الاحتجاجية لضمان الظروف الملائمة للتلاميذ وتمكينهم من تلقي المعرفة في ظروف طيبة.