استعرضت نساء عاملات في السلك الدبلوماسي في قطر، في ندوة نظمها مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا مساء أمس الأحد، بالتعاون مع منظمة "يونسكو"، خلاصة تجاربهن في صنع السلام ومواجهة مآلات الحروب في العالم بحضور واسع من الدبلوماسيين والأكاديميين والطلبة.
وضمت الندوة التي أدارها مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني سلطان بركات، المتحدثة الرسمية في وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، ومديرة مكتب "يونسكو" في الدوحة، أنّا باولينو، سفيرة الإكوادور لدى قطر وسفيرة "يونسكو" للنوايا الحسنة إيفوني عبد الباقي، وسفيرة السويد ايوا بولاني، وسفيرة تنزانيا فاطمة محمد رجب، وسفيرة الأرجنتين روسانا سيسيليا سوربالي، وسفيرة هولندا بهية تهذيب-لي.
وقالت لولوة الخاطر في الندوة التي تزامنت مع مناسبة يوم المرأة العالمي، "عندما يتعلق الأمر بحقوق النساء وبترقيتها، فإن الأمر مدعاة للفخر وللتشجيع سواء في قطر أو بقية البلدان"، لافتة إلى أن قضية حقوق المرأة موجودة على أجندة القرار في بلادها منذ عشرين عاماً وضمن رؤية 2030.
وأكدت ضرورة تمكين النساء والفئات الضعيفة للصمود أمام الانتكاسات، وبعد التعافي منها أيضاً. وقدمت أمثلة لأدوار محورية تقوم بها دولة قطر بهذا الخصوص، في الصومال والعراق وتونس من خلال مؤسسة "صلتك".
واعتبرت الخاطر أن "آفاق إيلاء المرأة دورا في الوساطة في حل الأزمات، وفي حماية النسيج الاجتماعي في المجتمع الخليجي غير متاحة حالياً". مضيفة: "على الرغم من وجود نماذج لنساء قطريات وخليجيات دبلوماسيات، أثبتن جدارتهن وكفاءتهن في هذا المجال، إضافة إلى قدرات نساء المنطقة لتولي مناصب قيادية ويكون لهن دورً في تجنب الأزمات وحلحلتها".
وعن تجربتها بعيد تنصيبها كناطق باسم الخارجية القطرية، انتقدت الخاطر لغة الخطاب التي تستعملها بعض وسائل الإعلام ضد المرأة القطرية، من حيث اختزال أدوارها فيما هو تقليدي، مشيرة إلى شجاعة النساء القطريات في وقوفهن إلى جانب بلدهن أثناء الحصار ما يجعلهن مستحقات لمناصب صنع السياسات.
وركزت ايوا بولاني، سفيرة السويد لدى قطر، في مداخلتها على السياسة الخارجية لبلدها، والتي تساوي الرجال بالنساء، مبرزة وجود قوى سياسية ودبلوماسية داعمة عززت من العنصر النسائي في الشؤون الخارجية والداخلية لبلدها. وأوضحت أن سياسة السويد الخارجية ترتكز على تلك الاستراتيجية التي تظهر نتائجها في السلام والأمن والتنمية في الدراسات والأبحاث، وتتحقق في كل المجتمعات التي تساوي بين الجنسين.
وعن تأثير الاستراتيجية السويدية دوليا، ذكرت أن لبلادها استراتيجيات عمل أدرجت كخطط أممية، منها تم تعزيز صوت النساء في جميع البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة، كما أن بلادها عينت 15 سفيرة تعنى بشبكة الوساطة في الأمم المتحدة في مختلف النزاعات، أبرزها النزاع السوري.
وعرضت فاطمة محمد رجب السفيرة التنزانية، دور المرأة في المبادرات المحلية في بلادها لإحلال السلام. وقالت إن قصص النجاح لم تأت من فراغ، بل من مبادرات ومساع من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، بهدف دمج النساء للمشاركة في اتخاذ القرارات، والنتيجة كانت وجود عدد لا يستهان به من النساء الأفريقيات اللواتي يلعبن دورا هاماً مع الرجال، في تقديم الدعم للنساء النازحات واللواتي يتعرضن للتحرش الجنسي بسبب الحروب.
وعددت تجارب ناجحة لنساء في أفريقيا شغلن مناصب مهمة بصفتهن برلمانيات ووزيرات وقاضيات في محاكم، وأخريات في الجيش وفي قوات حفظ السلام، هذه الأخيرة التي تلعب دورا محوريا في نزع فتيل الحرب وإحلال السلام.
وتحدثت روسانا سيسيليا سوربالي سفيرة الأرجنتين، عن الشوط الذي قطعته بلادها من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، وهو المشوار الذي استغرق مائة عام من النضال من أجل تحقيق مكاسب للمرأة الأرجنتينية، أقرت بعد سن قانون 1947، الذي سمح للمرأة بالتصويت، وكان له دور كبير في تحسين وضعيتها على جميع المستويات.
واعتبرت بهية تهذيب لي، سفيرة هولندا، أن المرأة والسلام والأمن جزء من النسيج الذي يشكل ثقافة بلدها، والذي سعت الحكومة الهولندية من أجل تحقيقه، مع الدفع إلى تبنيه أمميا.
وأشارت إلى أن تأثير بلادها تحقق عام 2000 مع تبني مجلس الأمن قرارا يوصف بالثوري بشأن المرأة والسلام والأمن، أكد على "الـدور الهـام للمـرأة في منـع الصراعـات وحلـها وفي بنـاء السـلام، وتشديده على أهمية مسـاهمتها المتكافئـة ومشـاركتها الكاملة في جميع الجهود الرامية إلى حفظ السلام والأمن وتعزيزهما، وعلـى ضـرورة زيـادة دورها في صنـع القـرار لمنـع الصراعات وحلها".
لكنها انتقدت النسبة الضئيلة لتمثيل المرأة في عمليات السلام، مشيرة إلى أن الأرقام تكشف أن نسبة حضور المرأة في عمليات السلام تقل عن 10 في المائة، في حين تمثل نسبة حضور المرأة ضمن كبار الوسطاء أقل من 2 في المائة.