لم يخطر في بال الطفل السوري عبد الرحمن زينو أن يترك بيته وبلده ويلجأ إلى لبنان ويبيع الشوكولاتة. اليوم، ينتظر انتهاء الحرب
"أرغبُ أن أدرس علوم القرآن حتى أصير شيخاً. أحبّ أن يكون العالم خالياً من الكره والضغينة والحقد والخوف والموت". هذا ما يقوله عبد الرحمن زينو (9 سنوات)، هو الذي يبيع الشوكولاتة على الكورنيش البحري في مدينة صيدا (جنوب لبنان). ولا يتجاوز ربحه في اليوم الواحد العشرة آلاف ليرة (نحو سبعة دولارات).
لجأ من سورية إلى لبنان بسبب الحرب، ويتحدّر من ريف حماة. يتابع دراسته في مدرسة الإصلاح الكائنة في ساحة الشهداء في مدينة صيدا في فترة ما بعد الظهر، ويعمل في الأوقات الأخرى، حتى يؤمن لأمه وأشقائه الخبز والثياب.
بعدما قُصف منزلهم، قدم مع والدته وأشقائه السبعة من سورية إلى لبنان. بسبب الحرب، غادر والده البيت في أحد الأيام ولم يعد. في الوقت الحالي، ينتظر انتهاء الحرب والعودة إلى سورية. يقول لـ "العربي الجديد": "الحرب أخذت مني كل شيء جميل. قبلها، كنّا نعيش في بيت هانئ. كان أبي يملك دكاناً، وكنّا سعداء، إلا أن الحرب أخذت منا فرحتنا. دُمّر بيتنا واختفى أبي ولجأنا إلى لبنان". يضيف: "لا نعرف شيئاً عن أبي. لكنني أقول له: اشتقت إليك كثيراً. عساك بخير. لو تنتهي الحرب ونجتمع ثانية في سورية، في بيتنا الذي سنبنيه مرة ثانية، ولو تهدم بشكل كلي".
اقــرأ أيضاً
وعن أهله، يقول: "ليس لدينا من يقدم لنا مساعدات. أمي لا تعمل، وهي تهتم بنا وبالبيت. نعيش في غرفة صغيرة استأجرناها عندما قدمنا إلى صيدا. لذلك، أبيع ألواح الشوكولاتة بعد انتهاء دوامي المدرسي أو قبله، حتى أؤمن لإخوتي وأمي احتياجاتهم من خبز وطعام". يضيف: "أتمنى أن أصير شيخاً وأساعد الناس على الصلاح وحب الخير والعطاء، وأساهم في حمايتهم من الرذيلة والكره والشر. أكره الذين يسيئون إلى الآخرين بشكل دائم، كما أكره الحرب التي سلبتني كل شيء جميل".
أكثر ما يريده هو أن تنتهي الحرب ويعود إلى سورية. "أتمنى ألا أرى الموت والدمار، وألا يفقد طفل أباه أو بيته أو أصدقاءه. أتمنى كل هذا وأكثر، وأن يعود أبي الذي لا نعرف عنه شيئاً منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. لا نعرف إن كان ما زال على قيد الحياة أم استشهد. في أحد الأيام، خرج من البيت ولم نعد نعلم عنه شيئاً". يقول إنه سيعود إلى سورية بعد انتهاء الحرب مع أمه وأشقائه، "ونبحث عن أقاربنا الذين فقدناهم في بلدنا".
للأطفال الذين لجأوا إلى لبنان حكايات كثيرة، معظمها مؤلمة، وقد خسروا حياة كانت قائمة، وفقدوا الإحساس بالأمان، والعيش في كنف عائلة. أما اليوم، يضطر كثيرون إلى العمل لتأمين حاجات عائلاتهم الأساسية، من مأوى وطعام وثياب.
لجأ من سورية إلى لبنان بسبب الحرب، ويتحدّر من ريف حماة. يتابع دراسته في مدرسة الإصلاح الكائنة في ساحة الشهداء في مدينة صيدا في فترة ما بعد الظهر، ويعمل في الأوقات الأخرى، حتى يؤمن لأمه وأشقائه الخبز والثياب.
بعدما قُصف منزلهم، قدم مع والدته وأشقائه السبعة من سورية إلى لبنان. بسبب الحرب، غادر والده البيت في أحد الأيام ولم يعد. في الوقت الحالي، ينتظر انتهاء الحرب والعودة إلى سورية. يقول لـ "العربي الجديد": "الحرب أخذت مني كل شيء جميل. قبلها، كنّا نعيش في بيت هانئ. كان أبي يملك دكاناً، وكنّا سعداء، إلا أن الحرب أخذت منا فرحتنا. دُمّر بيتنا واختفى أبي ولجأنا إلى لبنان". يضيف: "لا نعرف شيئاً عن أبي. لكنني أقول له: اشتقت إليك كثيراً. عساك بخير. لو تنتهي الحرب ونجتمع ثانية في سورية، في بيتنا الذي سنبنيه مرة ثانية، ولو تهدم بشكل كلي".
وعن أهله، يقول: "ليس لدينا من يقدم لنا مساعدات. أمي لا تعمل، وهي تهتم بنا وبالبيت. نعيش في غرفة صغيرة استأجرناها عندما قدمنا إلى صيدا. لذلك، أبيع ألواح الشوكولاتة بعد انتهاء دوامي المدرسي أو قبله، حتى أؤمن لإخوتي وأمي احتياجاتهم من خبز وطعام". يضيف: "أتمنى أن أصير شيخاً وأساعد الناس على الصلاح وحب الخير والعطاء، وأساهم في حمايتهم من الرذيلة والكره والشر. أكره الذين يسيئون إلى الآخرين بشكل دائم، كما أكره الحرب التي سلبتني كل شيء جميل".
أكثر ما يريده هو أن تنتهي الحرب ويعود إلى سورية. "أتمنى ألا أرى الموت والدمار، وألا يفقد طفل أباه أو بيته أو أصدقاءه. أتمنى كل هذا وأكثر، وأن يعود أبي الذي لا نعرف عنه شيئاً منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. لا نعرف إن كان ما زال على قيد الحياة أم استشهد. في أحد الأيام، خرج من البيت ولم نعد نعلم عنه شيئاً". يقول إنه سيعود إلى سورية بعد انتهاء الحرب مع أمه وأشقائه، "ونبحث عن أقاربنا الذين فقدناهم في بلدنا".
للأطفال الذين لجأوا إلى لبنان حكايات كثيرة، معظمها مؤلمة، وقد خسروا حياة كانت قائمة، وفقدوا الإحساس بالأمان، والعيش في كنف عائلة. أما اليوم، يضطر كثيرون إلى العمل لتأمين حاجات عائلاتهم الأساسية، من مأوى وطعام وثياب.