شهدت تركيا خلال الأشهر الأخيرة ازدياداً كبيراً في أعداد اللاجئين الأفغان القادمين إليها والفارين من جحيم الحرب المستمرة في بلادهم، وذلك عبر الحدود التركية ـ الإيرانية المشتركة. لكن يبدو أن قرار الحكومة التركية صارمٌ في ما يخص عدم قبول المزيد من اللاجئين، وقد بدأت اعتقال اللاجئين الأفغان الجدد تمهيداً لترحيلهم إلى بلادهم.
وبحسب أرقام وزارة الداخلية التركية، اعتقلت قوات الأمن التركية وحرس الحدود، بدءاً من 16 مارس/ آذار الماضي وحتى الأول من إبريل/ نيسان الحالي، ألفين و713 لاجئاً عبروا الحدود الشرقية التركية بشكل غير شرعي، من بينهم ألفان و530 لاجئاً أفغاني الجنسية، و146 باكستانياً، و34 بنغالياً، و3 أفارقة.
وبحسب نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ، شهدت تركيا زيادة في عدد اللاجئين الأفغان القادمين من الحدود الإيرانية بالمقارنة مع العام الماضي. وفي وقت كان عدد اللاجئين الأفغان القادمين إلى تركيا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي ستة آلاف لاجئ، ارتفع عددهم ليبلغ 27 ألف لاجئ أفغاني خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي. ويقول إن "هذه الأرقام هي ما تمكنت الحكومة من إحصائه، إلا أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك".
وعلى الرغم من التشدّد على الحدود الإيرانية ــ التركية، وإنشاء مديرية خاصة لمكافحة تهريب البشر في منطقة إرضروم (شرق)، إلا أن الحدود الإيرانية التركية ما زالت تشهد تدفقاً كبيراً للاجئين الأفغان. ويصل عدد اللاجئين الأفغان الذين يتمكنون من عبور الحدود بشكل يومي إلى نحو 500 لاجئ، بكلفة تصل إلى 500 دولار لعبور الحدود، سواء الأفغانية الإيرانية أو التركية الإيرانية.
اقــرأ أيضاً
ويدخل اللاجئون الأفغان الأراضي التركية من جهة كل من ولاية أغدر ووان وأغري وهكاري، وتحديداً من المناطق التي لم يُبنَ فيها الجدار الأمني على الحدود التركية الإيرانية. بعدها يبدؤون السير على الأقدام بهدف رئيسي وهو التوجه إلى مدينة إرضروم. ثم تتولى شبكات التهريب نقل هؤلاء اللاجئين إلى مدينة إسطنبول بالحافلات الصغيرة والشاحنات، كلٌّ بحسب قدرته على الدفع. ويعمد هؤلاء اللاجئون، ممن لا يملكون كلفة إكمال طريقهم إلى أوروبا، إلى العمل في تركيا، أملاً في جمع المال لمتابعة رحلتهم.
وتحوّلت منطقة كوجا مصطفى باشا في بلدية الفاتح، وبلدية زيتن بورنو في إسطنبول، إلى وجهة رئيسية للقادمين الجدد من اللاجئين الأفغان. ويقول عزيز (35 عاماً)، وهو من المقيمين في المنطقة: "أنا لاجئ أفغاني قديم ولدي مطعم. جئت منذ تسعينيات القرن الماضي إلى تركيا واستقررت هنا. هذه المرة الثانية التي أشهد فيها هذه الموجة من اللاجئين الأفغان. الأولى كانت في عام 2015، والثانية خلال الأشهر الأخيرة. يأتي المهرّبون ويستأجرون منزلاً بثمانين ليرة تركية. اليوم، بعض المنازل تضم 30 شخصاً، وتشهد ازدحاماً شديداً. قدم بعض الأفغان من إيران، والبعض الآخر من أفغانستان وباكستان، ويحلم غالبيتهم بالوصول إلى أوروبا، على الرغم من غلاء الأسعار وصعوبة الطريق".
من جهته، يقول مصباح (30 عاماً): "جئت إلى تركيا قبل ثلاثة أشهر، وعبرت الحدود برفقة عائلة أفغانية أخرى. وما إن عبرنا الحدود التركية، حتى تركنا المهربون الذين طلبوا منا السير إلى إسطنبول، وقد استغرق الأمر تسعة أيام. وفي الطريق أضعت العائلة التي كانت معي. لكن في النهاية، تمكنت من الوصول إلى إسطنبول. لم يعتقلني أحد، إذ أن عمليات الترحيل تشمل الذين يُعتقلون بعد عبور الحدود مباشرة". يضيف: "أقيم الآن مع سبعة لاجئين أفغان في منزل مكون من غرفة واحدة، وندفع 700 ليرة تركية كبدل إيجار شهري. أعمل الآن في أحد المطاعم، وأكسب ألف ليرة تركية شهرياً. تبدو مهمة جمع المال للتوجه إلى أوروبا شبه مستحيلة. كل ما أريده الآن هو أن أمتلك الأوراق التي تخوّلني العيش بشكل شرعي في تركيا".
أما شمس الرحمن (45 عاماً)، الذي يقيم في تركيا منذ ستة أعوام، فيقول إنه لا يملك أوراقاً رسمية أو إقامة أو إذن عمل. "تعلمت التركية من خلال الحديث مع الناس، في وقت أعمل في جمع الأوراق. كل ما أريده هو الحصول على إذن عمل أو أوراق رسمية. في أفغانستان، لا توجد إلا الحرب والبطالة". يشار إلى أن اللاجئين الأفغان غير مشمولين بالحماية المؤقتة التي تمنحها أنقرة للاجئين السوريين، من مميّزات تتعلق بالتأمين الصحي وإمكانية الحصول على إذن العمل والدراسة.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الحكومة التركية ونائب رئيس الوزراء بكير بوزداغ، زيادة عدد اللاجئين الأفغان القادمين إلى تركيا، مضيفاً: "كما تعلمون، فإن تركيا هي بلد ترانزيت، وهدف نهائي لموجات اللاجئين والمهاجرين. وفي ما يتعلق باللاجئين الأفغان والباكستانيين، فإن تركيا تعد هدفاً نهائياً لغالبيتهم، الذين يرغبون في البقاء في تركيا وليس التوجّه إلى أوروبا".
ويشير بوزداغ إلى أن تركيا تعمل على توسيع مخيمات إعادة اللاجئين، على أن يتم بناء مركز إعادة اللاجئين في ولاية أغدر (شرق)، للعناية بهم والعمل على إعادتهم إلى بلادهم في إطار القانون الدولي. وتُجري أنقرة اتصالاتها مع كل من إسلام آباد وكابول.
اقــرأ أيضاً
وبحسب إحصائيّات إدارة الهجرة العامة التركية، عمدت السلطات التركية في العام الحالي وحتى تاريخ 29 آذار/ مارس الماضي، إلى اعتقال 47 ألفاً و198 لاجئاً غير شرعي، منهم 17 ألفاً و847 أفغانياً، و9 آلاف و426 سورياً، وخمسة آلاف و311 باكستانياً، و4 آلاف و270 عراقياً. ويؤكد المدير العام لإدارة الهجرة التركية، عبد الله أياز، أن الحكومة التركية بدأت ترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم، مضيفاً أن عدد الذين رُحّلوا وصل إلى أكثر من 3 آلاف لاجئ حتى السبت الماضي. كما أن عمليات الترحيل ستتسارع في الفترة المقبلة، بعد التفاهم مع المسؤولين الأفغان.
وبحسب أرقام وزارة الداخلية التركية، اعتقلت قوات الأمن التركية وحرس الحدود، بدءاً من 16 مارس/ آذار الماضي وحتى الأول من إبريل/ نيسان الحالي، ألفين و713 لاجئاً عبروا الحدود الشرقية التركية بشكل غير شرعي، من بينهم ألفان و530 لاجئاً أفغاني الجنسية، و146 باكستانياً، و34 بنغالياً، و3 أفارقة.
وبحسب نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ، شهدت تركيا زيادة في عدد اللاجئين الأفغان القادمين من الحدود الإيرانية بالمقارنة مع العام الماضي. وفي وقت كان عدد اللاجئين الأفغان القادمين إلى تركيا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي ستة آلاف لاجئ، ارتفع عددهم ليبلغ 27 ألف لاجئ أفغاني خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي. ويقول إن "هذه الأرقام هي ما تمكنت الحكومة من إحصائه، إلا أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك".
وعلى الرغم من التشدّد على الحدود الإيرانية ــ التركية، وإنشاء مديرية خاصة لمكافحة تهريب البشر في منطقة إرضروم (شرق)، إلا أن الحدود الإيرانية التركية ما زالت تشهد تدفقاً كبيراً للاجئين الأفغان. ويصل عدد اللاجئين الأفغان الذين يتمكنون من عبور الحدود بشكل يومي إلى نحو 500 لاجئ، بكلفة تصل إلى 500 دولار لعبور الحدود، سواء الأفغانية الإيرانية أو التركية الإيرانية.
ويدخل اللاجئون الأفغان الأراضي التركية من جهة كل من ولاية أغدر ووان وأغري وهكاري، وتحديداً من المناطق التي لم يُبنَ فيها الجدار الأمني على الحدود التركية الإيرانية. بعدها يبدؤون السير على الأقدام بهدف رئيسي وهو التوجه إلى مدينة إرضروم. ثم تتولى شبكات التهريب نقل هؤلاء اللاجئين إلى مدينة إسطنبول بالحافلات الصغيرة والشاحنات، كلٌّ بحسب قدرته على الدفع. ويعمد هؤلاء اللاجئون، ممن لا يملكون كلفة إكمال طريقهم إلى أوروبا، إلى العمل في تركيا، أملاً في جمع المال لمتابعة رحلتهم.
وتحوّلت منطقة كوجا مصطفى باشا في بلدية الفاتح، وبلدية زيتن بورنو في إسطنبول، إلى وجهة رئيسية للقادمين الجدد من اللاجئين الأفغان. ويقول عزيز (35 عاماً)، وهو من المقيمين في المنطقة: "أنا لاجئ أفغاني قديم ولدي مطعم. جئت منذ تسعينيات القرن الماضي إلى تركيا واستقررت هنا. هذه المرة الثانية التي أشهد فيها هذه الموجة من اللاجئين الأفغان. الأولى كانت في عام 2015، والثانية خلال الأشهر الأخيرة. يأتي المهرّبون ويستأجرون منزلاً بثمانين ليرة تركية. اليوم، بعض المنازل تضم 30 شخصاً، وتشهد ازدحاماً شديداً. قدم بعض الأفغان من إيران، والبعض الآخر من أفغانستان وباكستان، ويحلم غالبيتهم بالوصول إلى أوروبا، على الرغم من غلاء الأسعار وصعوبة الطريق".
من جهته، يقول مصباح (30 عاماً): "جئت إلى تركيا قبل ثلاثة أشهر، وعبرت الحدود برفقة عائلة أفغانية أخرى. وما إن عبرنا الحدود التركية، حتى تركنا المهربون الذين طلبوا منا السير إلى إسطنبول، وقد استغرق الأمر تسعة أيام. وفي الطريق أضعت العائلة التي كانت معي. لكن في النهاية، تمكنت من الوصول إلى إسطنبول. لم يعتقلني أحد، إذ أن عمليات الترحيل تشمل الذين يُعتقلون بعد عبور الحدود مباشرة". يضيف: "أقيم الآن مع سبعة لاجئين أفغان في منزل مكون من غرفة واحدة، وندفع 700 ليرة تركية كبدل إيجار شهري. أعمل الآن في أحد المطاعم، وأكسب ألف ليرة تركية شهرياً. تبدو مهمة جمع المال للتوجه إلى أوروبا شبه مستحيلة. كل ما أريده الآن هو أن أمتلك الأوراق التي تخوّلني العيش بشكل شرعي في تركيا".
أما شمس الرحمن (45 عاماً)، الذي يقيم في تركيا منذ ستة أعوام، فيقول إنه لا يملك أوراقاً رسمية أو إقامة أو إذن عمل. "تعلمت التركية من خلال الحديث مع الناس، في وقت أعمل في جمع الأوراق. كل ما أريده هو الحصول على إذن عمل أو أوراق رسمية. في أفغانستان، لا توجد إلا الحرب والبطالة". يشار إلى أن اللاجئين الأفغان غير مشمولين بالحماية المؤقتة التي تمنحها أنقرة للاجئين السوريين، من مميّزات تتعلق بالتأمين الصحي وإمكانية الحصول على إذن العمل والدراسة.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الحكومة التركية ونائب رئيس الوزراء بكير بوزداغ، زيادة عدد اللاجئين الأفغان القادمين إلى تركيا، مضيفاً: "كما تعلمون، فإن تركيا هي بلد ترانزيت، وهدف نهائي لموجات اللاجئين والمهاجرين. وفي ما يتعلق باللاجئين الأفغان والباكستانيين، فإن تركيا تعد هدفاً نهائياً لغالبيتهم، الذين يرغبون في البقاء في تركيا وليس التوجّه إلى أوروبا".
ويشير بوزداغ إلى أن تركيا تعمل على توسيع مخيمات إعادة اللاجئين، على أن يتم بناء مركز إعادة اللاجئين في ولاية أغدر (شرق)، للعناية بهم والعمل على إعادتهم إلى بلادهم في إطار القانون الدولي. وتُجري أنقرة اتصالاتها مع كل من إسلام آباد وكابول.
وبحسب إحصائيّات إدارة الهجرة العامة التركية، عمدت السلطات التركية في العام الحالي وحتى تاريخ 29 آذار/ مارس الماضي، إلى اعتقال 47 ألفاً و198 لاجئاً غير شرعي، منهم 17 ألفاً و847 أفغانياً، و9 آلاف و426 سورياً، وخمسة آلاف و311 باكستانياً، و4 آلاف و270 عراقياً. ويؤكد المدير العام لإدارة الهجرة التركية، عبد الله أياز، أن الحكومة التركية بدأت ترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم، مضيفاً أن عدد الذين رُحّلوا وصل إلى أكثر من 3 آلاف لاجئ حتى السبت الماضي. كما أن عمليات الترحيل ستتسارع في الفترة المقبلة، بعد التفاهم مع المسؤولين الأفغان.