"زغبة رمضان"... موريتانيون يحلقون شعر الرأس تبركاً بشهر الصيام
في شهر رمضان من كل سنة، تتولى آمنة بنت الشيخ (60 سنة) بنفسها حلاقة شعر أحفادها الصغار، وكذا أولادها البالغين، ضمن تقاليد اعتادت عليه عائلتها منذ عقود، اعتقادا بأنه يجلب البركة والخير.
تقول بنت الشيخ إن "حلق رؤوس الأطفال والرجال خلال رمضان عادة لا يمكنني التوقف عنها لما تحمله من بركة وخير، وتمسك بعادات وتقاليد الآباء، لقد ورثت التقليد عن أجدادي، وهو يهدف لجلب الخير، كما يرجى منه شفاء أمراض فروة الرأس، كما أن الشعر الذي ينبت خلال رمضان هو شعر مبارك ببركة الشهر".
وتؤكد الجدة الموريتانية لـ"العربي الجديد"، أنها تحرص على إقناع أهالي الحي الشعبي الذي تقطنه في العاصمة نواكشوط، بإحياء هذا التقليد الذي دأب عليه الموريتانيون منذ زمن طويل ويطلقون عليه اسم "زغبة رمضان".
وتؤكد السيدة لمات بنت عابدين، تمسكها بـ"زغبة رمضان"، وحرصها على أن تحلق رؤوس أولادها وأحفادها، معتبرة أنه "تقليد لا يخالف تعاليم الدين الإسلامي، والفقهاء والعلماء لا ينكرونه، أو ينهون عنه".
وتقول بنت عابدين لـ"العربي الجديد"، إن "حلق الرؤوس يتواصل منذ اليوم الأول لشهر رمضان، وهو محبب خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر، لكن لا ضير في حلاقة الشعر في النصف الثاني من الشهر".
وللموريتانيين، كغيرهم من الشعوب، عادات متعددة ومتنوعة، لكن شهر رمضان له قيمة خاصة لديهم، حيث تكثر التقاليد، ومنها نوعية الطعام والشراب، والبخور، وماء التراويح، وإحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان.
ويؤكد سيد أمحمد ولد غالي، أحد سكان الشرق الموريتاني، أن عادات شهر رمضان تشمل الإقبال على صلاة التراويح، والحرص على حضور الصلوات الخمس في المساجد، وتلاوة القرآن، وسماع المواعظ في المساجد.
ويضيف لـ"العربي الجديد"، أن "من أهم التقاليد في المدن والريف إشعال البخور ليلة السابع والعشرين من رمضان التي يعتقد الموريتانيون أنها تتزامن مع انتهاء تصفيد الشياطين في شهر رمضان".
ويقول ولد غالي إن "التبرك بماء التراويح يعتبر نوعا من الرقية والتحصن من مس الشياطين، كما اعتاد كثيرون على قراءة القرآن والتعويذات التي من شأنها أن تحصّنهم من الشياطين في الليلة التي ينتهي تصفيدهم فيها".
ومن العادات الموريتانية أن تطلب النساء من الإمام أن يشركهن في الدعاء والتوسل الذي يقوم به عند انتهائه من صلاة التواريح، ويشير ولد غالي إلى أن بعضهن يفعل ذلك طلبا للزواج، أو الشفاء من الأمراض، كما أن بعض الأسر تقوم بتأجيل زفاف أبنائها وبناتها إلى شهر رمضان، تيمناً ببدء الحياة الزوجية للأسرة الجديدة في الشهر المبارك.