مع اقتراب قوات النظام السوري من الشريط الحدودي مع الأردن، واستهداف الطائرات الروسية لبلدات متاخمة له، تزداد مخاوف النازحين من مصير مجهول ينتظرهم، وهاجس المجازر يلاحق الجميع بعد مجزرة ارتكبها النظام السوري في مدينة داعل بريف درعا الغربي.
المخاوف من القصف لا تفارق سمير أبو صبحي (57 عاما)، النازح من بلدة أم لد بالريف الشرقي، ويقول لـ"العربي الجديد" "أين سنذهب بالأطفال والنساء، فالنظام يتقدم يوماً بعد يوم بلا رادع، منتهجًا القتل والدمار والتهجير، والإيرانيون لا يحملون في قلوبهم رحمة ولا شفقة، كنا نتوقع تدخل الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية لإيقاف القصف أو إيجاد حل لنا، لكن كل هذا عبارة عن حقن مهدئة، وحدث لنا ما حدث في الغوطة الشرقية وريف حلب وغيرها من المناطق".
ويشكو أبو صبحي من "الحرارة التي تصل إلى خمس وأربعين درجة هنا، والرياح تحمل معها الغبار والتراب، والوضع سيئ، وما يزيد من تخوفنا ورعبنا هو أن نتعرض لقصف مباشر من طائرات روسيا أو نوضع بين فكي جنود نظام الأسد".
أما سعدية وادي، وهي أم لثلاثة أطفال، فتوضح أنّ الخيارات أصبحت معدومة. وتقول لـ"العربي الجديد": "نفضل الذهاب واقتحام الشريط الحدودي مع الأردن، وإن قتلنا برصاص جنود الجيش الأردني أفضل من الموت على يد مقاتلي نظام الأسد وإيران الذين شردونا وشردوا أولادنا"، وتتابع "البقاء هنا في حال وصل النظام إلى المنطقة هو أصعب من الموت، فلا يوجد لدى جنوده أهون من انتهاك الأعراض وقتل الأطفال، ولدينا أمل أخير بأن تفتح الحدود أو يتم إيقاف الهجوم علينا، ونحن نرفض العودة إلى سلطة نظام الإجرام".
في حين يتحدث جاسم العزو (63 عاما)، عن إمكانية البقاء في المنطقة وانتظار مصيره سواء سيطر النظام على المنطقة أو أصبحت آمنة، موضحا لـ "العربي الجديد" أن الموت واحد لن يختلف هنا أو في أي مكان آخر، أرغمني أولادي على مغادرة بيتي في الغارية الغربية بعد تقدم النظام إليها، لم أكن أريد ذلك لأنني لم أعد أقوى على الهموم والأمراض تتعبني، هذه الخيمة هي آخر ما تبقى لي هنا في أرض حوران، سأحمل بندقية وسأبقى فيها ولن أغادر لأي مكان آخر".
من جهتها، تناشد ابنة بلدة كحيل، رقية (42 عاما)، ملك الأردن عبد الله الثاني، أن يسمح للنساء والأطفال بالدخول، وتقول لـ "العربي الجديد" ألا تخافون علينا، نرجوكم أن تفتحوا الحدود أمامنا، لا نريد لا طعاما ولا شرابا، نريد فقط أن ننجو بأنفسنا وأطفالنا فقط، بدل أن نكون ضحية لوحوش تذبح الصغير قبل الكبير".
أما الطفلة يارا ابنة الاثني عشر ربيعاً، فتعرب عن خوفها الشديد بعد أن تعرضت مدرستها للقصف خلال وجود الطلاب فيها قبل عام، مؤكدة لـ "العربي الجديد"، أنّ الجميع خائف.. رأيت أمي وجدتي تبكيان، وأخبراني بأن لا أخاف وأدعو الله بالفرج القريب لنا، وأنا أفعل ذلك، أرجو أن تتوقف الحرب وأعود إلى البيت".