سبّب القصف التركي على عدة مناطق في المنطقة الحدودية السورية التركية بريف الحسكة، نزوح آلاف المدنيين خوفاً من توسّع العمليات العسكرية، فيما سُجلت استجابة إنسانية محدودة من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
وقال النازح من منطقة رأس العين، أبو خالد محمد، لـ"العربي الجديد"، إنه "مع بدء العمليات العسكرية التركية، واستهداف المنطقة بالقذائف، شعرت بأن الوضع قد يصبح أسوأ، فانتقلت مع عائلتي إلى منزل أخي في الحسكة، وحالياً لا نعرف إن كنا سنعود إلى منزلنا أو سنضطر إلى استئجار منزل، ونحاول الاستقرار قبل بدء فصل الشتاء".
وأضاف: "وضعي المادي يتيح لي الانتقال إلى الحسكة أو دمشق، لكني أعرف أشخاصاً لا يملكون القدرة على النزوح، وهم باقون في المنطقة ينتظرون ما ستؤدي إليه العملية العسكرية، ولا يعرفون مصيرهم".
وقال النازح أبو عبد الله إبراهيم لـ"العربي الجديد": "يبدو أن هناك جهات مسؤولة لا تريد فتح باب النزوح، إذ لم تُنشأ أي مخيمات جديدة لاستقبال النازحين من المناطق الحدودية، والمساعدات المقدمة محدودة، لكن المواد الغذائية متوافرة في الأسواق، وكذا الرعاية الصحية، لكن موجة النزوح لا تزال محدودة، والناس لديها مخاوف كبيرة من تطور العمليات العسكرية".
ومن الحسكة، قال الصحافي سلام حسن لـ"العربي الجديد": "شهدت الأيام الأخيرة حركة نزوح داخلية من المناطق المحاذية للحدود إلى مناطق وأحياء أكثر أمناً في الجنوب، وينزح الناس بين المدن، وهناك نازحون من درباسية إلى عامودا، والسبب المباشر هو القصف المدفعي التركي الذي سبّب مقتل عدد من المدنيين".
وأضاف أن "كل من لديه القدرة على النزوح غادر، لكن لا توجد استعدادات لاستقبال أعداد كبيرة من النازحين، وخاصة أن الحدود مع العراق مغلقة، وعُلِّق العمل في الدوائر الرسمية في القامشلي، والأسواق شبه مغلقة، وتسود حالة من التوتر والخوف، إلا أن الأوضاع في الحسكة أفضل رغم وجود التوتر، بسبب بعد الحسكة عن الحدود بنحو 80 كم".