وافتتح الحفل بنشيد "موطني"، ثم ألقيت كلمة مختصرة لإدارة الجمعية وطاقمها والطلاب، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي لمؤسسة الجمعية، الراحلة الدكتورة روضة بشارة عطا الله.
ويهدف برنامج المنح الدراسيّة الذي انطلق في عام 2007 وتدعمه مؤسّسة الجليل البريطانيّة، إلى تشجيع التعليم العالي في المجتمع الفلسطينيّ في الداخل وبناء طليعة أكاديميّة مثقّفة ومهنيّة تتسم بروح الانتماء والعطاء المجتمعيّ.
وافتتح الحفل رئيس الهيئة الإدارية لجمعية الثقافة العربية الكاتب أنطوان شلحت بشكر مؤسسة الجليل والقيمين عليها، وأضاف "كما نتوجه بالاحترام لمن تحمل هذه المنحة اسمها د. روضة بشارة عطا الله، التي صادفت هذا العام الذكرى الخامسة لرحيلها عنّا. كانت روضة من أكثر شخصيات مجتمعنا التي ألهمته بأن الاستثمار في الثقافة وفي الطلاب الجامعيين هو استثمار صاف بكل المقاييس في المستقبل. وليس هذا فحسب، بل هو أيضا رهان على تحقيق مستقبل أفضل".
وأضاف أنّ "مشروع المناهج والهويّة لا يعد الإرث الوحيد للراحلة، فثمة إرث آخر لا يقل عنه أهمية إن لم يكن يفوقه، ويتمثل بدفع فكرة الاستقلاليّة الثقافيّة- التربويّة لفلسطينيي 1948 إلى الأمام من الناحية العمليّة، وذلك في ظل تعرّضهم لهجمة شرسة غير مسبوقة على حقوقهم ومكانتهم القانونيّة وعلى هويّتهم القوميّة تحت غطاء حملة تشريعيّة وغيرها تهدف إلى تكريس إسرائيل كدولة يهوديّة بواسطة سيل من القوانين التي ترسّخ أكثر فأكثر حقوق اليهود، وتحلّها محلّ الحقوق المدنيّة التي هي هشّة أصلاً".
وكانت هذه الفكرة قد طُرحت في السابق من طرف مفكرين فلسطينيين وتبنتها قوى سياسية في الداخل، كما أن جمعيّة الثقافة العربيّة عرضت هذه الفكرة منذ تأسيسها في أواسط تسعينيّات القرن الماضي، وظلّت تحاول أن تدفع بها قدماً، وبقيت الراحلة تعتقد أنّ الظروف والأوضاع الحاليّة باتت مؤاتية لبذل مزيد من الجهود الرّامية إلى وضعها موضع التّنفيذ.. ولا شك في أنه إرث كبير وجدير بالحياة والبقاء".
في السياق، قالت رلى خوري مديرة جميعة الثقافة العربية: "إن مشاريع الجمعية مميزة جدا وتحمل رسالة مجتمعية كبيرة مثل ما تحمل مسؤولية تجاه المجتمع وتجاه القطاع الثقافي ككل. المسار الذي مرت به الجمعية صعب، والطريق الذي بدأته الدكتورة روضة بشارة عطا الله كان مليئا بتحديات وعثرات. ومع ذلك، نجحت الجمعية بإرادة وعزيمة إدارتها وطاقمها بتخطيها والاستمرار بطريق نجاح مشاريع لها أثر على الشباب".
وتابعت "في مناسبة كهذه أود أن أذكر الإنسانة التي علمتنا النضال من أجل الحفاظ على الهوية وعلى اللغة العربية، التي تعبت من أجل مشروع المنح، الذي يخدم شعبنا وشبابنا ويعمل على ربطهم بهويتهم وهموم شعبهم وبالعمل على تطوير قدراتهم الشخصية. إنها الدكتورة روضة بشارة عطا الله، التي أطلقنا على البرنامج اسمها تأكيدا على دورها وعلى رسالتها".
من جهته قال مصطفى ريناوي مركّز مشروع المنح في جمعية الثقافة العربية: "نحن اليوم في حفل توزيع منحة روضة عطا الله للسنة الثالثة عشرة على التوالي، البرنامج من دعم مؤسسة الجليل، وطيلة 13 عاماً شملت المنحة ألف طالب، هذه السنة يوجد 250 طالباً يتلقون منحاً لمدة ثلاث سنوات، إلى جانب منحة إضافية لأربعة طلاب من عائلة أبو علي من لندن، وهي عائلة هُجّرت من حيفا".
وتابع "البرنامج ليس منحة مالية للطلاب فحسب، وإنما يتضمن نشاطات وحوارات ومحاضرات وأنشطة تثقيفية وتطوعية، والهدف هو المساهمة في بناء شباب متعلم واعٍ مثقف".
أما الطالب الجامعي جمال مصطفى فقد عبّر عن استحسانه برنامج المنح الدراسية، وأهمية مناقشة إشكالات الهوية السياسية والثقافية، وكذا تحسيس الطلاب أن الجامعة ليست مصنعاً لاستصدار الشهادات فقط، بل هي حقل لإنتاج المعرفة ومراكمة الخبرات في التعامل مع مشاكل الحياة. وأكثر من ذلك يتعلم الطالب أن ينشط ويتفاعل مع هموم شعبه وقضيته من خلال توظيف المعرفة العلمية في سبيل تطوير المجتمع".