تستمر قوات النظام السوري باستهداف مدن وبلدات ريف إدلب متسببة بنزوح مئات العوائل بحثا عن الأمان، وتشهد مدينتا سراقب وخان شيخون تصعيدا للقصف حتى بلغ عدد الفارين من خان شيخون وحدها نحو 80 ألف شخص.
وقال سليم أبو محمد، من خان شيخون لـ"العربي الجديد": "القصف المتواصل لم يعد محتملا، ومنازلنا دمرت والمدارس معطلة والحركة في المدينة أصيبت بشلل. نريد من الدول الضامنة أن تتحرك وتجد حلا بأسرع وقت".
وحسب مصادر إعلامية من مدينة خان شيخون، فإن أكثر من 80 ألفا من أهلها نزحو نحو مناطق أخرى، بينها منطقة عفرين بريف حلب، إضافة لمناطق في ريف إدلب، بينما اتجه بعض الأهالي إلى الأحياء الغربية التي يقل القصف فيها عن غيرها من الأحياء.
ووصف يوسف محمود لـ"العربي الجديد"، ما تمر به المدينة قائلا: "القصف الذي تشهده خان شيخون أعادنا إلى مشهد بداية الهجوم الروسي، حين كان القصف متواصلا على المدينة، وفي هذه الأوقات يتكرر الشيء ذاته، ومن بقي في المدينة مضطر للبقاء في الملاجئ أو أماكن تعتبر آمنة نسبيا، والخروج لا يكون إلا لحاجة ملحة خلال فترات توقف القصف".
وتابع محمود: "الشوارع خالية والمحال التجارية مغلقة، والمدينة تتحول لمدينة أشباح خلال ساعات القصف، ولا يتحرك سوى فرق الدفاع المدني لإنقاذ من يتعرض للإصابة، ويبدو أنّ لا حل لإيقاف هذا القصف في القريب العاجل".
وقال مصدر في المكتب الإعلامي للمجلس المحلي لمدينة سراقب، لـ"العربي الجديد"، إن "النظام وحلفاءه صعّدوا القصف على المدينة خلال الأيام العشرة الأخيرة براجمات الصواريخ والمدافع إضافة للطائرات الحربية، مما تسبب بوقوع ضحايا ومئات الإصابات بين المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، وأدى إلى دمار كبير في البنية التحتية والمرافق العامة، مع خراب هائل لحق بمنازل المدنيين وخلق حالة من الهلع بين السكان".
وأضاف المصدر: "نسبة النزوح من المدينة تقارب 60 في المائة، والغالبية ينزحون باتجاه الأراضي الزراعية المجاورة، كما تسبب القصف بارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية".
وفي تقريره الأسبوعي الصادر يوم الجمعة الماضي، أكد فريق منسقي استجابة سورية أن عدد العوائل النازحة من المناطق التي تستهدفها قوات النظام في مناطق ريفي إدلب الجنوبي والغربي وريف حماة الشمالي تجاوز 14226 عائلة، وبلغ عددهم قرابة 90 ألف نازح، موزعين على أكثر من 146 بلدة ومخيما، وتجاوز عدد الضحايا في صفوف المدنيين منذ بدء الحملة 101 شخص.