أصيب العشريني مازن محيي الدين بشلل في قدميه قبل سنوات بسبب شظية قذيفة، ونزح قبل نحو 3 أشهر مع والديه المسنين إلى ريف إدلب الشمالي، بعد أن دمر القصف بلدتهم في ريف حماه الشمالي، وهم يعيشون حاليا تحت أشجار الزيتون دون مأوى.
يفتقد محيي الدين شقيقيه اللذين غادرا سورية، في حين تقيم شقيقته الوحيدة في دمشق، ويقول لـ"العربي الجديد": "الحياة هنا صعبة بالنسبة لي. غالبا لا أستطيع تأمين الأدوية التي أحتاجها، ولا الذهاب إلى الطبيب، فأقرب طبيب يبعد عنا عدة كيلومترات، ووضعنا المادي لا يسمح باستئجار سيارة، فنحن نعيش على ما يصلنا من أخي من مال".
ويشكو أبو ماجد الإدلبي، النازح مع عائلته من ريف إدلب الجنوبي لـ"العربي الجديد"، معاناته اليومية مع طفلته البالغة من العمر نحو 10 سنوات، فهي مصابة بضمور حاد بعضلات الأطراف، وقال: "تمضي طفلتي يومها نائمة على الأرض، فقد أصبح يصعب علي نقلها من مكان إلى آخر. المشكلة أن حالتها تزداد سوءا جراء عدم القدرة على توفير أدويتها".
بدوره، قال رئيس دائرة الرعاية الصحية في مديرية صحة إدلب، يحيى نعمة، لـ"العربي الجديد": "كانت الدائرة تعاني قبل الهجمة الأخيرة من توقف الدعم عن ثلاثة مراكز للعلاج الفيزيائي تقدم خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة وجرحى الحرب في خان شيخون وأريحا ومركز كله، وحاليا تعمل المراكز بشكل تطوعي دون دعم ما تطلب تخفيض استخدام المستهلكات في ظل عدم وجود دعم للأدوية المطلوبة".
وأضاف "بعد الهجمة الأخيرة التي قام بها النظام وحليفه الروسي، زادت الاحتياجات بشكل كبير بسبب زيادة عدد الحالات التي تحتاج إلى الرعاية، وهذا زاد الضغط على المراكز الموجودة في الريف الشمالي التي تدعمها مديرية الصحة، وعدد المصابين خلال الأشهر الأربعة الأخيرة يقدر بنحو خمسة آلاف مصاب".
ولفت إلى "عدم وجود أي نوع من أنواع الاستجابة من قبل المنظمات الإنسانية، وخاصة في تأمين الدواء، أو دعم المراكز التي توقف دعمها، كما زادت الحاجة إلى الكراسي المتحركة وغيرها من الأدوات، وربما الحل المطلوب اليوم لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة يكون عبر تفعيل خدمات العلاج الفيزيائي المتنقلة بسيارات لتقديم الخدمات للنازحين في أماكن إقامتهم المؤقتة".
وأفاد فريق "منسقو الاستجابة في سورية" مؤخرا، بأن "نحو 7500 حالة ما بين مصابي حرب وذوي حاجات خاصة، نزحوا من مناطق العمليات العسكرية باتجاه شمال إدلب، وهم بحاجة إلى رعاية صحية".