مع مواصلة النظام السوري إنكار تسجيل أية إصابات بفيروس كورونا في البلاد، أثارت صور مسربة لمركز الحجر الصحي في جنوبي العاصمة استياءً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لتردي حالته وعدم استيفائه لأدنى الشروط الصحية، فيما طالب الائتلاف السوري المعارض بالضغط على النظام لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين من سجونه التي تكتظ بعشرات الآلاف منهم.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمركز حجز صحي في منطقة الدوير بريف دمشق الجنوبي، الذي نُقل إليه أشخاص وصلوا إلى سورية عبر مطار دمشق الدولي مساء الثلاثاء الماضي، تظهر غرفة تحتوي على أسرة حديدية، ومرافق صحية متسخة، وأكياس موضوعة في الأرض.
وفيما أعلن وزير الصحة لدى النظام نزار يازجي عزل 134 شخصاً لمدة 14 يوما في المركز كانوا قد أتوا من دول سجلت إصابات بفيروس كورونا، أوضح مدير صحة ريف دمشق، ياسين نعنوس في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن الغرفة التي نشرت صورها ستُغلق، وسيتم افتتاح غرف خارج بناء المركز، ليوضع فيها كل شخصين على حدة.
وبرر الاكتظاظ والحالة المتردية في الغرفة بقوله، إن المسافرين أتوا إلى المركز بشكل مفاجئ، مع وجود نقص في الخدمات التي استُكملت لاحقًا، مشيرا إلى أنه تم التواصل مع ورشات للعمل على إصلاح المرافق الصحية بالمركز.
وأشار نعنوس إلى أن معظم الأشخاص كانوا غير راغبين بالدخول إلى المركز نتيجة عدم رغبتهم بالحجر، قائلاً إن ذلك الإجراء ضروري.
وفي الوقت الذي تنفي فيه وزارة الصحة في حكومة النظام تسجيل أي إصابات بفيروس كورونا في سورية، طلبت من الصين إرسال فريق طبي متخصص، لمواجهة الفيروس. كما قررت السلطات وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إغلاق المتنزهات الشعبية والحدائق العامة ودور السينما والمسارح والنوادي وصالات ألعاب الأطفال ومقاهي الإنترنت والملاهي الليلية وصالات المناسبات للأفراح والعزاء. كما علّقت الدوام المدرسي والجامعي ودوام المعاهد التقنية العامة والخاصة، إضافة إلى تخفيض عدد العاملين في مؤسسات القطاع العام الإدراي إلى حدود 40 في المائة.
من جهته، قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة في بيان إن نظام الأسد يستمر في إنكار تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا في سورية حتى الآن، لافتاً إلى أن مخاطر انتشار الفيروس لا تقتصر على المدنيين في مناطق النظام، بل يمثل عشرات آلاف المعتقلين في سجون ومعتقلات النظام الشريحة الأضعف.
ولفت إلى أن الإنكار يأتي في ظل الحدود المفتوحة أمام عناصر المليشيات الطائفية القادمة من إيران إلى سورية، إذ يصعب أن يتصور خلوها من أي إصابات، خاصة في ظل انهيار النظام الصحي في البلاد، إضافة إلى معلومات وتقارير متقاطعة عدة تشير إلى انتشار أعراض المرض بين عناصر النظام والمليشيات الإيرانية.
وأكد البيان أن النظام يعتمد سياسة حرمان المعتقلين من الغذاء والرعاية الطبية والمرافق الضرورية، ويحشرهم في زنازين ضيقة ويستمر في انتهاك حقوقهم بشتى الوسائل.
وأوضح أنه إضافة إلى التعذيب والإعدامات خارج إطار القانون، تتسبب الظروف الرهيبة في المعتقلات بوفاة العشرات بشكل يومي، وفي حال تسرب الفيروس إلى تلك المعتقلات والزنازين المكتظة فسنكون أمام كارثة رهيبة ربما يستخدمها النظام بشكل متعمد للتخلص من المعتقلين بوسيلة أو بأخرى، ما يضع مسؤولية مباشرة وفورية على عاتق المنظمات الدولية ذات الصلة.
وشدد البيان على أن المجتمع الدولي مطالب بفرض ضغوط استثنائية وفورية على النظام في هذه المرحلة بما يضمن دخول فرق من الصليب الأحمر الدولي إلى سجون النظام ومعتقلاته لتفقد أوضاع المعتقلين والتحقق من ظروف الاعتقال، كما طالب الأمم المتحدة بالضغط لإنقاذ أرواح عشرات الآلاف من المعتقلين، والتمهيد لإطلاق سراحهم بأسرع وقت.
كما أكد أن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ومناطق النزوح والمخيمات تحتاج إلى مساعدات دولية عاجلة، من خلال توفير المستلزمات ومعدات الحماية والوقاية الشخصية للكوادر الطبية.