في عيد ميلادها التاسع قالت لوالدتها "أريد محمولاً هدية عيد ميلادي"، جاءت الإجابة فورية وتلقائية "أي نوع.. هل فكرت في نوع معين"، هذا الموقف يبدو طبيعياً، ولكن هناك أمر يستحق التوقف عنده، وهو سرعة استجابة الأم لطلب الابنة دون تفكير في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا، كيفية الاستفادة منها وكيفية تقليل مخاطرها ومخاطر التواصل المفتوح مع العالم الخارجي، ويكمن السؤال هنا "ألم يكن من الأسلم أن تفتح الأم حواراً ونقاشاً حول كيفية الاستفادة من هذا الوافد الجديد على حياتنا بدون أن يضر بنا."
الهاتف المحمول هنا ليس سوى مثال لباقي الأجهزة والتقنيات والتطبيقات الحديثة التي لا نجد أي غضاضة في أن تقتحم حياتنا وحياة أبنائنا بدون أن نشغل أنفسنا بكيف سوف نستفيد منها، فلا توجيه للاستخدام الآمن، الإيجابي والبناء لا قبل الشراء ولا بعدها.
للأسف لو قارنا الشباب في العالم العربي ونسبة استفادتهم بصورة إيجابية من التكنولوجيا بأقرانهم في الدول الأخرى نجد صورة قاتمة، وتؤكد الإحصاءات والأرقام هذا الوضع، فقد تعاونت شركة "بوز اند الين" مع "غوغل" في إصدار تقرير "نظرة على جيل الرقمية العربي" في أواخر 2012 والذي شمل عينة من الشباب من سن الخامسة عشرة إلى الخامسة والثلاثين من 9 دول عربية وهي: الإمارات ومصر والبحرين والكويت والجزائر وقطر والأردن ولبنان والسعوديّة.
اقــرأ أيضاً
وجاء في التقرير أن:
* 61 % من الشباب أكّدوا أنهم يقضون أكثر من ساعتين يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي (مثل تويتر وفيسبوك) في نسبة تشير إلى تزايد هيّمنة مواقع التواصل الاجتماعي واقتراب تفوّقها على المواقع الأخرى، وزيادة على ذلك 51% من الشباب اعترف أنه لا يجد غضاضة في مشاركة الآخرين بخبراتهم الحياتية الجيدة والسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي.
* وفي مقابل ذلك أشار حوالي 16 % فقط – وهي نسبة متدنيّة جدًا – أنهم يتمتعون بنفاذ إلى شبكة الإنترنت في مدارسهم أو جامعاتهم!
* يرى 37 % من الشباب أن التكنولوجيا قد أثّرت بالسلب على الترابط الأسري.
* حوالي 40 % من الشباب العربي يشاهد الأفلام القصيرة على الإنترنت كوسيلة ترفيهية بالدرجة الأولى.
* لا يزال الشباب العربي يرى أن الوسائل التعليميّة الإلكترونية لا ترقى لتطلّعاتهم خاصًة في ظل إمكانيّة رفع تفاعليّة التعليم.
اقــرأ أيضاً
خطوات عملية
وفيما يلي عدد من الخطوات العملية عن كيفية توجيه أبنائنا نحو الاستفادة البناءة من التكنولوجيا الحديثة:
• قم بإدارة حوار حول كيفية الاستفادة من التكنولوجيا قبل القيام بعملية الشراء.
• بادر بتزويد نفسك بالمعلومات حول أحدث التطبيقات المفيدة للأبناء مثل أحدث التطبيقات لتنمية المهارات والمواهب التي يتمتعون بها.
• افتح باب الحوار حول تنوع الوسائل والسبل لتنمية المهارات ولا تحصر نفسك في وسيلة واحدة.
• لا تنسَ أن توجه الأبناء أن لكل أنواع التكنولوجيا مخاطرها والتي يمكن أن نأمن أنفسنا منها إذا تسلحنا بالمعرفة والفهم.
• كن واعياً بمشكلات الخصوصية المرتبطة بصورة خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي.
• شارك الأبناء تصفحهم ولا تكن ديكتاتوراً في فرض رأيك حتى لا تخسر ثقتهم بك وإمكانية رجوعهم إليك في حال حدوث مشكلة.
• أشر بصورة غير مباشرة لمبادرات وأفكار بناءة قام بها الآخرون من خلال استخدام التكنولوجيا.
• أبدأ دوماً حواراتك وكلامك برغباتهم هم وتطلعاتهم هم، ثم قم بتوجيههم لكيفية الاستفادة من التكنولوجيا في الوصول لأهدافهم.
• ركز على فكرة أن التكنولوجيا "وسيلة " وليست غاية وليست بالضرورة الوسيلة المثلى لتحقيق كل الأهداف.
الهاتف المحمول هنا ليس سوى مثال لباقي الأجهزة والتقنيات والتطبيقات الحديثة التي لا نجد أي غضاضة في أن تقتحم حياتنا وحياة أبنائنا بدون أن نشغل أنفسنا بكيف سوف نستفيد منها، فلا توجيه للاستخدام الآمن، الإيجابي والبناء لا قبل الشراء ولا بعدها.
للأسف لو قارنا الشباب في العالم العربي ونسبة استفادتهم بصورة إيجابية من التكنولوجيا بأقرانهم في الدول الأخرى نجد صورة قاتمة، وتؤكد الإحصاءات والأرقام هذا الوضع، فقد تعاونت شركة "بوز اند الين" مع "غوغل" في إصدار تقرير "نظرة على جيل الرقمية العربي" في أواخر 2012 والذي شمل عينة من الشباب من سن الخامسة عشرة إلى الخامسة والثلاثين من 9 دول عربية وهي: الإمارات ومصر والبحرين والكويت والجزائر وقطر والأردن ولبنان والسعوديّة.
وجاء في التقرير أن:
* 61 % من الشباب أكّدوا أنهم يقضون أكثر من ساعتين يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي (مثل تويتر وفيسبوك) في نسبة تشير إلى تزايد هيّمنة مواقع التواصل الاجتماعي واقتراب تفوّقها على المواقع الأخرى، وزيادة على ذلك 51% من الشباب اعترف أنه لا يجد غضاضة في مشاركة الآخرين بخبراتهم الحياتية الجيدة والسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي.
* وفي مقابل ذلك أشار حوالي 16 % فقط – وهي نسبة متدنيّة جدًا – أنهم يتمتعون بنفاذ إلى شبكة الإنترنت في مدارسهم أو جامعاتهم!
* يرى 37 % من الشباب أن التكنولوجيا قد أثّرت بالسلب على الترابط الأسري.
* حوالي 40 % من الشباب العربي يشاهد الأفلام القصيرة على الإنترنت كوسيلة ترفيهية بالدرجة الأولى.
* لا يزال الشباب العربي يرى أن الوسائل التعليميّة الإلكترونية لا ترقى لتطلّعاتهم خاصًة في ظل إمكانيّة رفع تفاعليّة التعليم.
خطوات عملية
وفيما يلي عدد من الخطوات العملية عن كيفية توجيه أبنائنا نحو الاستفادة البناءة من التكنولوجيا الحديثة:
• قم بإدارة حوار حول كيفية الاستفادة من التكنولوجيا قبل القيام بعملية الشراء.
• بادر بتزويد نفسك بالمعلومات حول أحدث التطبيقات المفيدة للأبناء مثل أحدث التطبيقات لتنمية المهارات والمواهب التي يتمتعون بها.
• افتح باب الحوار حول تنوع الوسائل والسبل لتنمية المهارات ولا تحصر نفسك في وسيلة واحدة.
• لا تنسَ أن توجه الأبناء أن لكل أنواع التكنولوجيا مخاطرها والتي يمكن أن نأمن أنفسنا منها إذا تسلحنا بالمعرفة والفهم.
• كن واعياً بمشكلات الخصوصية المرتبطة بصورة خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي.
• شارك الأبناء تصفحهم ولا تكن ديكتاتوراً في فرض رأيك حتى لا تخسر ثقتهم بك وإمكانية رجوعهم إليك في حال حدوث مشكلة.
• أشر بصورة غير مباشرة لمبادرات وأفكار بناءة قام بها الآخرون من خلال استخدام التكنولوجيا.
• أبدأ دوماً حواراتك وكلامك برغباتهم هم وتطلعاتهم هم، ثم قم بتوجيههم لكيفية الاستفادة من التكنولوجيا في الوصول لأهدافهم.
• ركز على فكرة أن التكنولوجيا "وسيلة " وليست غاية وليست بالضرورة الوسيلة المثلى لتحقيق كل الأهداف.