بعض المواسم تكون أفضل من أخرى. وهذا ما تشعر به الجالية العربية في فرنسا، ومعها الفرنسيون من أصول عربية وإسلامية، هذه السنة. وتلعب مناسبات دينية أو ثقافية أو رياضية دورا كبيرا في بث الأمل والتفتح والتفاؤل نحو المستقبل على المواطنين، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، قياسا بمراحل كانت فيها فرنسا والغرب، يعيشان في ترف ورفاهية كبيرين (سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي).
فبعد النشاط الديني والروحي والاجتماعي، الذي دشّنه شهر رمضان الذي عرف، كما السابق، روحاً كبيرة من التضامن بين المسلمين وغيرهم، والانفتاح والعيش المشترك بين الجميع، مستوحى من فلسفة الشهر وروحيته. وقد مرّ الشهر الكريم في ظروف جيدة للغاية، كما تعترف السلطات الفرنسية بذلك، محقّقا أرباحا اقتصادية كبيرة للبلد.
جاء العامل الرياضي العالمي الأبرز، كرة القدم، أيضا، ليضفي التسامح والروح الرياضية على الجميع. وكم هو رائع أن ترى في المقاهي والمطاعم عربا، من المغرب والمشرق العربيَيْن، يهتفون ويؤيدون هذا الفريق العربي أو ذاك. أي شيء أحلى وأجمل من رؤية تونسي وجزائري وليبي وسوري ومصري يشجعون فريق المغرب، أو آخرين يشجعون فريق تونس أو مصر. عرس رياضي، يخلق أجواء من الألفة والمودة بين هؤلاء الغرباء، الذين وحّدتهم الغربة وكرة القدم. أجواء لم تكُن لتُرى بمثل هذه الوضوح وهذا الصدق. وقد كان القدر رحيما بالعرب، حيث تأهلت أربع فرق عربية، إلى مونديال موسكو.
ولأنّ هؤلاء الغرباء يشجعون أي فريق عربي حين يفوز، فهم، بالضرورة، يواسون أي فريق عربي حين يخفق. ولأنّ الإخفاق كان قدَرَ الكرة العربية، في هذا المونديال، فالمواساة كبيرة بين أبناء الجالية.
ويقول أحمد، جزائري، “شجعتُ بقوة، فريقي تونس والمغرب، وانتظرت معجزات من محمد صلاح.. الله غالب.. ”. ولأن المواطنين أصبحوا، جميعا، بقدرة قادر، محللين رياضيين، فهم يقرأون النتائج السلبية بكثير من العمق. عبد الفتاح، مغربي، يتساءل: "صحيح أن الفريق المغربي أبلى بلاء حسنا ضد البرتغال، ولكن النتيجة موجودة، وهي الإقصاء”. ثم يضيف: "كيف يحدث أن يتقدم المغرب بخمس ترشيحات لاحتضان كأس العالم، وليس لديه مدرّب وطني، ثم يفشل في الوصول إلى ربع النهاية؟".
نفس المرارة، نجدها لدى عكاشة، وهو مصري: “أداؤنا أمام الأورغواي لم يكن موفَّقا، ومحمد صلاح، وحده، لا يكفي.. أنا حزينٌ”.
عبد الله، سعودي، يعترف أنه شجع كل المنتخبات العربية، ويعتبر خساراتها خسارة للكرة العربية كلها: “الرياضة محبة.. وكنت أتمنى لو أن بلدا عربيا يمثلنا في ربع النهاية، فما فوق”، ويضيف في حزن: “مساهمة السعودية مخيبة، وهي ربما أسوأ مما فعلناه في مونديال سابق، بسبب الإمكانات الهائلة المسخرة”..
عبد الرحيم، تونسي، لا يخفي أمله في فوز فريق بلده، ولكنه ينتقد “غياب أي روح هجومية لدى الفريق“، وهو ما ينبئ في نظره بـ”إقصاء آخِر منتخب عربي من المونديال، بعد تأكد رحيل المنتخبات الثلاثة الأولى”.
يكاد يكون كل من التقينا به واثقا من عودة كل المنتخبات العربية، إلى قواعدها، غير سالمة. لكن الموسم الكروي مستمر إلى 15 يوليو/تموز. فما الذي سيفعله هؤلاء الذين خيبت المنتخبات العربية، جميعها، أملهم؟
سمير، فرنسي من أصول مغربية، يقول لنا: "كنت أشجع المنتخبات العربية، ومنتخب بلادي، فرنسا. وإذن سأبقى وفيّا لفرنسا”. وهو نفس موقف سعاد، تونسية: “أنا فرنسية، وفخورة بإنجازات فرنسا، وإن شاء الله تفوز بالكأس، للمرة الثانية”..
أما عصام، وهو جزائري، فيرفض دعم المنتخب الفرنسي، وخاصة المدرب: “لقد أقصى، لأسباب غير رياضية، اللاعب الكبير كريم بنزيما من المنتخب”، ويرى أن دعمه سيتجه، في هذه المرحلة إلى منتخب السنغال: “انتصار قوي على بولونيا.. ومهارات وتقنيات عالية، وروح هجومية شرسة، لا توجد لدى المنتخبات العربية".
صحيح أن أداء السنغال أثار إعجاب الكثيرين من الغرب والأفارقة. ولكن مامادو تراوري، وهو من دولة مالي المجاورة، يصحح: “السنغال أمّة كروية، وقد سحقت فرنسا سنة 2002 وبالتالي فإن ما تنجزه الآن طبيعيّ ومستحق".
فبعد النشاط الديني والروحي والاجتماعي، الذي دشّنه شهر رمضان الذي عرف، كما السابق، روحاً كبيرة من التضامن بين المسلمين وغيرهم، والانفتاح والعيش المشترك بين الجميع، مستوحى من فلسفة الشهر وروحيته. وقد مرّ الشهر الكريم في ظروف جيدة للغاية، كما تعترف السلطات الفرنسية بذلك، محقّقا أرباحا اقتصادية كبيرة للبلد.
جاء العامل الرياضي العالمي الأبرز، كرة القدم، أيضا، ليضفي التسامح والروح الرياضية على الجميع. وكم هو رائع أن ترى في المقاهي والمطاعم عربا، من المغرب والمشرق العربيَيْن، يهتفون ويؤيدون هذا الفريق العربي أو ذاك. أي شيء أحلى وأجمل من رؤية تونسي وجزائري وليبي وسوري ومصري يشجعون فريق المغرب، أو آخرين يشجعون فريق تونس أو مصر. عرس رياضي، يخلق أجواء من الألفة والمودة بين هؤلاء الغرباء، الذين وحّدتهم الغربة وكرة القدم. أجواء لم تكُن لتُرى بمثل هذه الوضوح وهذا الصدق. وقد كان القدر رحيما بالعرب، حيث تأهلت أربع فرق عربية، إلى مونديال موسكو.
ولأنّ هؤلاء الغرباء يشجعون أي فريق عربي حين يفوز، فهم، بالضرورة، يواسون أي فريق عربي حين يخفق. ولأنّ الإخفاق كان قدَرَ الكرة العربية، في هذا المونديال، فالمواساة كبيرة بين أبناء الجالية.
ويقول أحمد، جزائري، “شجعتُ بقوة، فريقي تونس والمغرب، وانتظرت معجزات من محمد صلاح.. الله غالب.. ”. ولأن المواطنين أصبحوا، جميعا، بقدرة قادر، محللين رياضيين، فهم يقرأون النتائج السلبية بكثير من العمق. عبد الفتاح، مغربي، يتساءل: "صحيح أن الفريق المغربي أبلى بلاء حسنا ضد البرتغال، ولكن النتيجة موجودة، وهي الإقصاء”. ثم يضيف: "كيف يحدث أن يتقدم المغرب بخمس ترشيحات لاحتضان كأس العالم، وليس لديه مدرّب وطني، ثم يفشل في الوصول إلى ربع النهاية؟".
نفس المرارة، نجدها لدى عكاشة، وهو مصري: “أداؤنا أمام الأورغواي لم يكن موفَّقا، ومحمد صلاح، وحده، لا يكفي.. أنا حزينٌ”.
عبد الله، سعودي، يعترف أنه شجع كل المنتخبات العربية، ويعتبر خساراتها خسارة للكرة العربية كلها: “الرياضة محبة.. وكنت أتمنى لو أن بلدا عربيا يمثلنا في ربع النهاية، فما فوق”، ويضيف في حزن: “مساهمة السعودية مخيبة، وهي ربما أسوأ مما فعلناه في مونديال سابق، بسبب الإمكانات الهائلة المسخرة”..
عبد الرحيم، تونسي، لا يخفي أمله في فوز فريق بلده، ولكنه ينتقد “غياب أي روح هجومية لدى الفريق“، وهو ما ينبئ في نظره بـ”إقصاء آخِر منتخب عربي من المونديال، بعد تأكد رحيل المنتخبات الثلاثة الأولى”.
يكاد يكون كل من التقينا به واثقا من عودة كل المنتخبات العربية، إلى قواعدها، غير سالمة. لكن الموسم الكروي مستمر إلى 15 يوليو/تموز. فما الذي سيفعله هؤلاء الذين خيبت المنتخبات العربية، جميعها، أملهم؟
سمير، فرنسي من أصول مغربية، يقول لنا: "كنت أشجع المنتخبات العربية، ومنتخب بلادي، فرنسا. وإذن سأبقى وفيّا لفرنسا”. وهو نفس موقف سعاد، تونسية: “أنا فرنسية، وفخورة بإنجازات فرنسا، وإن شاء الله تفوز بالكأس، للمرة الثانية”..
أما عصام، وهو جزائري، فيرفض دعم المنتخب الفرنسي، وخاصة المدرب: “لقد أقصى، لأسباب غير رياضية، اللاعب الكبير كريم بنزيما من المنتخب”، ويرى أن دعمه سيتجه، في هذه المرحلة إلى منتخب السنغال: “انتصار قوي على بولونيا.. ومهارات وتقنيات عالية، وروح هجومية شرسة، لا توجد لدى المنتخبات العربية".
صحيح أن أداء السنغال أثار إعجاب الكثيرين من الغرب والأفارقة. ولكن مامادو تراوري، وهو من دولة مالي المجاورة، يصحح: “السنغال أمّة كروية، وقد سحقت فرنسا سنة 2002 وبالتالي فإن ما تنجزه الآن طبيعيّ ومستحق".