أراب أيدول، وذا فويس، وماستر شيف وغيرها في التلفزيونات العربية نسخ من شبيهاتها الغربية، تتبع نفس طريق الأداء والتصوير والعرض على الشاشة، بناء على العقود الموقعة مع أصحاب البرامج الأصلية. وهذه البرامج الأصلية بدورها لها أكثر من نسخة في كل بلد. معظم البلدان الأوروبية لديها برنامج ماستر شيف الخاص بها، بالإضافة لترجمتها وعرضها البرنامج الأصلي. تماما كما نفعل هنا، في قنواتنا الفضائية العربية. وتوجد نسخ محلية من (الأخ الكبير) أيضا، الذي ربما يكون أشهر برامج تلفزيون الواقع، وإن لم يكن أولها على الإطلاق.
البداية أميركية
أول برامج تلفزيون الواقع كان برنامج "كانديد كاميرا" أو الكاميرا الخفية الأميركي عام 1948. وفي الخمسينيات انتشرت برامج المسابقات وأهمها برنامج (ميس أميركا)، وهو المسابقة التقليدية لاختيار ملكة جمال، بعد أن تم نقلها للتلفزيون. اليوم، لا تصنف هذه البرامج والمسابقات ضمن ما يعرف بتلفزيون الواقع. اليوم، يعني تلفزيون الواقع تلك البرامج التي ترصد على مدار الساعة (مثل الأخ الكبير وذا فويس) أو خلال وقت محدد (مثل ماستر شيف) معايشة الأفراد العاديين ومنافستهم للفوز بالجائزة الكبرى، التي يؤدي إليها تصويت المشاهدين عبر التليفون واختيار المحكمين.
الانطلاقة الكبرى لبرامج تلفزيون الواقع حدثت أيضا في الولايات المتحدة، في السبعينيات، من خلال برنامج (عائلة أميركية)، حيث كانت الكاميرات ترصد لحظة بلحظة حياة إحدى العائلات لمدة أسبوع. وفجأة أصبح المشاركون في هذه البرامج نجوما يظهرون على أغلفة المجلات وتعقد معهم الحوارات في البرامج التلفزيونية والإذاعية. التغير الأكبر منذ تلك اللحظة أن النجومية والشهرة لم تعد مقتصرة على أصحاب المواهب في التمثيل أو الغناء.
أصبح ممكنا أن يشتهر شخص عادي، ربة منزل أو موظف أو طالب أو عاطل. كل ميزاتهم هي القدرة على التحمل، القدرة على هزيمة منافسيهم نفسيا وفي ذات الوقت الحصول على تعاطف المشاهدين من أجل أصواتهم. بعد ذلك انتقلت هذه البرامج إلى كندا وبريطانيا عن طريق نسخها وعمل برامج شبيهة لها محليا.
لكن هذه الانطلاقة الأولى لم يكتب لها النجاح خارج العالم المتحدث بالإنجليزية. كان يجب أن تصل الانطلاقة الثانية التي خرجت من الولايات المتحدة أيضا. وجاءت هذه الانطلاقة عبر برنامج Cops عام 1989، الذي كان يرافق رجال الشرطة أثناء عملياتهم للقبض على وكر للمخدرات أو شقق المتعة. وتم نقل هذه التجربة بشكل واسع إلى بلدان أخرى، وأيضا تم التوسع في عدد المهن، حيث قامت تلفزيونات أخرى بمرافقة الأطباء في زيارتهم للمرضى أو انتقالهم لموقع حادث.
وللمرة الأولى لم يعد للولايات المتحدة السبق في الانطلاقة الثالثة. تعلمت القارة العجوز من العالم الجديد قواعد اللعبة وتفوقت عليه. وكان للتلفزيون الهولندي حظ السبق هذه المرة. فقد أنتج برنامج (رقم 28) الذي اشتهر في كل أنحاء أوروبا وتم نسخه باسم (الأخ الأكبر). هذا البرنامج الذي بدأ عام 1991 كان بداية ما يعرف ببرامج (المعايشة في عزلة)، حيث يذهب المتسابقون للحياة في مكان مجهز ومعد مسبقا لنقل البث خلال أربعة وعشرين ساعة، لينقل أدق التفاصيل من الصراعات والخلافات حتى لحظات الاستحمام أو الحب. وخلال هذا البرنامج يقوم المشاهدون بالتصويت أسبوعيا على خروج أحد المتسابقين من البيت. وفي النهاية عندما لا يتبقى سوى اثنين أو ثلاثة يقوم المشاهدون بالتصويت على الفائز منهم.
مع مرور الوقت تم إدخال مهام وتكاليف داخل البرامج لكي لا يشعر المتسابقون بالفراغ. وأيضا لكي تنكشف أمام المشاهدين ردود أفعالهم وقدرتهم على العمل الجماعي والتحمل.
والأهم من هذا تأجيج الصراعات الشخصية وهو ما يجعل المشاهدين يتفاعلون معهم، ويأخذون صف أحد الأشخاص. على سبيل المثال، يكون على المتسابقين أن يقوموا بحفر هوة بعمق معين خلال وقت محدد، أو بناء جدار، أو تربية ماشية وطيور... إلخ.
ولأن هذا البرنامج لا يصلح لمشاهدة جميع أفراد العائلة لاحتوائه على سباب أو مشاهد حميمية أو علاقات جنسية، توصل أباطرة التلفزيون إلى صيغ أخرى من برامج تلفزيون الواقع. لم تحل هذه البرامج الجديدة محل برنامج الأخ الأكبر. وإنما أصبحت تقدم بالتوازي معه. هناك برامج المسابقات الغنائية مثل (ذا فويس) أو الطهي (ماستر شف).
وإلى جانب النسخ من البرامج الأصلية، أصبحت هناك برامج محلية بأفكار شبيهة. وتعرض هذه البرامج في أوقات متزامنة في كل الدول تقريبا.
ويمكن عبر إلانترنت أو من خلال القنوات الفضائية متابعة النسخ المتعددة في كل دولة بلغات مختلفة. كأن البشرية، بكل اختلافاتها الثقافية والاجتماعية اتفقت على الانجذاب نحو نفس البرامج، نحو نفس ردود الأفعال والصراعات الإنسانية.
وفي الخلفية، حلم معظم المشاهدين بالدخول إلى عالم المشاهير عبر ضربة الحظ إن تم اختيار الشخص ليشارك في أحد هذه البرامج. إنه الطموح للمال والشهرة والأضواء الذي أصبح بمتناول الجميع.
(مصر)
البداية أميركية
أول برامج تلفزيون الواقع كان برنامج "كانديد كاميرا" أو الكاميرا الخفية الأميركي عام 1948. وفي الخمسينيات انتشرت برامج المسابقات وأهمها برنامج (ميس أميركا)، وهو المسابقة التقليدية لاختيار ملكة جمال، بعد أن تم نقلها للتلفزيون. اليوم، لا تصنف هذه البرامج والمسابقات ضمن ما يعرف بتلفزيون الواقع. اليوم، يعني تلفزيون الواقع تلك البرامج التي ترصد على مدار الساعة (مثل الأخ الكبير وذا فويس) أو خلال وقت محدد (مثل ماستر شيف) معايشة الأفراد العاديين ومنافستهم للفوز بالجائزة الكبرى، التي يؤدي إليها تصويت المشاهدين عبر التليفون واختيار المحكمين.
الانطلاقة الكبرى لبرامج تلفزيون الواقع حدثت أيضا في الولايات المتحدة، في السبعينيات، من خلال برنامج (عائلة أميركية)، حيث كانت الكاميرات ترصد لحظة بلحظة حياة إحدى العائلات لمدة أسبوع. وفجأة أصبح المشاركون في هذه البرامج نجوما يظهرون على أغلفة المجلات وتعقد معهم الحوارات في البرامج التلفزيونية والإذاعية. التغير الأكبر منذ تلك اللحظة أن النجومية والشهرة لم تعد مقتصرة على أصحاب المواهب في التمثيل أو الغناء.
أصبح ممكنا أن يشتهر شخص عادي، ربة منزل أو موظف أو طالب أو عاطل. كل ميزاتهم هي القدرة على التحمل، القدرة على هزيمة منافسيهم نفسيا وفي ذات الوقت الحصول على تعاطف المشاهدين من أجل أصواتهم. بعد ذلك انتقلت هذه البرامج إلى كندا وبريطانيا عن طريق نسخها وعمل برامج شبيهة لها محليا.
لكن هذه الانطلاقة الأولى لم يكتب لها النجاح خارج العالم المتحدث بالإنجليزية. كان يجب أن تصل الانطلاقة الثانية التي خرجت من الولايات المتحدة أيضا. وجاءت هذه الانطلاقة عبر برنامج Cops عام 1989، الذي كان يرافق رجال الشرطة أثناء عملياتهم للقبض على وكر للمخدرات أو شقق المتعة. وتم نقل هذه التجربة بشكل واسع إلى بلدان أخرى، وأيضا تم التوسع في عدد المهن، حيث قامت تلفزيونات أخرى بمرافقة الأطباء في زيارتهم للمرضى أو انتقالهم لموقع حادث.
وللمرة الأولى لم يعد للولايات المتحدة السبق في الانطلاقة الثالثة. تعلمت القارة العجوز من العالم الجديد قواعد اللعبة وتفوقت عليه. وكان للتلفزيون الهولندي حظ السبق هذه المرة. فقد أنتج برنامج (رقم 28) الذي اشتهر في كل أنحاء أوروبا وتم نسخه باسم (الأخ الأكبر). هذا البرنامج الذي بدأ عام 1991 كان بداية ما يعرف ببرامج (المعايشة في عزلة)، حيث يذهب المتسابقون للحياة في مكان مجهز ومعد مسبقا لنقل البث خلال أربعة وعشرين ساعة، لينقل أدق التفاصيل من الصراعات والخلافات حتى لحظات الاستحمام أو الحب. وخلال هذا البرنامج يقوم المشاهدون بالتصويت أسبوعيا على خروج أحد المتسابقين من البيت. وفي النهاية عندما لا يتبقى سوى اثنين أو ثلاثة يقوم المشاهدون بالتصويت على الفائز منهم.
مع مرور الوقت تم إدخال مهام وتكاليف داخل البرامج لكي لا يشعر المتسابقون بالفراغ. وأيضا لكي تنكشف أمام المشاهدين ردود أفعالهم وقدرتهم على العمل الجماعي والتحمل.
والأهم من هذا تأجيج الصراعات الشخصية وهو ما يجعل المشاهدين يتفاعلون معهم، ويأخذون صف أحد الأشخاص. على سبيل المثال، يكون على المتسابقين أن يقوموا بحفر هوة بعمق معين خلال وقت محدد، أو بناء جدار، أو تربية ماشية وطيور... إلخ.
ولأن هذا البرنامج لا يصلح لمشاهدة جميع أفراد العائلة لاحتوائه على سباب أو مشاهد حميمية أو علاقات جنسية، توصل أباطرة التلفزيون إلى صيغ أخرى من برامج تلفزيون الواقع. لم تحل هذه البرامج الجديدة محل برنامج الأخ الأكبر. وإنما أصبحت تقدم بالتوازي معه. هناك برامج المسابقات الغنائية مثل (ذا فويس) أو الطهي (ماستر شف).
وإلى جانب النسخ من البرامج الأصلية، أصبحت هناك برامج محلية بأفكار شبيهة. وتعرض هذه البرامج في أوقات متزامنة في كل الدول تقريبا.
ويمكن عبر إلانترنت أو من خلال القنوات الفضائية متابعة النسخ المتعددة في كل دولة بلغات مختلفة. كأن البشرية، بكل اختلافاتها الثقافية والاجتماعية اتفقت على الانجذاب نحو نفس البرامج، نحو نفس ردود الأفعال والصراعات الإنسانية.
وفي الخلفية، حلم معظم المشاهدين بالدخول إلى عالم المشاهير عبر ضربة الحظ إن تم اختيار الشخص ليشارك في أحد هذه البرامج. إنه الطموح للمال والشهرة والأضواء الذي أصبح بمتناول الجميع.
(مصر)