لحزام الشميري في شهر رمضان من كل عام حكاية مع ضربة الحظ، والفوز بجائزة أو مبلغ مالي كاد أن يتحول في الأساس إلى حلم زائف مرة تلو الأخرى.
وعلى الرغم من تردّد حزام بالمشاركة في البرامج المسابقاتية الرمضانية التي تروج لها القنوات العربية والقنوات المحلية، إلا أنه يجد نفسه مرة بعد أخرى ضحية وواقعا في الفخ؛ حيث يبدأ بإرسال الرسائل والحروف والأرقام، لتبدأ حكايته الجديدة مع معركة الحظ، ودفع المبالغ المالية مقابل ذلك.
يقول حزام، في حديثه إلى "جيل العربي الجديد": "خلال السنوات الثلاث الماضية، ساهمت عدة مرات في أكثر من برنامج تلفزيوني مسابقاتي وفي أكثر من قناة، خصوصا (إم بي سي)، وخسرت مبالغ مالية كبيرة من دون أن أصل إلى المسابقة. كانت تصلني رسائل مغرية تقول الليلة ستشارك، الليلة ستكون صاحب الحظ، الليلة اقتربت من الحلم، ولكن هذا الحلم في الحقيقة تحوّل إلى سراب".
في رمضان، تتنافس القنوات الفضائية على بث برامج المسابقات لكسب الأموال، فتبدأ بالترويج لمن أراد أن يفوز بالحلم ولمن أراد أن يكون صاحب الحظ والفائز بسيارة أو كلغ ذهب، فليرسل رسالة قصيرة إلى الرقم الظاهر على الشاشة أو الاتصال على الرقم التالي. وهكذا يتعدد الترويج، علماً أن تكاليف الرسائل باهظ.
يقول الشميري: "هذه القنوات الفضائية وبهذا اللون من البرامج اتضح أنها لا تحمل لا هدف ولا رسالة، بل هدفها الأول والأخير هو الربح وكسب المال من البسطاء والشباب وبأبسط الوسائل".
يقول الشاب والصحافي علي أبو لحوم: "ظهرت موجة جديدة من القنوات الفضائية التي تعتمد في تمويلها أساساً على تزييف العقل العربي واستغلالها لحاجة الشباب. لكن هذه القنوات كانت مجرد ذيل لقنوات كانت هي الرأس، والأخيرة هي من أخذت بزمام المبادرة وأخرجت برامج المسابقات، خصوصاً تلك التي تعتمد على المشاركة من بُعد، وكان الهدف الأول هو جذب جمهور جديد من دول وقارات مختلفة".
والحقيقة هي أنه بعد أن أخذت هذه القنوات تستوعب أهمية مشاركة الجمهور على صعيد التربُّح، وسّعت نطاق هذه البرامج بالقدر الذي توسع معه مقدار مشاركة الناس".
يتابع أبو لحوم حديثه: "بصرف النظر عن جدية أو هزلية هذه البرامج، إلا أنها تشبه في مضمونها ألعاب القمار، لأن المشارك يخسر على أمل الربح. ويتبع المشارك الواحد آلاف من المشاركين في هذه اللعبة التي تبدو في ظاهرها منافسة شريفة وفي باطنها منافسة غير عادلة، لأن الفائز الواحد لا يمكن أن يوزع هذه الجائزة على الملايين من الملايين أصحاب الحاجة".
هذه المسألة تحولت في اليمن إلى ظاهرة أخذت بالانتشار، ولكنها، كما يطرح كثير من الشباب، تصطدم بأخلاقيات العمل الإعلامي، لأن الوسيلة الإعلامية تدرك أنها تخدع ملايين المشاركين باستغلال ظروفهم وتُدخل إلى صندوقها ملايين الدولارات.
يقول الشاب إدريس الطيار، المتحمس والجديد على المشاركات المسابقاتية في رمضان هذا العام: "لا أعتبر الأمر استغلالاً بقدر ما هو نوع من أنواع الكسب المعرفي لدى المشاهد أو المتابع لبرامج المسابقات، وبطريقة سلسة للغاية. لكن المشكلة عندنا أن البرامج المسابقاتية ضئيلة وليست مشجعة، وإن وجدت فليس بالشكل المطلوب كما في باقي الدول".
ويعتبر الطيار أن كامل برامج المسابقات في اليمن، ليست استغلالية بذاك الشكل الكبير: "مثلاً هناك برنامج بعنوان (مفتاح المدينة)، وآخر بعنوان (آخر قرار)؛ هذه البرامج يستفيد منها المتسابق مادياً، والمتابع فكرياً؛ حيث نكتسب معلومات في مجالات عدة. وما ينقص مثل هذه البرامج أنها لم ترق لمستوى البرامج التي تعرض في البلدان اﻷخرى".
(اليمن)